التقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

صفقات الـ27 عامًا خير دليل.. الغاز المسال لن يتلاشى أمام الهيدروجين (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • شل تعتزم خفض الوظائف بأقسام الطاقة منخفضة الكربون بنسبة 15-20%
  • • بحلول عام 2050 قد يكون الاستهلاك العالمي من الوقود ثابتًا تقريبًا مع مستوى اليوم
  • • وودسايد وسانتوس تسعيان إلى المضي قدمًا في مشروعات جديدة مثل سكاربورو وباروسا
  • • تكلفة الهيدروجين الأخضر ما تزال تفوق نظيره "الرمادي" المشتق من الغاز بـ3 أضعاف

على الرغم من أن "العصر الذهبي للغاز" -وهو الوصف الذي أطلقته وكالة الطاقة الدولية في عام 2011 على صناعة الغاز المسال- آخذ في التراجع، لا يرجّح المحللون أن يتلاشى بسرعة.

وتحظى هذه الأخبار باستحسان صناعة تصدير الغاز المسال في أستراليا، وهو القطاع الذي حقق إيرادات بقيمة 92 مليار دولار في العام المالي الماضي، إلّا أن الأمر ليس سهلًا بالنسبة لكبار المصدّرين مثل شركتَي وودسايد إنرجي وسانتوس، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقد أبرمت الدول الأوروبية صفقات استيراد طويلة مع قَطَر، وهي واحدة من 3 منتجين رؤساء ولاعب مهم في صناعة الغاز المسال بجانب أستراليا، حسب مقال للكاتبة الصحفية الأسترالية المتخصصة في موارد الطاقة لدى صحيفة ذي أستراليان فايننشال ريفيو (The Australian Financial Review)، أنجيلا ماكدونالد سميث.

وتبدو أوروبا، المنطقة الأكثر تقدمًا في مجال الطاقة النظيفة، وكأنها تتقبل على نحو متزايد حقيقة مفادها أن الوقود الأحفوري سيكون له حصة في مزيج الطاقة لديها لعدّة عقود مقبلة.

توقيع صفقات مدتها 27 عامًا

وُقِّعت اتفاقيات منفصلة، هذا الشهر، تسمح بإمدادات الغاز المسال من قَطَر، المنافس اللدود لأستراليا في الصادرات، إلى إيطاليا وفرنسا وهولندا لمدة 27 عامًا أخرى.

وبحلول الوقت الذي تبدأ فيه الإمدادات بالوصول، فإن هذه الدول تستهلك واردات الغاز المسال بعد عام 2050، وهو التاريخ المستهدف لأوروبا للوصول إلى الحياد الكربوني.

الكاتبة الصحفية الأسترالية المتخصصة في موارد الطاقة لدى صحيفة ذي أستراليان فايننشال ريفيو
الكاتبة الصحفية الأسترالية المتخصصة في موارد الطاقة لدى صحيفة ذي أستراليان فايننشال ريفيو – الصورة من موقع إكس.كوم

في المقابل، أثارت الصفقات طويلة الأجل الدهشة في السوق، إذ تتناقض مع حقيقة مفادها أن المشترين الأوروبيين يحجمون عن الالتزامات التي تزيد مدّتها عن 10 سنوات، في الوقت الذي يمهدون فيه الطريق أمام أنواع وقود أنظف.

ووقّع الصفقات اللاعبون الغربيون الرؤساء في صناعة الغاز المسال، الذين استثمروا بالتوسع الضخم في حقل الشمال في قطر، مثل شل وإيني وتوتال إنرجي، وليس مع المستعمِلين النهائيين، بحسب ما يشير رئيس مجلس إدارة شركة فاكتس غلوبال إنرجي FACTS Global Energy، فريدون فيشاراكي.

وهذا يترك مرونة بشأن مكان بيع الغاز وشحنه، ومن المتوقع أن ينتهي الأمر بمعظمه في آسيا، حسب مقال للكاتبة الصحفية الأسترالية المتخصصة في موارد الطاقة لدى صحيفة ذي أستراليان فايننشال ريفيو (The Australian Financial Review)، أنجيلا ماكدونالد سميث.

وأوضح فيشاراكي أن الصفقات التي وقّعتها قَطَر لمدة 27 عامًا مع المستعمِلين النهائيين للغاز تتعارض مع مصالح المستوردين الصينيين، شركة البترول الوطنية الصينية وسينوبك، الرائدة في صناعة الغاز المسال.

وتضيف التقارير، التي صدرت الأسبوع الماضي، بأن شركة الطاقة العملاقة شل تعتزم خفض الوظائف في أقسام الطاقة منخفضة الكربون لديها بنسبة 15% إلى 20%، مع التركيز على تقليص الهيدروجين بصورة خاصة، دليلًا جديدًا على أن التحول الأساس إلى الطاقة النظيفة سيكون بطيئًا ووعرًا.

وتظل طموحات أوروبا لاستبدال الهيدروجين النظيف بواردات الغاز المسال، وهو جزء من هدفها المتمثل في خفض الطلب على الغاز بنسبة 35% بحلول عام 2030، على حالها حتى الآن.

الطموح مقابل الواقع

يقول الرئيس العالمي لتمويل التجارة والصادرات في مصرف دويتشه بنك الألماني، فيرنر شميدت: "إن توقعات التمويل الأولي لمشروع ضخم للهيدروجين الأخضر قد أرجأت 3 سنوات أو نحو ذلك حتى عام 2027".

ونظرًا لأن تكلفة الهيدروجين الأخضر ما تزال تفوق نظيره "الرمادي" المشتق من الغاز بـ3 أضعاف، فإن اقتصادات الهيدروجين المعتمد على مصادر الطاقة المتجددة لا تضيف شيئًا.

ويضيف شميدت: "أعتقد أن المنحنيات ستتقاطع عند نقطة واحدة"، "سواء كان ذلك في عام 2027 أو 2028 أو 2030، لا نعرف بعد، ولكن بالتأكيد سيكون هناك الوقت الذي سيكون فيه الهيدروجين تنافسيًا للغاية".

وكانت تلك التناقضات بين الطموح وواقع إزالة الكربون واضحة في مجموعة واسعة من التوقعات طويلة المدى لوكالة الطاقة الدولية للطلب العالمي على الغاز في تقريرها لتوقعات الطاقة العالمية لعام 2023، الصادر الأسبوع الماضي، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

إحدى محطات صناعة الغاز المسال
إحدى محطات الغاز المسال في هولندا – الصورة من مجلة أوفشور إنرجي

وبحلول عام 2050، قد يكون الاستهلاك العالمي من الوقود ثابتًا تقريبًا مع المستويات الحالية، أو أقلّ بنسبة تزيد على 75% اعتمادًا على مدى سرعة التقدم في خفض الانبعاثات.

وتشير شركة فاكتس غلوبال إنرجي، على سبيل المثال، إلى ارتفاع الطلب على الغاز المسال ممّا يزيد قليلًا عن 400 مليون طن سنويًا، حاليًا، إلى نحو 700 مليون طن في نحو عام 2045، قبل أن يصل إلى مرحلة الاستقرار ويبدأ في الانخفاض بدءًا من عام 2050.

ويقارَن ذلك بسيناريوهات وكالة الطاقة الدولية التي تجعل الطلب على الغاز المسال منخفضًا نحو 90 مليون طن أو يصل إلى 475 مليون طن بحلول منتصف القرن، بما يدعم صناعة الغاز المسال.

ويرى المحللون أن من شأن هذا التباين الواسع في التوقعات تعقيد مهمة التخطيط لشركتَي وودسايد وسانتوس الأستراليتين، في حين تسعى الشركتان إلى المضي قدمًا بمشروعات جديدة مثل سكاربورو وباروسا، على التوالي، في مواجهة المعارضة البيئية والعقبات التنظيمية.

في الوقت نفسه، تعطي أرقام وكالة الطاقة الدولية المجموعات الخضراء المزيد من الحجج للقول، إن الشركات تراهن ضد نجاح الجهود الرامية إلى الحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري بموجب أهداف اتفاق باريس للمناخ، وتعريض رأس مال المساهمين للخطر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق