سلايدر الرئيسيةتقارير النفطعاجلنفط

شيفرون تهاجم وكالة الطاقة: لا نبيع منتجات شيطانية.. وتقديراتكم غير واقعية

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • بيرث: يجب ضخ استثمارات جديدة في الوقود الأحفوري لتلبية طلب العالم الحقيقي
  • هناك صراع بين أمن الطاقة وخفض الأسعار والهبوط بالانبعاثات الكربونية
  • شيفرون تعمل على إنتاج الوقود الأحفوري لتلبية طلب يستمر عقودًا
  • ادّعاءات كاليفورنيا في الدعوى المقامة ضد شيفرون غير حقيقية

شكّك الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون الأميركية ( Chevron) في توقعات وكالة الطاقة الدولية حول موعد بلوغ ذروة استهلاك الوقود الأحفوري قبل عام 2030، واصفًا إياها بـ"غير الواقعية"، ما يعني ضرورة ضخ استثمارات جديدة في هذه الصناعة لتلبية طلب "العالم الحقيقي".

وقال مايك ويرث: "نستطيع أن نضع سيناريوهات، لكن لا أعتقد أن هذا السيناريو صحيح تمامًا"، وذلك في حوار منشور اليوم الإثنين 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف ويرث لصحيفة "فايننشال تايمز" أن قضايا عدّة تتصارع مع بعضها في هذا المجال، وهي أمن الطاقة وتوفير طاقة رخيصة وخفض الانبعاثات، لكن شيفرون تعمل على أساس أن منتجاتها الرئيسة (يقصد الوقود الأحفوري) ستلاقي طلبًا لمدة عقود مقبلة.

وقبل أشهر، توقعت وكالة الطاقة الدولية تباطؤ نمو الطلب على النفط بوتيرة حادّة بحلول عام 2028، ما يرجّح أن يصل الاستهلاك العالمي إلى ذروته قبل نهاية العقد الحالي (2030)، بناءً على السياسات الحكومية الحالية واتجاهات السوق.

وأشار تقرير آفاق سوق النفط متوسطة الأجل، الصادر عن الوكالة في 14 يونيو/حزيران 2023، إلى توقعات بارتفاع إجمالي الطلب العالمي على النفط بنسبة 6% بين عامي 2022 و2028، ليصل إلى 105.7 مليون برميل يوميًا، مدعومًا بالطلب من قطاعي البتروكيماويات والطيران.

منتجات شيطانية

قال الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون، عملاقة النفط والغاز الأميركية: "نحن لا نبيع منتجات شيطانية، ولكن نبيع منتجات جيدة"، في إطار دفاعه عن إنتاج الوقود الأحفوري، وتشكيكه بموعد ذروة استهلاك الوقود الأحفوري من قبل وكالة الطاقة الدولية، وإعلان ضرورة ضخ استثمارات جديدة لتلبية الطلب على الطاقة.

وأضاف أن شركته ستنفق ملياري دولار فقط على الاستثمارات منخفضة الانبعاثات الكربونية، من إجمالي 14 مليار دولار حجم الإنفاق الاستثماري في 2023، لأن الأولى "توفير عوائد منخفضة".

وتشبه شيفرون مواطنتها شركة إكسون موبيل (ExxonMobil)، التي تعمل على زيادة إنتاج الوقود الأحفوري، وأعلنت عن صفقة استحواذ على شركة "بي دي سي إنرجي" (PDC Energy) لإنتاج النفط والغاز، في مايو/أيار الماضي، بقيمة 6.3 مليار دولار.

ورؤية "ويرث" عرّضت الشركة لدعوى قضائية في ولاية كاليفورنيا، وهي المقرّ الرئيس لشيفرون، إذ كانت من بين مجموعة من الشركات متهمة بتضليل الشعب لمدة عقود بشأن أضرار الوقود الأحفوري على البيئة.

وشارك في الهجوم على ويرث، في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، حاكم الولاية غافين نيوسوم، الذي قال: "إنه شخص لطيف، أو هذا ما كنت أعتقده قبل جمع الأدلة وإقامة الدعوى.. فهمت أخيرًا".

غير أن مايك ويرث أنكر كل الاتهامات في الدعوى قائلًا: "لم نخدع أحدًا على الإطلاق.. لقد كنا دائما جزءًا من نقاشات المناخ، ولم نكن نعلم شيئًا وأخفيناه حتى نضلل الشعب".

هجوم بايدن

واجهت شيفرون ورئيسها التنفيذي -أيضًا- هجومًا حادًا من أعلى سلطة في أميركا خلال 2022، وهو الرئيس جو بايدن، الذي اتهمها بتحقيق أرباح هائلة على حساب المواطنين الذين ارتفعت أسعار الوقود بالنسبة لهم بشدة، عقب غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط من العام ذاته.

ورغم أن ويرث يخالف الأعراف السائدة بين الرؤساء التنفيذيين للشركات، في التحدث أو إبداء الرأي في قضايا عامة، مثل حقوق الإجهاض أو المتحولين جنسيًا، فإنه عرض وجهة نظره فيما يقوله بايدن بشأن الأرباح الهائلة، لأنه شعر أن "كلام الرئيس يفتقر للدقة"، حسب تعبيره.

وقال ويرث، في بيان أصدره يوم 21 يونيو/حزيران 2023، إن تشويه سمعة شركات النفط ليس مفيدًا للتحديات التي تواجهها البلاد، مشيرًا إلى مشاركة شيفرون مخاوف الإدارة الأميركية بشأن الأسعار المرتفعة التي يعاني منها الأميركيون.

وشدد على أن الشركة تؤدي بدورها للمساعدة في مواجهة هذه التحديات من خلال زيادة النفقات الرأسمالية إلى 18 مليار دولار في عام 2022، بزيادة أكثر من 50% عن العام الماضي.

وقال مايك ويرث، في الحوار الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة: "أرفض الحوار في القضايا العامة، حتى لا أدفع موظفي الشركة البالغ عددهم 43 ألف عامل إلى حالة من الاستقطاب، إذ إن بعضهم موجود في الشركة بكاليفورنيا التقدمية، والباقي في ولاية تكساس المتحفظة".

شعار شركة شيفرون

انضباط رأس المال

تولّى مايك ويرث منصب الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون، نهاية حقبة طفرة استثمارات إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، التي استمرت عقدًا من الزمن، وبدأ تقييد الإنفاق في أول عهده، للعمل على انضباط رأس المال، وفق رؤيته التي شكّلها من خلال نصائح الرؤساء التنفيذيين الثلاثة السابقين لشيفرون، والذين يقطنون على بعد 5 أميال منه.

وقال: "هؤلاء المسؤولون عايشوا أزمات عديدة، مثل انهيار الاتحاد السوفيتي والركود وحظر الوباء".

وكان أول قرار اتخذه هو الانسحاب من المنافسة مع شركة "أوكسيدينتال بتروليوم" ( ccidental Petroleum ) للاستحواذ على شركة "أنداركو بتروليوم" (Anadarko Petroleum ) بقيمة 50 مليار دولار.

وقال ويرث: "قلت حينها، إننا يجب أن نربح في أيّ بيئة، ولكن لا نريد الفوز بأيّ تكلفة".

وكان هذا القرار حكيمًا، إذ حلّت بعدها بمدة قصيرة كارثة وباء كوفيد-19، وانهارت أسعار النفط، وسقطت أوكسيدنتال في أزمة ديون.

وعقب غزو روسيا لأوكرانيا، ومع تلك السياسات، نمت شيفرون في عهد ويرث لتتفوق على نظيراتها الأوروبيات، كما تضاعف العائد على رأس المال، وبلغت توزيعات الأرباح على المساهمين وإعادة شراء الأسهم في عهده نحو 70 مليار دولار.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق