التقاريرتقارير الغازتقارير النفطتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةعاجلغازنفطوحدة أبحاث الطاقة

وكالة الطاقة الدولية: الطلب على الوقود الأحفوري يجب أن ينخفض 25% بحلول 2030

لتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول 2050

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

دعت وكالة الطاقة الدولية إلى تسريع خفض الطلب على الوقود الأحفوري ووقف مشروعاته الجديدة، واستمرار التوسع القياسي في تقنيات الطاقة النظيفة حتى يكون هدف الحياد الكربوني والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية أمرًا ممكنًا.

وتُعد هذه الدعوة تحديثًا لـ"خريطة طريق الحياد الكربوني بحلول 2050"، التي نشرتها وكالة الطاقة في عام 2021، وأحدثت جدلًا واسعًا في صناعة الوقود الأحفوري، بعدما طالبت بضرورة وقف مشروعات النفط والغاز فورًا إذا أراد العالم تحقيق هدف خفض ظاهرة الاحتباس الحراري.

وتضمّن التقرير الجديد -الذي حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- التغييرات المهمة التي طرأت على مشهد الطاقة خلال العامين الماضيين، على رأسها الانتعاش الاقتصادي القوي بعد جائحة كورونا وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

وخلصت وكالة الطاقة الدولية في تقديراتها المُحدثة إلى ضرورة خفض الطلب على الوقود الأحفوري بأكثر من 25% بحلول عام 2030، واستبدال تكثيف تقنيات الطاقة النظيفة به، للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

خفض الطلب على الوقود الأحفوري

ترى وكالة الطاقة الدولية -وفق خريطة طريق الحياد الكربوني المُحدثة- أن انخفاض الطلب على الوقود الأحفوري بمقدار الربع بحلول عام 2030 سيقلّل الانبعاثات بنسبة 35%، مقارنة بأعلى مستوى على الإطلاق المسجّل عام 2022.

وكانت انبعاثات الكربون المرتبطة بقطاع الطاقة قد ارتفعت بنحو 0.9% أو 321 مليون طن، لتصل إلى مستوى قياسي عند 36.8 مليار طن خلال العام الماضي، وفق تقرير سابق للوكالة الدولية رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وبحلول 2050، فإن الطلب على الوقود الأحفوري يجب أن ينخفض بنحو 80%، وفق سيناريو الحياد الكربوني 2050، بحسب وكالة الطاقة الدولية.

وأمام ذلك، يجب أن ينخفض الطلب العالمي على النفط من 100 مليون برميل يوميًا تقريبًا إلى 77 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2030، و24 مليونًا بحلول عام 2050.

ويستعرض الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- توقعات 3 مؤسسات كبرى للطلب العالمي على النفط في 2024:

توقعات الطلب العالمي على النفط في 2024

كما يحتاج الطلب على الغاز الطبيعي إلى الانخفاض من 4.150 تريليون متر مكعب في عام 2022 إلى 3.400 تريليون متر مكعب عام 2030، ثم إلى 0.9 تريليون متر مكعب عام 2050.

وبالنسبة إلى الفحم، يشير سيناريو الحياد الكربوني إلى ضرورة انخفاض الطلب عليه من 5.8 مليار طن من مكافئ الفحم في عام 2022 إلى 3.25 مليار طن بحلول عام 2030، قبل تراجعه بوتيرة حادة إلى 0.5 مليار طن من مكافئ الفحم عام 2050.

وقف مشروعات الوقود الأحفوري الجديدة

نتيجة لتقديرات انخفاض الطلب على الوقود الأحفوري، لن تكون هناك حاجة إلى مشروعات جديدة في مجال النفط والغاز، ولا حاجة -أيضًا- إلى مناجم فحم جديدة، أو توسيع مناجم قائمة، أو مصانع فحم جديدة.

وتأتي أحدث توقعات وكالة الطاقة الدولية في وقت تتصاعد فيه التوترات مع منتجي النفط قبل قمة المناخ كوب 28 في الإمارات خلال نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إذ اتهمت منظمة أوبك، الوكالة الدولية بإذكاء التقلبات وتخويف المستثمرين من القطاع، ما يهدد أمن الطاقة العالمي.

ومع ذلك، ترى وكالة الطاقة ضرورة استمرار الاستثمار في بعض أصول النفط والغاز القائمة والمشروعات التي تمت الموافقة عليها، وفق التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

كما دعت وكالة الطاقة الدولية إلى زيادة الاستثمارات في الطاقة النظيفة، لمواكبة انخفاض إمدادات الوقود الأحفوري، من أجل تجنّب ارتفاع أسعار الوقود بوتيرة حادة أو نقص المعروض.

ومن جهته، قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، إن بعض أنواع الوقود الأحفوري ستظل مطلوبة بحلول عام 2030، داعيًا الحكومات إلى توفير الإطار اللازم لضمان الانتقال السلس إلى الطاقة النظيفة.

تسريع نشر الطاقة النظيفة

يتماشى النمو القياسي في سعة الطاقة الشمسية ومبيعات السيارات الكهربائية وكذلك خطط القطاعات لتعزيز القدرة التصنيعية منذ عام 2021، مع سيناريو الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن.

ويرصد الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- تطور مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا حتى 2023:

مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا

ومن شأن تعزيز الطاقة الشمسية ومبيعات السيارات الكهربائية وحدهما أن يحققا ثلث تخفيضات الانبعاثات المطلوبة بحلول 2030، كما تؤدي ابتكارات الطاقة النظيفة إلى توفير المزيد من الخيارات وخفض تكاليف التقنيات.

ومع ذلك، فإن اتخاذ إجراءات أكثر جرأة أمر ضروري في هذا العقد، مع ضرورة زيادة قدرة الطاقة المتجددة العالمية 3 مرات بحلول عام 2030، إلى جانب تضاعف المعدل السنوي لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة، وزيادة مبيعات المضخات الحرارية.

وتدعو وكالة الطاقة الدولية إلى زيادة الإنفاق العالمي على الطاقة النظيفة من 1.8 تريليون دولار عام 2023 إلى 4.5 تريليون دولار سنويًا بحلول أوائل العقد المقبل.

وحذّرت الوكالة الدولية من أن التباطؤ في تسريع تبني التقنيات النظيفة وخفض الطلب على الوقود الأحفوري قد يؤدي إلى تكاليف كبيرة، تصل إلى 1.3 تريليون دولار سنويًا لإزالة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الهواء بعد عام 2050.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق