التقاريرتقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

عجز الكهرباء والانقطاعات يلاحقان 5 ولايات أسترالية.. أزمة حكومة ألبانيز

أداء ضعيف لمحطات الفحم والغاز.. وتأثر إنتاج الطاقة المتجددة بموجة شتاء قاسية

هبة مصطفى

اقرأ في هذا المقال

  • حكومة ألبانيز تعهدت بتعزيز إسهام الطاقة المتجددة في سوق الكهرباء الوطنية
  • ولاية نيو ساوث ويلز تعاني عجزًا بالإمدادات سجل 1 غيغاواط و726 ميغاواط، الثلاثاء
  • أداء ضعيف لمحطات الفحم والغاز.. والشتاء يحاصر مصادر الطاقة المتجددة
  • مُشغّل سوق الطاقة طالبَ كبار المستهلكين بخفض الأحمال تجنبًا لانقطاع التيار
  • آيمو وضعَ حدًا أقصى للأسعار؛ منعًا لارتفاعها لمستويات غير مسبوقة
  • الولايات الـ5 مهددة بانقطاع التيار في حال مواصلة عجز الإمدادات

وقعت 5 ولايات أسترالية فريسة أمام تهديد عجز الكهرباء وانقطاعها، بعدما سجّل عجز الإمدادات مستويات قياسية في ظل موجة شتاء شديدة البرودة تضرب البلاد، الآونة الحالية، في حين يسعى مشغّل سوق الطاقة "آيمو" لاتخاذ تدابير بمسارين متوازيين لإعادة ضبط الأسواق.

وبدأ آيمو إجراءات تتضمن خفض أحمال كبار المستهلكين بجانب وضع حدّ لسقف أسعار السوق المستويات المُحددة سلفًا، وفق صحيفة الغارديان (The Guardian).

وبالتوازي مع ذلك، أعلن مُشغّل سوق الطاقة في أستراليا توقعات انقطاع التيار ومعدلات العجز المتوقعة بولايات: كوينزلاند، نيو ساوث ويلز، شرق أستراليا، فيكتوريا، تسمانيا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

عجز الإمدادات

أكد مُشغّل سوق الطاقة الأسترالي "آيمو" أنه، بداية من مساء الثلاثاء 14 يونيو/حزيران، تواجه ولاية نيو ساوث ويلز أكبر معدلات العجز المتوقعة بنحو 1 غيغاواط 726 ميغاواط، في حين واجهت ولاية كوينزلاند عجزًا قُدِّر بنحو 1 غيغاواط و537 ميغاواط، في ساعات متباينة من المساء.

 الكهرباء
خطوط لنقل الكهرباء في أستراليا - الصورة من (Pv Magazine)

ومن المتوقع استمرار عجز الإمدادات في نيو ساوث ويلز حتى يوم الأربعاء، بعدما قدّر آيمو مواجهة الولاية عجزًا يتجاوز 2 غيغاواط و800 ميغاواط بحلول الثامنة مساءً.

وكانت توقعات آيمو متفائلة بشأن انقطاع التيار وعجز الإمدادات بولاية فيكتوريا، بخلاف الوضع في ولاية شرق أستراليا التي تطلّبت تدخّل المُنظمين وإعادة المولدات للسوق، بعدما استمر العجز ليوم كامل متاثرًا ببرودة الطقس.

ولتخطّي عجز الإمدادات وتجنّب انقطاع الكهرباء، اتّبع مشغّل سوق الطاقة "آيمو" خطة من جانبين؛ أولهما الضغط على كبار مستهلكي الكهرباء لمواصلة خفض الأحمال في ولاية كوينزلاند لليوم الثاني، وتفعيلها بولاية نيو ساوث ويلز.

سقف الأسعار

بالتوازي مع إعلان العجز المتوقع بالولايات، أصرّ آيمو على تحديد حدّ أقصى للأسعار لسوق الكهرباء في نطاق 300 دولار أميركي لكل ميغاواط/ساعة بالولايات الـ4 للبر الرئيس بسوق الكهرباء الوطنية "نيم".

وخلال يوم الأحد الماضي، حدّد مشغّل سوق الطاقة "آيمو" حدًا أقصى لأسعار الكهرباء بولاية كوينزلاند في خطوة هي الأولى من نوعها منذ 3 سنوات، بغرض حماية المستهلك من ارتفاع أسعار السوق الفورية إلى مستوى 1.3591 مليون دولار أميركي لمدة أسبوع متواصل.

وترك مشغّل سوق الطاقة الأسترالي "آيمو" المجال مفتوحًا أمام ولاية تسمانيا دون حدّ أقصى للأسعار خلال يوم الثلاثاء، لتصبح الولاية الوحيدة في سوق الكهرباء الوطنية "نيم" التي تُحدد أسعار الكهرباء بها طبقًا لأسعار السوق الفورية بحدّ أقصى لا يتجاوز 15.100 دولار لكل ميغاواط/ساعة.

وتعهّد آيمو باتّباع تدابير من شأنها تطوير احتياطي الكهرباء في البلاد، من ضمنها توجيه المولدات إلى سوق الكهرباء الوطني "نيم"، وهي خطوة أسهمت بسدّ عجز الكهرباء في ولايتي كوينزلاند ونيو ساوث ويلز.

خفض الأحمال

لاقت مطالبة مشغّل سوق الطاقة "آيمو" حول خفض الأحمال لسدّ عجز الإمدادات وتجنّب انقطاع التيار استجابة متباينة بين كبار المستهلكين.

ففي ولاية كوينزلاند خفض كبار المستهلكين معدلات الاستهلاك، الإثنين الماضي، في محاولة لتعزيز صمود الشبكة أمام أيّ انقطاعات محتملة، وفي حال استمرار معدلات العجز وتوقعات انقطاع التيار بولايات أخرى ستتجه "آيمو" لمطالبة كبار المستهلكين بها بالأمر ذاته، بحسب ما نشرته "الغارديان" الإثنين الماضي.

وجاءت تلك الخطوة عقب إصدار آيمو توقعاته لعجز الإمدادات لليوم ذاته، بلغ 1 غيغاواط و454 ميغاواط، وتطورت تلك التوقعات إلى معدلات متناقصة، سجلت 1 غيغاواط و147 ميغاواط خلال الأيام اللاحقة.

وتوقّع آيمو استمرار عجز الإمدادات خلال الأيام المقبلة، لا سيما أن فصل الشتاء الذي بدأت تشتد حدّته في أستراليا خلال الأسبوعين الماضيين فقط يبدو أنه موسم قاسٍ، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف آيمو أنها تُخطط لاستخدام صلاحياتها لإنقاذ الإمدادات الاحتياطية بما يشمل توجيه المولدات إلى سوق "نيم" والشبكة، حسبما ورد في بيان له منتصف الأسبوع الجاري.

الكهرباء المنتجة من مصادر الوقود المختلفة في أستراليا

أداء الغاز والفحم والطاقة المتجددة

عانت الولايات الـ5 مع اشتداد فصل الشتاء من من أداء مضطرب لمحطات الكهرباء العاملة بالفحم والغاز ولمصادر الطاقة المتجددة أيضًا.

وتستعد ولاية فيكتوريا لشتاء مصحوب بارتفاع في أسعار فواتير الكهرباء، في ظل نقص الغاز وارتفاع الأسعار بسوق الجملة والأداء الضعيف لمحطات الكهرباء العاملة بالفحم، كما ارتفعت أسعار الغاز في ولاية شرق أستراليا إلى 400 دولار لكل ميغاواط/ساعة.

وفقدت ولاية كوينزلاند 3 غيغاوط و300 ميغاواط من محطات عاملة بالفحم خاضعة لأعمال الصيانة، بالإضافة إلى 1 غيغاواط و600 ميغاواط من محطات الكهرباء العاملة بالغاز.

وبجانب تعثّر محطات الوقود الأحفوري بالولاية، تسبَّب موسم الشتاء واضطراب طاقة الرياح وغياب الطاقة الشمسية ليلًا في فقدان الولاية لما يقرب من 9 غيغاواط.

من جانبه، أكد مؤسس غلوبال روم للاستشارات، بول مكاردل، أن محطات الكهرباء العاملة بالفحم التي توقفت قد لا تتمكن من استئناف العمل بصورة سريعة، مضيفًا أن الأمطار المصاحبة لموجات البرد أثّرت في إمدادات الفحم ومعدلات السحب لأغراض التدفئة، كما إن إنتاج الطاقة الشمسية تأثّر أيضًا.

وقال، إن تداعيات اضطراب إنتاج كل من محطات الفحم والغاز والطاقة المتجددة من شأنه التأثير في أجزاء الشبكة الوطنية التي تغطي شرق أستراليا.

من المسؤول؟

أبدى وزراء الطاقة بالولايات الـ5 ثقتهم في توفير مشغّل الطاقة "آيمو" للدعم اللازم لتخطّي الأزمة، وتشغيل المولدات البلديلة لتجاوز العجز في الوقت المناسب لتجنّب انقطاع الإمدادات، في حين تباينت تفسيراتهم لأسباب نمو عجز إمدادات الكهرباء واحتمالات الانقطاع المتصاعدة خلال الأسبوع الجاري.

عجز الكهرباء
محطة كهرباء عاملة بالفحم في أستراليا - الصورة من رينيو إيكونومي

وحمّلت وزيرة الطاقة بولاية فيكتوريا، ليلي دو أمبروسيو، شركات الكهرباء مسؤولية الاضطرابات الحالية؛ لاحتفاظها بالاحتياطيات وعدم مشاركتها بعطاءات الأسواق، مضيفة أنه يجب التحقيق مع مُشغّلي المولدات في اتهامات بالتلاعب بالنظام.

بدوره، أوضح وزير الطاقة والخزانة بولاية نيو ساوث ويلز، مات كين، أن آيمو أكد أن هناك محطات عدّة تضمن موثوقية الإمدادات للولاية الأسبوع المقبل، لكنه قال في الوقت ذاته، إن أداء قطاع الكهرباء في ولاية كوينزلاند ألقى بأعباء إضافية على مولدات ولايته.

أمّا وزير الطاقة بولاية كوينزلاند، مايك دي بريني، فأكد أن ولايته تتحمل العبء الأكبر بتولّيها مسؤولية توريد الغاز لولاية نيو ساوث ويلز وفيكتوريا.

وطالب دي بريني المستهلكين بتقنين استخدام الكهرباء، مستبعدًا تفاقم الأزمة إلى حدّ انقطاع الكهرباء.

صدمة حكومة ألبانيز

لم يكد يمرّ شهر على فوز حكومة حزب العمال وأنتوني ألبانيز في الانتخابات الفيدرالية التي أجريت شهر مايو/أيار الماضي، حتى واجهتها أزمة تهدد قطاع الكهرباء في 5 ولايات أسترالية كاملة.

ويُعدّ عجز الإمدادات المتفاقم الذي يهدد بانقطاع التيار أول تحدٍّ حقيقي يواجه حكومة ألبانيز التي اتخذت من الطاقة المتجددة قوة عظمى وسلاحًا لمحاربة تغير المناخ، بحسب ما أعلنه ألبانيز عقب فوزه.

ورغم إسهام الطاقة المتجددة في أستراليا بإمدادات موثوقة وضخمة منذ سنوات امتدت خلال العقدين الماضي والجاري، فإن حكومة حزب العمال أخذت على عاتقها فور فوزها إعداد وإعلان خطة شاملة لتطوير أدائها بما يضمن موثوقية ومرونة إمدادات الشبكة.

وتشمل خطة ألبانيز والحكومة الفيدرالية لدعم الطاقة المتجددة في أستراليا زيادة حصتها إلى 82% بمزيج الكهرباء في سوق الكهرباء الوطنية "نيم".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق