أخبار النفطرئيسيةنفط

آلية تسعير النفط في نيجيريا تسجل مفاجأة.. وتجار يحذرون

أسماء السعداوي

فاجأت شركة النفط الوطنية (NNPC) التجار بإعلانها تغيير طريقة تسعير شحنات النفط في نيجيريا بدءًا من شهر يناير/كانون الثاني المقبل (2024).

وستبدأ الشركة المملوكة للدولة تسعير الشحنات بناءً على المتوسط الشهري لخام برنت المؤرخ، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وحاليًا، يعتمد التسعير على متوسط خام برنت في 5 أيام بعد تحميل الشحنات، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.

وفي سياق متصل، حلّ النفط على رأس قائمة صادرات نيجيريا خلال الربع الثالث من هذا العام (2023)، وارتفعت إيرادات صادرات الخام بنسبة 83.23%، وفق أحدث البيانات.

اعتراض على آلية تسعير النفط

لاقى تغيير آلية تسعير النفط في نيجيريا اعتراضًا كبيرًا من قبل التجار الذين قالوا، إنه سيجعل الأمر محفوفًا بالمخاطر.

وستكون الشحنات النيجيرية أكثر عرضة للتقلبات في سوق النفط الأوسع نطاقًا، كما قد يتطلّب التغيير الجديد استعمالًا متزايدًا للإجراءات التحوطية، بسبب الإطار الزمني غير الدقيق المقرر تطبيقه في الآلية الجديدة.

كما أن توقيت استعمال تلك الإجراءات التحوطية قد يكون صعبًا، لأن عمليات التحميل في بعض الأحيان تُؤجل من نهاية الشهر إلى مطلع الشهر الذي يليه.

لكن بحسب إعلان الشركة، فهي تعتزم الالتزام بمواعيد التحميل الأولية من أجل أغراض التسعير.

وأشار التجار إلى أن الإجراء سيجعل النفط النيجيري أقل تنافسية، وذلك عند المقارنة بين سعر شحنات النفط النيجيري المتجه إلى أوروبا، والشحنات القادمة من بلدان البحر المتوسط وبحر الشمال، وخام غرب تكساس الوسيط في ميدلاند.

مقر شركة النفط الوطنية النيجيرية
مقر شركة النفط الوطنية النيجيرية - الصورة من صحيفة "بانش"

صادرات النفط في نيجيريا

كشفت أحدث البيانات ارتفاع إيرادات صادرات النفط الخام بنسبة 83.23% خلال الربع الـ3 من العام الجاري، إلى 8.54 تريليون نايرا (10.59 مليار دولار أميركي).

يُقارن ذلك بمبلغ 4.6 تريليون نايرا المسجلة خلال الربع الثالث من العام الماضي (2022)، بحسب تقرير نشرته صحيفة "بانش" (punchng)، الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

(النايرا النيجيرية = 0.0012 دولارًا أميركيًا)

وهيمنت صادرات النفط على إجمالي صادرات البلاد، لتشكل 82.50% خلال المدة المذكورة، كما بلغت إيرادات صادرات الغاز الطبيعي والمسال 1.02 تريليون نايرا، وشكلت 9.82% من إجمالي الصادرات.

وعلى صعيد الواردات، جاء البنزين على القمة، وشكّل 8.71% من النسبة الإجمالية بقيمة 736.77 مليار نايرا.

ونظرًا إلى عدم قدرة البلاد صاحبة أكبر احتياطيات نفطية في أفريقيا على تكرير النفط، فإنها تلجأ إلى مقايضة الخام بواردات المشتقات النفطية، وهو ما يتسبب بفجوة مالية كبيرة.

تحديات قطاع النفط في نيجيريا

تقول الحكومة، إن قطاع النفط في نيجيريا يواجه مشكلات عديدة، وأن متوسط الإنتاج اليومي يبلغ نحو 1.33 مليون برميل يوميًا، وهو دون مستهدف هذا العام البالغ 1.69 مليون برميل يوميًا.

كما أن الإنتاج أقلّ من الحصة المقررة للبلاد ضمن منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك، والبالغة 1.8 مليون برميل يوميًا، يؤكد ذلك -أيضًا- البنك الدولي الذي يقول إن إنتاج نيجيريا النفطي ما زال ضعيفًا.

ويعاني القطاع -الذي يشكّل المصدر الرئيس للنقد الأجنبي- بسبب سرقة النفط الخام، والهجمات على خطوط الأنابيب بمنطقة دلتا نهر النيجر الغنية بالنفط، وهروب الاستثمارات العالمية.

وكانت شركة إكوينور النرويجية (Equinor) أحدث الهاربين من قطاع النفط في نيجيريا، لتسدل الستار على مسيرة دامت 3 عقود متتالية.

وقبل أيام، وافقت إكوينور على بيع وحدتها "إكوينور نيجيريا إنرجي كومباني" (Equinor Nigeria Energy Company)، ومن بينها حصتها في حقل أغبامي النفطي إلى شركة تشابال إنرجي (Chappal Energies) المحلية.

وفي مطلع سبتمبر/أيلول 2023، أعلنت شركة إيني الإيطالية (eni) -أيضًا- إبرامها اتفاقًا لبيع شركتها "أجيب أويل" (Agip Oil) /إلى شركة أواندو (Oando) المحلية.

وفي أحدث حصيلة لحجم خسائر سرقة النفط، كشفت مبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم (2023)، عن أن الخسائر سجلت 4.3 تريليون نايرا (5.5 مليار دولار)، وذلك نتيجة تخريب أكثر من 7 آلاف خط أنابيب خلال السنوات الـ5 المنتهية في عام 2021.

وقال الأمين التنفيذي للمبادرة، أوغبونايا أورجي، إن "سرقة النفط تحمل عواقب سلبية ضخمة للنمو الاقتصادي وآفاق الأعمال التجارية وهوامش أرباح شركات النفط".

وخلال المدة المذكورة، بلغ حجم الإنفاق على إصلاحات خطوط أنابيب النفط في نيجيريا وصيانتها 471.493 مليار نايرا، وفق بيانات المبادرة.

وأكد المسؤول، أن نيجيريا لم تحقق أقصى استفادة من موارد الهيدروكربونات، رغم حصتها الكبيرة من إجمالي الصادرات ودورها في جلب النقد الأجنبي، ودعم خزينة الدولة وتوفير فرص العمل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق