رئيسيةأخبار منوعةعاجلمنوعات

أكبر مشروع لاحتجاز الكربون وتخزينه عالميًا يفشل في هدفه بعد 7 سنوات

وشيفرون تحدد موعد حل الأزمة

دينا قدري

أخفق أكبر مشروع لاحتجاز الكربون وتخزينه بالعالم، في تحقيق أهدافه للعام السابع على التوالي؛ ما تسبب في خيبة أمل كبيرة لدى داعمي هذه التقنية للحدّ من الانبعاثات.

وأظهرت البيانات -التي نشرتها شركة شيفرون الأميركية (Chevron)- أن عملية احتجاز الكربون وتخزينه في غورغون، خزنت فقط نحو ثلث حجم الكربون الإجمالي الذي التقطته في الأشهر الـ12 حتى يونيو/حزيران 2023، بسبب مشكلات إدارة الضغط الناجمة عن المياه الزائدة في خزاناتها.

ورغم الإخفاقات المتكررة؛ فقد أعلنت الشركة الأميركية التزامها بأداء أحد أكبر أنظمة احتجاز الكربون وتخزينه بالعالم في مشروع غورغون للغاز الطبيعي الذي تبلغ قيمته 54 مليار دولار في أستراليا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

غورغون هو مشروع ضخم يقع على جزيرة نائية قبالة سواحل أستراليا الغربية، وينتج الغاز الطبيعي الذي يُضَخ عبر الأنابيب إلى السوق المحلية، ويُكثف لشحنه إلى الخارج في شكل غاز مسال.

أكبر مشروع لاحتجاز الكربون وتخزينه في العالم

يُعد مشروع غورغون موقعًا لأحد أكبر أنظمة احتجاز الكربون وتخزينه في العالم، والذي تكلّف بناؤه 3.2 مليار دولار، وهو مصمم لمنع الكربون المنبعث من المشروع من الوصول إلى الغلاف الجوي، بدلًا من دفنه عميقًا تحت الأرض.

بدأت المحطة -وهي أكبر ملوث للكربون في أستراليا- تصدير الغاز خلال عام 2016؛ ولكن لم يُحقن ثاني أكسيد الكربون لأكثر من 3 سنوات، في حين عُدِّلَت المعدات لمنع تآكل نظام احتجاز الكربون وتخزينه.

وقد فشل المشروع الآن في تحقيق هدف التقاط وتخزين 80% من ثاني أكسيد الكربون الذي ينتجه للعام السابع على التوالي، بحسب ما نقلته صحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد" الأسترالية (Sydney Morning Herald).

وحقنت شركة شيفرون 34% فقط تحت الأرض من الـ5 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون التي احتجزتها خلال الأشهر الـ12 حتى يونيو/حزيران 2023، وفقًا لتقرير بيئي سنوي نُشر في وقت سابق من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

يقول معارضون إن الانتكاسات المستمرة يمكن أن تثبط الحماس للتكنولوجيا، التي تقول الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إنها ضرورية للعالم لتحقيق أهداف المناخ في اتفاقية باريس.

شيفرون تحدد موعد حل الأزمة

قالت كبيرة مسؤولي التكنولوجيا في شركة شيفرون، إيمير بونر، إنهم يهدفون إلى إزالة "عائق" تخزين الكربون في غورغون، أكبر مشروع للموارد الطبيعية في تاريخ أستراليا.

وأكدت بونر -التي ستتولى منصب المديرة المالية لشركة شيفرون العام المقبل (2023)- أن التكنولوجيا المستعملة لحقن ثاني أكسيد الكربون في الخزانات تحت الأرض كانت تعمل "بشكل جيد للغاية".

وأوضحت أن التحديات تحت السطح التي واجهتها الشركة في غورغون لم تضعف هدفها في أن تصبح شركة رائدة في هذا القطاع، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة، نقلًا عن صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية (Financial Times).

وقالت بونر: "لقد حصلنا على رؤى رائعة حول ما يمكن أن ينطوي عليه توسيع نطاق التخزين والخزانات وتحقيق أفضل تأثير للمضي قدمًا".

وأضافت: "يجب أن نكون قادرين على سحب المزيد من المياه من الخزان؛ ولذلك هناك خطط لسحب المزيد من المياه مع بعض معدات الحفر والسطح الإضافية.. وفي غضون عامين، سنزيل هذا العائق".

وقالت إن شيفرون ملتزمة بتكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه، ولديها هدف على مستوى الشركة يتمثل في التقاط 25 مليون طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030.

وتابعت أنها تمول مشروعات تجريبية في الولايات المتحدة لمساعدتها على تحقيق اختراقات تكنولوجية.

أهداف احتجاز الكربون وتخزينه

تهدف تكنولوجيا احتجاز الكربون واستعماله وتخزينه إلى منع الانبعاثات الصادرة عن المحطات الصناعية ومحطات الكهرباء من المساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري، إما عن طريق تخزين الكربون تحت الأرض، وإما إعادة استعماله في مواد البناء أو المنتجات الزراعية أو الوقود.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في العالم:

مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في العالم

وسُمح لشركة شيفرون ببناء مشروعها بقيمة 54 مليار دولار أميركي في محمية جزيرة بارو الطبيعية قبالة ساحل بيلبارا، بشرط احتجاز وتخزين المحتوى العالي من ثاني أكسيد الكربون في خزاناتها تحت الجزيرة.

وقد التزمت الشركة بتطوير نظام قادر على تخزين الكربون في الخزان، وحد أدنى "تنفيذ جميع الوسائل العملية" لدفن ما لا يقل عن 80%، بحسب ما رصدته منصة الطاقة.

وعندما فازت شركة شيفرون بالموافقة على مشروع غورغون، وعدت بتخزين 100 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون طوال عمر المشروع، وأن تصبح حاملة لواء تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه وحلم الصناعة بمواصلة إنتاج الغاز في عالم مقيد بالكربون.

إلا أن المشروع واجه مشكلات في وقت مبكر عندما اكتشفت الشركة دخول المياه الزائدة إلى خطوط الأنابيب ومرافق آبار الحقن، وهو خطر التآكل الذي أدى إلى تأخير بدء تشغيله لمدّة 3 سنوات.

وقد أدى عدم قدرة المشروع على تلبية الالتزامات التنظيمية لتخزين ثاني أكسيد الكربون إلى إجبار شركة شيفرون على إنفاق عشرات الملايين من الدولارات على تعويضات الكربون، فضلًا عن التعهد باستثمار 40 مليون دولار أسترالي (26 مليون دولار أميركي) في مشروعات منخفضة الكربون في غرب أستراليا.

نقاط ضعف احتجاز الكربون وتخزينه

قال محلل الطاقة والمؤلف المشارك لتقرير عن المشروع بروس روبرتسون: "يشير جورجون إلى الطبيعة الإشكالية لاحتجاز الكربون وتخزينه بشكل عام؛ حيث إن الكثير من الشركات لا تعرف ما يحدث تحت الأرض".

وأوضح روبرتسون أن شيفرون حصلت على دعم شركائها شل وإكسون موبيل لبناء أكبر نظام لاحتجاز الكربون وتخزينه في العالم.

وقال: "حتى أفضل المهندسين على هذا الكوكب الذين يمتلكون ما يزيد على 3 مليارات دولار من رأس المال المنفق لا يمكنهم تشغيله.. هذه تقنية لا تؤدي أي شيء".

وأضاف روبرتسون، الذي استعرض في عام 2022 أداء مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في جميع أنحاء العالم، أن معظمها لم يكن أداؤها جيدًا.

وقال: "المشكلة الأساسية في التكنولوجيا هي أنه لا يُمكن لأحد أن يخبرك بالضبط بما يحدث تحت الأرض".

أما نقطة الضعف الأخرى في تقنية احتجاز الكربون وتخزينه في محطات الغاز؛ فهي أنها تخزن فقط بعض الانبعاثات الناتجة عن إنتاج الغاز، ولا تخزن أيًا من الحجم الأكبر بكثير من التلوث الكربوني الناتج عن حرق العملاء للغاز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق