سلايدر الرئيسيةتقارير الغازتقارير النفطتقارير دوريةغازنفطوحدة أبحاث الطاقة

وكالة الطاقة الدولية تحذر شركات النفط والغاز من "وهم" احتجاز الكربون وتخزينه

وتدعو لتخصيص نصف استثمارات الصناعة للطاقة النظيفة

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • شركات النفط والغاز يجب أن تخصص نصف استثماراتها للطاقة النظيفة.
  • الاعتماد على احتجاز الكربون وتخزينه فقط لخفض الانبعاثات وهم كبير.
  • استثمارات النفط والغاز الحالية تبلغ 800 مليار دولار سنويًا.
  • هناك حاجة إلى بعض الاستثمارات في النفط والغاز لتحقيق أمن الطاقة.

قالت وكالة الطاقة الدولية إن صناعة النفط والغاز تواجه لحظة الحقيقة؛ إذ يتعين على المنتجين الاختيار بين المساهمة في أزمة المناخ المتفاقمة أو أن يصبحوا جزءًا من الحل من خلال تبني الانتقال إلى الطاقة النظيفة، داعيةً الشركات إلى عدم التركيز فقط على تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه.

ويجب على منتجي النفط والغاز إنفاق نحو نصف استثماراتهم السنوية على مشروعات الطاقة النظيفة بحلول عام 2030، لتتماشى الصناعة مع أهداف المناخ العالمية، وفق تقرير حديث حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه.

وأصدرت وكالة الطاقة الدولية تقريرًا خاصًا قبل قمة المناخ كوب 28 في الإمارات، لتوضيح كيف يمكن لمنتجي النفط والغاز اتباع نهج أكثر مسؤوليةً والإسهام بصورة إيجابية في اقتصاد الطاقة الجديد، وسط أزمة مناخية متفاقمة تغذيها إلى حد كبير منتجاتهم الأساسية.

وكانت الوكالة الدولية قد صدمت صناعة الوقود الأحفوري في عام 2021، حينما أشارت إلى عدم الحاجة إلى مشروعات جديدة للنفط والغاز والفحم إذ أراد العالم تحقيق الأهداف المناخية، وهو ما قوبل بانتقادات شديدة من مؤسسات وشركات كبرى، ووصف بعضها هذا السيناريو بأن غير واقعي.

ورغم ذلك؛ فقد قالت وكالة الطاقة الدولية إن هناك حاجة إلى بعض الاستثمارات في إمدادات النفط والغاز لضمان أمن إمدادات الطاقة وتوفير الوقود للقطاعات التي يصعب فيها تخفيف الانبعاثات.

خفض انبعاثات صناعة النفط والغاز

يُسبِّب إنتاج النفط والغاز ونقلهما ومعالجتهما ما يقرب من 15% من انبعاثات غازات الدفيئة المرتبطة بالطاقة عالميًا، وهو ما يعادل جميع انبعاثات قطاع الطاقة في الولايات المتحدة.

وفي ظل الوضع الحالي، تمثل الشركات التي تهدف إلى خفض انبعاثاتها أقل من نصف إنتاج النفط والغاز العالمي، وفق التقرير، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن صناعة النفط والغاز تضم مجموعة كبيرة ومتنوعة من اللاعبين -بدءًا من المشغلين الصغار المتخصصين حتى شركات النفط الوطنية الضخمة- ورغم ذلك ينصب التركيز فقط على دور شركات الخاصة الكبرى، لكنها تمتلك أقل من 13% من إنتاج واحتياطيات النفط والغاز العالمية.

ودعت الوكالة الدولية إلى ضرورة أن تتضمن إستراتيجية التحول لكل شركة، خطة لتقليل الانبعاثات الناتجة عن عملياتها الخاصة.

انبعاثات الوقود الأحفوري
انبعاثات الوقود الأحفوري - الصورة من واشنطن بوست

ومن أجل التوافق مع سيناريو خفض الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية، يجب أن تنخفض انبعاثات صناعة النفط والغاز بنسبة 60% بحلول عام 2030، وفق وكالة الطاقة الدولية، التي أشارت إلى إمكانات هائلة لدى القطاع لخفض انبعاثاته.

علاوة على ذلك؛ فإن إستراتيجيات الحد من الانبعاثات الناجمة عن غاز الميثان -الذي يمثل نصف إجمالي الانبعاثات الناجمة عن عمليات النفط والغاز- معروفة جيدًا ويمكن تنفيذها عادة بتكاليف منخفضة.

احتجاز الكربون وتخزينه ليس الحل الرئيس

قال مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، إن شركات النفط والغاز في حاجة إلى التخلي عن الوهم القائل إن احتجاز كميات كبيرة من الكربون هو الحل، لمواجهة أزمة انبعاثات الصناعة، داعيًا الشركات إلى الالتزام بمساعدة العالم بصورة حقيقية في تلبية احتياجاته من الطاقة وتحقيق أهدافه المناخية.

ويشير التقرير إلى أن احتجاز الكربون، الذي يشكل حاليًا محور الإستراتيجيات الانتقالية للعديد من الشركات، لا يمكن استعماله للحفاظ على الوضع الراهن.

وإذا تطور استهلاك النفط والغاز الطبيعي كما هو متوقع في ظل سيناريو السياسات الحالية؛ فإن الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية سيتطلب احتجاز 32 مليار طن من الكربون واستعماله أو تخزينه بحلول عام 2050، بما في ذلك 23 مليار طن عن طريق التقاط الكربون من الهواء مباشرة، وهو أمر صعب تحقيق، كما ترى وكالة الطاقة الدولية.

ليس هذا فحسب، بل ستكون كمية الكهرباء اللازمة لتشغيل هذه التقنيات أكبر من الطلب العالمي بالكامل على الكهرباء حاليًا.

ويشار إلى أن قدرة التقاط الكربون وتخزينه عالميًا تبلغ 49 مليون طن سنويًا حتى أكتوبر/تشرين الأول 2023، من إجمالي المشروعات المعلنة وقيد التطوير والإنشاء البالغة 361 مليون طن سنويًا، وفق بيانات المعهد العالمي لالتقاط الكربون وتخزينه.

ولمواجهة هذه التحديات، خلص التقرير إلى أن قطاع النفط والغاز في وضع جيد يسمح له بتوسيع نطاق بعض التقنيات المهمة للتحول إلى الطاقة النظيفة.

وأوضحت وكالة الطاقة الدولية أن 30% من الطاقة المستهلكة عام 2050 في سيناريو الحياد الكربوني، ستأتي من تقنيات يمكن أن تستفيد من مهارات صناعة النفط والغاز ومواردها، بما في ذلك الهيدروجين، واحتجاز الكربون، والرياح البحرية، والوقود الحيوي السائل.

استثمارات صناعة النفط والغاز

حتى تستغل صناعة النفط والغاز مواردها ومهاراتها في التقنيات الجديدة؛ فإن هذا سيتطلب تغييرًا تدريجيًا في كيفية تخصيص القطاع لموارده المالية، وفق وكالة الطاقة الدولية.

واستثمرت صناعة النفط والغاز 20 مليار دولار في الطاقة النظيفة عام 2022، أو ما يقرب من 2.5% من إجمالي إنفاقها الرأسمالي، لكن هذه النسبة تحتاج إلى زيادتها لنحو 50% من النفقات الرأسمالية للشركات بحلول عام 2030، بالإضافة إلى الاستثمار المطلوب لتقليل الانبعاثات الناتجة عن عملياتها الخاصة.

وتمثل شركات النفط والغاز حاليًا 1% فقط من استثمارات الطاقة النظيفة عالميًا، ويأتي 60% منها من 4 شركات فقط.

ويرصد الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، استثمارات العالم في الطاقة النظيفة بين عامي 2004 و2022:

استثمارات الطاقة منخفضة الكربون

ومن جهة أخرى، ترى وكالة الطاقة الدولية أن استثمارات النفط والغاز الحالية البالغة 800 مليار دولار سنويًا، تعادل ضعف ما هو مطلوب عام 2030 في سيناريو الحياد الكربوني، الذي سيشهد انخفاضات حادة في الطلب على الوقود الأحفوري.

ومن المقرر أن يصبح النفط والغاز استثمارًا أقل ربحًا وأكثر خطورة بمرور الوقت؛ إذ يمكن أن ينخفض التقييم الحالي للشركات الخاصة بنسبة 25% من 6 تريليونات دولار حاليًا في حالة تحقيق جميع الأهداف الوطنية المتعلقة بالطاقة والمناخ، وبنسبة تصل إلى 60%، في سيناريو خفض ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق