تقارير النفطالتقاريرالنشرة الاسبوعيةسلايدر الرئيسيةنفط

رؤساء 5 شركات عالمية يهاجمون وكالة الطاقة الدولية: إقصاء النفط نتيجته الفوضى

أسماء السعداوي

ما زال الهجوم على وكالة الطاقة الدولية مستمرًا، بعد توقعاتها الأخيرة بشأن موعد بلوغ ذروة استهلاك الوقود الأحفوري قبل حلول عام 2030.

وكانت الوكالة قد توقّعت تباطؤ نمو الطلب على النفط بصورة حادّة بحلول عام 2028، وهو ما يرجّح أن يصل الاستهلاك العالمي إلى ذروته قبل 2030، بناءً على السياسات الحكومية الحالية، واتجاهات السوق، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وقال تقرير "آفاق سوق النفط متوسطة الأجل"، الصادر عن الوكالة في يونيو/حزيران (2023)، إن إجمالي الطلب العالمي على النفط سيرتفع بنسبة 6% فقط بين عامي 2022 و2028، ليصل إلى 105.7 مليون برميل يوميًا، مدعومًا بالطلب من قطاعي الطيران والبتروكيماويات.

وتوقعت وكالة الطاقة -أيضًا- تراجع حصة الوقود الأحفوري في إمدادات الطاقة عالميًا من نسبة 80% المستمرة منذ عقود إلى 73% بحلول عام 2030؛ بسبب زخم الطاقة المتجددة التي ستستحوذ على 80% من قدرات التوليد الجديدة للكهرباء عالميًا بحلول 2030.

توقعات وكالة الطاقة الدولية

في المقابل، دحض 5 من رؤساء كبار شركات النفط العالمية توقعات وكالة الطاقة الدولية، وكان في مقدّمتهم رئيس أرامكو السعودية، أمين الناصر، الذي قال، إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع، وإن ذلك النمو القوي -المدعوم بانتعاش الاقتصاد الصيني وقطاع الطيران- يؤكد ضرورة الاستثمار في زيادة قدرات الإنتاج.

واتفق مع الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي الفرنسية (TotalEnergies)، باتريك بويانيه، الذي أكد -أيضًا- الحاجة لمواصلة الاستثمار في إنتاج النفط والغاز، لحين زيادة قدرات أنواع الوقود البديلة على الأقلّ، مشيرًا إلى أن التخلي فجأة عن الوقود الأحفوري سيؤدي إلى فوضى وزيادة الأسعار.

بدوره، شدد رئيس شركة إيكوبترول (Ecopetrol) الكولومبية، ريكاردو روا، على أن تحول الطاقة لن يُنهي صناعة النفط والغاز، وأن إيرادات الوقود الأحفوري أساسية لتمويل التحول إلى الطاقة المتجددة.

أرامكو السعودية

قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، أمين الناصر، إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع إلى 103 ملايين برميل يوميًا خلال النصف الثاني من هذا العام 2023، مشيرًا إلى أن حجم الطلب من قطاع الطيران مازال يشكّل ما بين 90 و95% مما كان عليه قبل جائحة كوفيد-19.

وأكد خلال قمة مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض، يوم الثلاثاء 24 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن الطلب القوي على النفط يؤكد ضرورة الاستثمار في زيادة قدرات الإنتاج، جنبًا إلى جنب مع الاستثمار في الطاقة المتجددة.

رئيس أرامكو أمين الناصر
رئيس أرامكو أمين الناصر - الصورة من موقع الشركة

وأوضح قائلًا: "الطلب قوي، ولذلك نحتاج إلى لتأكد من توافر موارد الطاقة الملائمة والموثوقة والمتاحة وبأسعار معقولة، ولذلك نستثمر لزيادة إنتاج النفط والغاز، وفي الوقت نفسه بالطاقات الجديدة مثل المصادر المتجددة والهيدروجين الأخضر والأزرق".

وتخطط أرامكو السعودية لرفع قدرات إنتاج النفط الخام إلى 13 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2027، مقارنة بنحو 12 مليون برميل يوميًا حاليًا.

وأشار الناصر إلى أن "التحول في مجال الطاقة من خلال حجم واحد للجميع ليس مقبولًا؛ لأنه يتعين أن يأخذ في الحسبان النضج الاقتصادي للبلدان المختلفة".

وقال، إنّ تحول الطاقة لا يخدم أولويات واحتياجات الجنوب العالمي، لافتًا إلى أن 80% من إنتاج الطاقة اليوم يذهب للجنوب العالمي وبحلول عام 2050، سترتفع النسبة إلى 90%.

ولذلك، طالبَ الناصر بوضع "احتياجات وأولويات الجنوب العالمي أولًا"، وخاصة عندما يتعلق الأمر بقضية أمن الطاقة والقدرة على تحمّل تكاليفها، التي قال، إنها "ستصبح أسوأ مما هي عليه" على المديين القصير والمتوسط، دون ضخ استثمارات إضافية في الطاقة التقليدية.

النتيجة: فوضى

أكد الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي الفرنسية، باتريك بويانيه، الحاجة لمواصلة الاستثمار في عمليات وإنتاج النفط والغاز، وذلك لحين زيادة قدرات أنواع الوقود البديلة على الأقل، بحسب تقرير نشرته وكالة أرغوس ميديا (argusmedia)، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف: "نريد الانتقال إلى نظام جديد لا يشكّل في الواقع اليوم سوى أكثر أو أقلّ من 15% من مزيج الطاقة العالمي".

وأكد أنه "لا يمكننا الانفصال عن النظام أ (الهيدروكربونات) -كما يرغب بعض الناس- بسبب انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.. لماذا؟ لأننا لم نبنِ بعد النظام بـ(البدائل)".

وأشار إلى أنه يجب منح الأولوية إلى بناء "النظام ب" والاستثمار فيه بصورة أكثر وأسرع؛ لأن العالم لا يمكنه التحول إلّا بعد توافر ما يكفي من الطاقة ذات الانبعاثات الكربونية الأقل، وحتى ذلك الوقت، فمن الضروري "أن نواصل الاستثمار في النظام أ".

وقال رئيس توتال إنرجي: "إذا لم نستثمر، سترتفع الأسعار، وسيصاب الناس بالحيرة.. إنه أمر معقّد.. وعندما يرون الأسعار ترتفع سيعتقدون بأن الأمر راجع للضرائب على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أو بسبب التحول.. ستكون هناك فوضى. ولذلك، لدينا ردّ فعل مناهض للتحول".

رئيس توتال إنرجي باتريك بويانيه
رئيس توتال إنرجي باتريك بويانيه - الصورة من رويترز

استمرار نمو الطلب

تتوقع شركة هاليبرتون (Halliburton) الأميركية لخدمات الطاقة، استمرار نمو حجم الطلب على خدمات ومعدّات النفط والغاز خلال العام المقبل (2024) وما بعده، بحسب تقرير نشرته منصة إس آند بي غلوبال (spglobal)، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

بدوره، أرجع الرئيس التنفيذي للشركة -التي يقع مقرّها في ولاية تكساس-، جيف ميللر، تلك التوقعات الإيجابية إلى استجابة مشغّلي عمليات التنقيب والإنتاج بمجال النفط والغاز للمطالب المتزايدة لتحقيق أمن الطاقة، وحقيقة الحاجة لإمدادات الطاقة التقليدية لمدة أطول مما نعتقد.

وأضاف ميللر أن الحفاظ على مستوى الإنتاج مع إضافة إمدادات إضافية يتطلب استثمارًا طويل الأجل في دورات إنتاج النفط على المديين القصير والطويل لتلبية الطلب.

وتابع: "كل ما أراه اليوم يؤكد قناعتي بطول مدة هذه الدورة الصعودية".

وأشار إلى أحدث توقعات منظمة البلدان المصدّرة للنفط (أوبك)، التي تتوقع نمو الطلب على النفط خلال العقد الجاري، وكذلك نمو حجم الطلب حتى عام 2045.

ويقول تقرير "آفاق النفط العالمية 2045" الصادر عن المنظمة في 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري (2023)، إن الطلب العالمي على النفط سينمو إلى 106 ملايين برميل يوميًا في عام 2025، ليرتفع إلى 116 مليونًا في 2045، وذلك مقارنة بـ99.6 مليون برميل يوميًا في 2022 المنصرم.

وقالت، إن النفط سيظل صاحب الحصة الأكبر من مزيج الطاقة العالمي مقارنة بأنواع الوقود الأخرى، متوقعة أن تبلغ حصّته 29.5% في عام 2045، وأن يحتاج إلى استثمارات بقيمة 14 تريليون دولار، أو 610 مليارات دولار سنويًا حتى 2045.

كما وصفت أوبك دعوات وقف الاستثمار في قطاع النفط بـ"المضللة"، محذّرة من أنها قد تؤدي إلى فوضى في قطاع الطاقة والاقتصاد عمومًا.

وقال ميللر: "في ضوء ذلك، نتوقع استمرار نمو الطلب على خدمات حقول النفط في 2024 وما يليه".

شعار شركة هالبيترون الأميركية
شعار شركة هالبيرتون الأميركية - الصورة من رويترز

الوقود الأحفوري أساس للطاقة المتجددة

تقول شركة النفط والغاز الكولومبية إيكوبترول (Ecopetrol)، إنّ تحول الطاقة لن يُنهي صناعة النفط والغاز، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، ريكاردو روا: "صناعة النفط والغاز في البلاد لن تنتهي"، مؤكدًا أهمية إيرادات الوقود الأحفوري التي ستكون أساسية لتمويل التحول إلى الطاقة المتجددة.

وتخطط الشركة لرفع إنتاجها النفطي من 709.500 برميل يوميًا في العام الماضي (2022)، إلى 731 ألف برميل يوميًا بنهاية هذا العام (2023).

وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، قالت إيكوبترول، إنها تعتزم استثمار ما يتراوح بين 25.3 تريليون بيزو (6 مليارات دولار) و29.8 تريليون بيزو (7.1 مليار دولار)، مع التركيز على التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، وضمان الكفاية الذاتية من موارد الطاقة.

(البيزو الكولومبي= 0.00024 دولارًا أميركيًا).

واتهم اتحاد عمال صناعة النفط إيكوبترول بالتخطيط لخفض استثمارات التنقيب والإنتاج بأكثر من 40%، ليتراجع حجم الإنفاق من 4.5 مليار دولار في 2023 إلى 2.5 مليار دولار في 2024، وهو ما يهدد مستقبل الشركة المملوكة للدولة، على حدّ زعمهم.

يأتي ذلك في ظل مساعي حكومة أول رئيس يساري، غوستاف بيترو، لإنهاء اعتماد البلاد على الهيدروكربونات وخاصة النفط والفحم، اللذين يُعدّان المصدر الرئيس لخزينة الدولة.

وردًا على تلك الاتهامات، قال الرئيس التنفيذي لشركة إيكوبترول، خلال منتدى لصناعة النفط الثلاثاء 24 أكتوبر/تشرين الأول 2023: "لم نقُل مطلقًا، إننا سننهي أعمالنا التقليدية (النفط والغاز)".

وأوضح أن هناك سيناريوهين محتملين لاستثمارات الشركة في 2024 المقبل، وهما: سيناريو أساس، يتضمن استثمار 3.5 مليار دولار لإنتاج 720 ألف برميل يوميًا في المتوسط، وسيناريو مرتفع، يتضمن استثمار 4.2 مليار دولار، ليصل الإنتاج إلى نحو 731 ألف برميل يوميًا.

شعار شركة إيكوبترول الكولومبية
شعار شركة إيكوبترول الكولومبية - الصورة من رويترز

منتجات شيطانية

أكد الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون الأميركية ( Chevron)، مايك ويرث، ضرورة ضخ استثمارات جديدة في صناعة الوقود الأحفوري لتلبية طلب "العالم الحقيقي"، مشككًا في توقعات وكالة الطاقة الدولية بشأن موعد بلوغ ذروة الاستهلاك قبل 2030، واصفًا إياها بـ"غير الواقعية".

وقال: "نستطيع أن نضع سيناريوهات، لكن لا أعتقد أن هذا السيناريو صحيح تمامًا"، وذلك في حوار مع صحيفة "فايننشال تايمز" يوم الإثنين 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اطّلعت عليه منصة الطاقة.

وأشار ويرث إلى قضايا عدّة "تتصارع مع بعضها في هذا المجال، وهي: أمن الطاقة وتوفير طاقة رخيصة وخفض الانبعاثات، لكن شيفرون تعمل على أساس أن منتجاتها الرئيسة (الوقود الأحفوري) ستلاقي طلبًا لعقود مقبلة".

ودفاعًا عن الوقود الأحفوري، قال: "لا نبيع منتجات شيطانية، وإنما منتجات جيدة"، مشيرًا إلى أن شركته ستنفق ملياري دولار فقط على الاستثمارات في مصادر الطاقة منخفضة انبعاثات الكربون، انخفاضًا من إجمالي 14 مليار دولار، هي حجم الإنفاق الاستثماري في 2023 الجاري.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق