نفطأخبار الغازأخبار النفطرئيسيةغاز

شح الطاقة يدفع حكومة أستراليا الجديدة للجوء إلى شركات النفط والغاز

وعدت باتخاذ سياسات أكثر خضرة من الحكومة السابقة

مي مجدي

تواجه الحكومة الأسترالية الجديدة تحديات وظروفًا اقتصادية صعبة، ويبدو أن مهمتها تزداد صعوبة مع استمرار أزمة شح الطاقة؛ إذ لجأت إلى عمالقة النفط والغاز في أول اختبار فعلي لها.

الإجراء يبدو صادمًا للبعض، ولا سيما أن قضية تغير المناخ على رأس أولويات الحكومة الجديدة، وكانت سببًا في فوزها الساحق، وسحب البساط من الحكومة السابقة بزعامة سكوت موريسون، الداعمة للوقود الأحفوري، وخاصة الفحم.

وصرّح رئيس الوزراء الجديد، أنتوني ألبانيزي، اليوم الجمعة 3 يونيو/حزيران، بأن المسؤولين يجرون محادثات مع شركات النفط والغاز لتهدئة المخاوف إزاء شح الطاقة، حسب بلومبرغ.

وقال ألبانيزي إن المناقشات تتعلق بكيفية تسريع تهدئة الضغوطات على الشركات والأسر بعد ارتفاع أسعار الغاز، ومخاوف حدوث انقطاعات محتملة للكهرباء، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

التواصل مع عمالقة النفط والغاز

في هذا الشأن، قالت شركة "وودسايد إنرجي غروب" -ومقرها بيرث- إنها على اتصال بالحكومة، بينما تناقش شركة سانتوس الأسترالية للنفط والغاز -ومقرها أديلايد- إمكانية تعزيز الإنتاج المحلي بكميات ضئيلة على المدى القريب.

شح الطاقة
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي - الصورة من موقع سبوتنيك نيوز

وتتصاعد مشكلات الطاقة في أستراليا مع تحذير مشغل سوق الطاقة الأسترالي، الذي يدير أسواق الغاز والكهرباء، من نقص محتمل في إمدادات الغاز.

ويصف مستخدمو الغاز والحكومة الجديدة أزمة شح الطاقة في الساحل الشرقي بأنها مروعة وأشبه بـ"العاصفة".

وخلال هذا الأسبوع، دفع ارتفاع أسعار الغاز بالجملة في بعض الولايات الأسترالية مشغل سوق الطاقة الأسترالي إلى فرض سقف على الأسعار، محذرًا من انخفاض الاحتياطيات في المناطق الحضرية الرئيسة بشرق البلاد.

أزمة شح الطاقة

يأتي ذلك بعدما تعهّد رئيس الحكومة الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، الذي أدى اليمين الدستورية في 23 مايو/أيار، بزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وتسريع الجهود للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وتعتمد أستراليا على الفحم في توليد الكهرباء، وأسهم انقطاع التيار في بعض المرافق المتقادمة وبرودة الطقس غير المعتادة في نقص الإمدادات.

وعزز ذلك الحاجة إلى محطات الغاز الاحتياطية وسط تزايد المنافسة العالمية على الوقود؛ بسبب الحرب في أوكرانيا والابتعاد عن شراء الوقود الروسي.

ورغم نقص الوقود على الصعيد المحلي، تُعَد أستراليا واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم.

وتعجز البلاد عن تغيير مسار إنتاج مشروعات الغاز الطبيعي المسال العملاقة للسوق المحلية، بسبب الافتقار إلى البنية التحتية اللازمة، إلى جانب ارتباط أغلبها بعقود طويلة الأجل.

وأوضح نائب رئيس الوزراء الأسترالي، ريتشارد مارليس، خلال لقاء تلفزيوني اليوم الجمعة 3 يونيو/حزيران، أن أستراليا تعاني -أيضًا- نقص الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة.

وقال: "ليست لدينا مصادر متجددة متصلة بالشبكة بالصورة المرجوة، ولا تتوافر لدينا شبكة لاستقبالها".

شح الطاقة
ناقلة للغاز المسال - الصورة من موقع ذا أستراليان

وفي هذا الصدد، تعهّد رئيس الوزراء الجديد، أنتوني ألبانيزي، بإنفاق 20 مليار دولار أسترالي (14.5 مليار دولار) لتحسين البنية التحتية في قطاع الكهرباء، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويرى المحلل في وكالة بلومبرغ إن إي إف، ويل إدمونز، أن زيادة الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة تقترن بتسريع وتيرة عملية الكهربة في البلاد.

وقال إن هذه الخطوة من شأنها أن تحمي مستخدمي الطاقة من تقلبات أسعار السلع الأساسية، لكن إذا واصلت ارتفاعها، ستستمر معاناة مستخدمي الطاقة والشركات الأسترالية.

تغير المناخ

دارت الانتخابات الأسترالية الأخيرة حول تغير المناخ، وبدأت الشركات والمستثمرون بمراقبة السياسات المناخية للحكومة الجديدة.

ويقول محللون إن حكومة حزب العمال بقيادة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي قد تتعرض لضغوط لإبرام اتفاق جديد لتمديد أهداف خفض الانبعاثات، حسبما نشر موقع سي إن بي سي (CNBC).

وفي الوقت الحالي، وعد الحزب بخفض الانبعاثات بنسبة 43% بحلول عام 2030.

ويتوقع المحللون تأثر شركات مناجم الفحم ومولدات الكهرباء بسياسات المناخ، وضرورة التأهب لأي تغيير تتخذه الحكومة الجديدة، على عكس سابقتها التي تساهلت في التعامل مع قضية تغير المناخ، وسيتعين على جميع المصادر المسببة للانبعاثات تسريع خطط الحد من الانبعاثات.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق