تقارير النفطرئيسيةنفط

النفط في نيجيريا ينتعش بإطلاق درجة خام جديدة

الكشف عن خسائر مليارية بسبب السرقة

أسماء السعداوي

يسعى قطاع النفط في نيجيريا -صاحبة أكبر احتياطيات في أفريقيا- إلى توسعة رقعة الصادرات إلى الخارج، وزيادة إنتاج الخام لديها لدعم الاقتصاد الأكبر في القارة السمراء.

وفي هذا الصدد، أعلنت شركة النفط الوطنية "إن إن بي سي ليمتد" (NNPC Ltd) إطلاق درجة جديدة من الخام أطلقت عليها اسم "نيمبي"، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتتسم الدرجة الجديدة بكونها منخفضة الكبريت، ومن المقرر بيعها بصورة رئيسة في الأسواق الأوروبية.

ويعاني قطاع النفط في نيجيريا سرقة الخام والهجمات المتكررة على خطوط الأنابيب في منطقة دلتا نهر النيجر الغنية بالنفط وشح الاستثمارات وهروبها، ما تسبب في تراجع إيرادات صادرات النفط، وأسفر عن عجز مالي ضخم، إلا أن الإنتاج قفز خلال الأشهر الأخيرة، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.

وارتفع إنتاج النفط النيجيري خلال أكتوبر/تشرين الأول المنصرم (2023) إلى 1.5 مليون برميل يوميًا، مقارنة بـ1.39 مليون برميل في سبتمبر/أيلول 2023، بحسب بيانات منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).

وتأمل نيجيريا زيادة الإنتاج إلى نحو 1.8 مليون برميل يوميًا بحلول نهاية هذا العام (2023).

وفي سياق متصل، كشفت أحدث البيانات الحكومية عن تسجيل خسائر بقيمة 5.5 مليار دولار جراء سرقة النفط وأعمال تخريب خطوط الأنابيب خلال 5 سنوات انتهت في 2021.

خام نيمبي الجديد

قال مسؤول في شركة النفط الوطنية النيجيرية، إن الشركة المملوكة للدولة كانت تضخ خام نيمبي مع خام بوني الخفيف منذ أكثر من 3 أعوام، حتى تسببت أعمال التخريب في عرقلة إنتاج النفط المنقول عبر خط أنابيب نيمبي كريك (Nembe Creek Trunk Line).

وأضاف -على هامش مؤتمر أرغوس الأوروبي للنفط الخام في لندن- أن البلاد نجحت في إنتاج درجة نيمبي بوصفه درجة منفصلة من الخام النيجيري.

ويتميّز خام بوني الخفيف (Bonny Light) بأنه خام خفيف حلو، وتنتجه نيجيريا من حوض دلتا النيجر، وجاءت التسمية نسبة إلى مدينة بوني.

ويُعدّ خام بوني معيارًا مهمًا لإنتاج النفط في منطقة غرب أفريقيا كافة، ويُصدّر إلى إسبانيا وهولندا وفرنسا في أوروبا، والبرازيل والأرجنتين في أميركا الجنوبية.

ويتمتع خام بوني الخفيف بإنتاج عالٍ من البنزين، وهو ما جعله خامًا شائعًا لمصافي التكرير في أميركا، لا سيما على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

ويوضح الرسم البياني التالي -أعدته منصة الطاقة المتخصصة- حجم إنتاج النفط الخام في نيجيريا:

إنتاج نيجيريا من النفط الخام

مبيعات خام نيمبي

كشف مسؤول ثانٍ في شركة النفط الوطنية النيجيرية النقاب عن نجاح بيع أول صادرات خام نيمبي في شهر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم (2023).

وجاء ذلك ضمن شحنتين، حجم كل منهما 950 ألف برميل إلى فرنسا وهولندا.

وبيعت الشحنة الأولى إلى شركة التجارة "غلف ترانسبورت آند تريدينغ" (Gulf Transport & Trading) ومقرها الإمارات العربية المتحدة، التي حملتها بدورها على متن الناقلة فئة ناقلات السويس ماران أورفيوس، لتنتهي الشحنة في يد مشترٍ مجهول الهوية في فرنسا.

وناقلات السويس (Suez Max)، هي التي يمكنها المرور من قناة السويس المصرية، وتتراوح حمولتها بين 125 و200 ألف طن متري.

مواصفات خام نيمبي

تقول المديرة التنفيذية للخام والمكثفات في شركة "إن إن بي سي تريدينغ" (NNPC Trading)، مريم إدريس، إن درجة نيمبي تشبه أنواع الخام النيجيري الغنية بنواتج التقطير مثل فوركادوس وبونغا وإيغينا.

وأضافت أن درجة الخام منخفضة الكبريت الجديدة في مكانة جيدة تؤهلها إلى نيل حصة من مشتريات مصافي التكرير الأوروبية والتنافس مع أنواع الخام القادمة من البرازيل وأذربيجان.

ويبلغ إنتاج خام نيمبي حاليًا نحو 50 ألف برميل يوميًا، وتهدف شركة النفط الحكومية لزيادته إلى 80 ألف برميل بحلول الربع الأول من العام المقبل (2024)، وإلى 150 ألف برميل يوميًا بحلول بداية 2025.

سرقة النفط في نيجيريا
سرقة النفط في نيجيريا - الصورة من "businesspost"

سرقة النفط في نيجيريا

كُشف النقاب أمس الإثنين 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عن أحدث حصيلة لخسائر سرقة النفط في نيجيريا، والتي بلغت 4.3 تريليون نايرا (5.5 مليار دولار أميركي)، نتيجة تخريب 7 آلاف و143 خط أنابيب خلال 5 سنوات انتهت في 2021، بحسب تقرير نشرته صحيفة "بانش" (punchng) المحلية، الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

(النايرا النيجيرية = 0.0013 دولارًا أميركيًا)

وقال الأمين التنفيذي لمبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية، وهي وكالة حكومية اتحادية، أوغبونايا أورجي، إن سرقة النفط وخسائره أصبحت "حالة طوارئ تفرض تهديدًا خطيرًا للتنقيب عن النفط واستغلاله، مع عواقب سلبية ضخمة على النمو الاقتصادي وآفاق الأعمال التجارية وهوامش أرباح شركات النفط".

وأضاف أن المبادرة سجلت خلال الأعوام الـ5 (من 2017 إلى 2021) 7 آلاف و143 حالة كسر وتخريب متعمد لخطوط الأنابيب، وهو ما أسفر عن سرقة الخام وخسائر بحجم 208 آلاف و639 مليون برميل بقيمة 4.325 تريليون نايرا.

وخلال المدة المذكورة، أنفقت نيجيريا 471.493 مليار نايرا لإصلاح خطوط الأنابيب وصيانتها.

وأشار أورغي إلى أن صادرات النفط في نيجيريا تُشكل 72.26% من إجمالي صادرات البلاد والنقد الأجنبي، و40.55% من إيرادات الحكومة، وتوفر 19 ألفًا و171 فرصة عمل.

إلا أنه رغم إسهاماتها الإستراتيجية -بحسب المسؤول- لم تحقق نيجيريا أقصى فائدة من موارد النفط والغاز بسبب السرقة وأعمال التخريب وانعدام الأمن.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق