أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير الغازسلايدر الرئيسيةغاز

كيف يتأثر غاز شرق المتوسط بحرب غزة.. وما تطورات "غزة مارين" ؟ خبير دولي يجيب (صوت)

أحمد بدر

قال الخبير الدولي في أسواق الغاز، طارق عواد، إن الأوراق المتعلقة بمسألة غاز شرق المتوسط قد تبعثرت تمامًا بعد الحرب على غزة، ولدى إسرائيل بشكل خاص.

وأوضح أن إسرائيل عملت منذ 10 سنوات، لتبدو دولةً ثابتة، ولتصبح بديلًا أو مصدرًا ثانيًا للغاز في منطقة شرق المتوسط، وكذلك بالنسبة لأوروبا، ولكن في ثالث أيام الحرب طلبت وزارة الطاقة الإسرائيلية من شركة شيفرون أن توقف ضخ الغاز من حقل تمار، وهو الأقرب إلى غزة باتجاه مصر.

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، والخبير الاقتصادي رئيس المركز العربي الأفريقي للاستثمار والتسهيلات، المستشار عيد العيد، بمنصة "إكس"، بعنوان "الحرب على غزة، آثارها في غاز شرق المتوسط وإمدادات الطاقة".

ارتباك في أسواق الطاقة

قال الخبير الدولي -الفلسطيني- في أسواق الطاقة، المهندس طارق عواد، إن القرار الإسرائيلي تسبَّب في ارتباك كبير بالنسبة لسوق الطاقة، لأن ما حدث أنه -قبل يومين- ظهرت نتائج الشركات، والتي عرض بعضها دخول مناقصات جديدة في إسرائيل، وواحدة منها كانت "أنيما" الأوزبكية.

وأضاف: "عمليًا لم يعد الغاز يصل إلى مصر إطلاقًا لإسالته في محطتي التسييل، كما صارت كميات الغاز الإسرائيلي التي تتجه إلى الأردن أقلّ، وكل الموضوع أن غاز شرق المتوسط آمن أو موجود بديلًا لنحو 10%، أو المشروعات العملاقة التي كانت موجودة بحقول كاريش قرب لبنان أو تمار، كلها ارتبكت تمامًا، والخبراء يرون أن كل ما بنته إسرائيل خلال مدة كبيرة قد تغير".

الغاز الإسرائيلي إلى مصر

ولفت طارق عواد إلى وجود شركات عربية داخل الحقول الإسرائيلية، إذ إن شركة مبادلة الإماراتية لها 10% من حقل تمار، وشركة "أدنوك" لها 20% من حقل ليفياثان، والعقدين لتصدير الغاز لشركة "دولفينوس" المصرية، التي تحصل على الغاز وتسيله في محطات الإسالة المصرية، بجانب عقدين للأردن مع شركتي البوتاس وكهرباء الشمال.

ومن ثم، وفق الخبير، هناك حالة من بعثرة الأوراق باتجاه مرحلة جديدة بمنطقة غاز شرق المتوسط، التي تسمى "فوضى"، بعد أن كانت ثابتة، مضيفًا: "نحن نرى مخاوف أكثر من الشركات الدولية من أنه أصبحت هناك مناطق تطول فيها قصة الحرب، التي دخلت يومها الـ24، ومن ثم فإن رأس المال جبان".

تطورات حقل غزة مارين

ردًا على سؤال من مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي بشأن تطورات موضوع تطوير حقل غزة مارين، وما إن كان هناك أمل في ذلك، قال الخبير الدولي طارق عواد، إن هناك 5 آبار على ساحل شرق المتوسط، منها 3 إسرائيلية.

وأضاف: "هذه الحقول هي كاريش الذي يقع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وليفياثان الذي يقع مقابل شواطئ حيفا، وتمار الذي يقع مقابل شواطئ عسقلان القريبة من غزة"، لافتًا إلى أنه في عام 1999-2000 اكتُشِفت لأول مرة بئر غزة مارين لتؤكد وجود غاز شرق المتوسط بهذه المنطقة.

حقل غزة مارين الفلسطيني

وأوضح طارق عواد أن حقل غزة مارين صغير نوعًا ما، وكانت شركة النفط البريطانية "بي بي" شريكة فيه، وخلال العام الأخير كان هناك تطور عملاق بأن أصبح حقل غزة مارين ملفًا مصريًا، واستبشرت السلطة الفلسطينية خيرًا، إذ إنه على الأقلّ كان هناك هدوء.

وتابع: "كان من الممكن أيضًا تشغيل محطة الغاز الموجودة في غزة، ولكن غزة مارين اليوم تُعدّ بئرًا لا أهمية لها بالنسبة للخريطة الحالية والمستقبلية، لأنها مردومة منذ نحو 23 عامًا، كما أن الأخبار المتتالية التي تأتي من بئر قانا اللبناني تقول، إن شركة توتال إنرجي لم تعثر على غاز في الحفر الأول بالقناة التي تشارك فيها إسرائيل من خلال توتال بنحو 18%".

لذلك، وفق الخبير الدولي، لا يدخل حقل غزة مارين ولا حقل قانا اللبناني ضمن المعادلة حاليًا، ومن ثم فإن كل الجهود التي بُذلت عن طريق صندوق الاستثمار الفلسطيني لتشغيل الحقل، والتي شهدت مبادرات رسمية حديثة، توصلت إلى تفاهمات معينة مع إسرائيل من ناحية أمنية أن يكون الملف مصريًا.

وأردف: "بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، تبعثرت كل الأوراق في غاز شرق المتوسط، وأصبحت هناك فوضى بعد الثبات، وهذه العوامل أسمّيها (الثابتة والمتغيرة)، إذ للأسف الثابت عندنا هو المتغير، ومن ثم فإن البعثرة طالت أوروبا، التي تشهد تغيرات من ناحية التسعير".

ولفت إلى تحويل سفن تحمل غاز شرق المتوسط، ومن ثم يمكن تلخيص موضوع حقل غزة مارين في أنه اليوم غير قابل للتطوير في ظل الظروف السياسية الموجودة حاليًا، موضحًا أن أحد مسؤولي سلطة الطاقة أخبره أنّ ما كان سيحصل لن يحدث قبل 20 عامًا أخرى، ومن ثم فإن إيرادات هذا الغاز لن تذهب إلى السلطة الفلسطينية.

إمدادات الطاقة بعد إغلاق حقل تمار

علّق الخبير الدولي في مجال الطاقة، طارق عواد، الموجود في فلسطين حاليًا، على سؤال لمستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، بشأن إمدادات الطاقة داخل فلسطين وأثر إغلاق حقل تمار للغاز الإسرائيلي فيها.

وقال، إن الإجابة على السؤال تحتاج إلى توضيح لكيفية عمل نظام الطاقة في إسرائيل، التي خصخصت أغلب محطات الطاقة، وأصبحت هناك 3 أمور تتعلق بهذا الموضوع، أولها الكهرباء، إذ باعت نحو 80% من محطات توليد الكهرباء، وأصبحت الكهرباء محطات خاصة، كما أقيمت محطتان، كل منهما من 1500 إلى 2000 ميغاواط/ساعة.

حقل تمار الإسرائيلي للغاز
حقل تمار الإسرائيلي للغاز - الصورة من رويترز

وفي الشمال، وفق طارق عواد، رفضت المخابرات الإسرائيلية محطة الخضيرة أنه تكون قائمة بنسبة 100% على الغاز، فجعلوا محطتين تعملان بالفحم، وذلك في أكبر نقطة إسرائيلية على البحر الأبيض المتوسط.

ولفت إلى أن شركة "إنجي" (Engie) الفرنسية مدّت خطوط الغاز الرئيسة داخل إسرائيل بمعدل 580 كيلومترًا، ولكن ربط المصانع داخل إسرائيل اتضح أنه فاشل جدًا، إذ إن ما تمّ توصيله فقط 150 مصنعًا، بينما لا يوجد ربط للبيوت بخطوط الغاز، وكذلك السيارات.

وأضاف: "لا يمكن كذلك أن نتحدث عن إسرائيل دون الحديث عن السلطة الفلسطينية، التي كانت تملك مشروعين، هما مشروع محطة غاز جنين لتوليد الكهرباء شمال الضفة الغربية بمعدل 480 ميغاواط، والثاني شركة ازدهار فلسطين، بطاقة 180 ميغاواط، وبالطبع كل الغاز كان يأتي من إسرائيل أو من خلالها، وكان الحديث عن إمكان جلبه من غزة مارين، ولكن كل هذه المشروعات توقفت".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق