التقارير تقارير الطاقة المتجددة تقارير دورية رئيسية طاقة متجددة وحدة أبحاث الطاقة

وظائف الطاقة المتجددة عالميًا قد تزداد 18 مليونًا بحلول 2050 (تقرير)

قطاعات الوقود الأحفوري قد تخسر 17 مليون وظيفة

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

2023-11-29

0 450

شهدت وظائف الطاقة المتجددة خلال الأعوام الأخيرة نموًا ملحوظًا في الأسواق الرئيسة بقيادة الصين وأوروبا والولايات المتحدة، مع زيادة نشر مشروعات الطاقة النظيفة بمعدلات متسارعة.

وتوقع تقرير حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- أن يؤدي التسارع في مسارات تحول الطاقة العالمية إلى إضافة ما يصل إلى 40 مليون وظيفة في قطاع الطاقة بأكمله بحلول عام 2050.

ورجّح التقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، زيادة وظائف الطاقة المتجددة وحدها بنحو 18 مليون وظيفة بحلول عام الحياد الكربوني المرتقب في أغلب دول العالم (2050)، وذلك في سيناريو التعهدات المناخية الحالية.

وبلغ إجمالي وظائف الطاقة في جميع قطاعاتها 67 مليون وظيفة عام 2022، منها 13.7 مليون وظيفة في قطاعات الطاقة المتجددة، بحسب بيانات تقرير سابق صادر عن آيرينا 28 سبتمبر/أيلول 2023.

فقدان وظائف الوقود الأحفوري

تتوقع آيرينا تضاعف إجمالي عدد وظائف الطاقة في جميع فروعها إلى 140 مليون وظيفة بحلول منتصف القرن، بمعدل نمو سنوي في التوظيف يبلغ 1.7% خلال المدة من 2023 إلى 2050.

وتشير توقعات الوكالة إلى أن الوظائف المتصلة بصناعة الوقود الأحفوري ستنخفض من 38 مليون وظيفة عام 2022 إلى 29 مليون وظيفة في سيناريو 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050، ما يعني خسارتها 19 مليون وظيفة، في حين يشير سيناريو التعهدات المناخية المعلنة إلى خسارة أقل تصل إلى 17 مليون وظيفة بحلول التاريخ نفسه.

في المقابل، ستزيد وظائف الطاقة المتجددة بمقدار 25.3 مليون وظيفة، لترتفع من 13.7 مليون وظيفة عام 2022 إلى 39 مليون وظيفة في سيناريو 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050، في حين ستزيد الوظائف بـ18 مليون وظيفة في سيناريو التعهدات المناخية المعلنة.

كما ستزيد الوظائف المتصلة بتحول الطاقة بمقدار 66 مليون وظيفة، لترتفع من 15 مليون وظيفة عام 2022 إلى 81 مليون وظيفة بحلول عام 2050، بحسب سيناريو 1.5 درجة مئوية.

وهذا يقل كثيرًا عن توقعات سيناريو التعهدات المناخية المعلنة التي تشير إلى زيادة الوظائف المتصلة بتقنيات تحول الطاقة بـ38 مليون وظيفة بحلول 2050.

توقعات وظائف الطاقة المتجددة حسب المنطقة 2050

رغم التوقعات المتفائلة بتضاعف وظائف الطاقة المتجددة في العالم 3 مرات بحلول عام 2050، فإن توزيعها على مناطق العالم سيظل غير متساوٍ بصورة واضحة.

ويتوقع التقرير استحواذ آسيا على 55% من القوى العاملة في الطاقة المتجددة العالمية بحلول منتصف القرن، موزعة على شرق آسيا بنسبة 26%، وجنوب شرق آسيا بنحو 12%، وبقية آسيا بنسبة 17%.

وظائف الطاقة المتجددة في آسيا — وظائف الطاقة الشمسية في آسيا - الصورة من IRENA

وستستحوذ أوروبا على 14% من وظائف الطاقة المتجددة، موزعة على الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بنسبة 6% مجتمعين، وبقية أوروبا من خارج الاتحاد بنسبة 8%.

كما يُتوقع استحواذ الأميركتين على 13% من إجمالي العاملين في قطاع الطاقة المتجددة، موزعة على أميركا الشمالية بنسبة 5%، وأميركا اللاتينية بنحو 8%.

أما منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى فمن المتوقع أن تستحوذ على 9% -فقط- من إجمالي وظائف الطاقة المتجددة العالمية بحلول منتصف القرن.

بينما تشير التقديرات إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد تمثّل 6% من إجمالي الوظائف المتعلقة بقطاع الطاقة المتجددة عالميًا بحلول 2050.

الفجوة بين المناطق مستمرة

في الوقت الذي يُتوقع فيه تضاعف نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في أفريقيا، فإنه من المرجح أن تشهد البلدان الغنية بالموارد في القارة نموًا أسرع، ما سيؤدي إلى تفاقم عدم المساواة الإقليمية بين المناطق.

ومع ذلك، من المتوقع -أيضًا- أن تشهد الاقتصادات الناشئة -مثل الهند والصين- طفرة نمو كبيرة، من شأنها أن تعيد تشكيل مشهد الاقتصاد العالمي برمّته، بحسب التقرير.

كما توقع التقرير زيادة سنوية في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 1.5% في المتوسط، في ظل مسار تحول الطاقة المستهدف 1.5 درجة مئوية لحرارة العالم كما هو متفق عليه في اتفاقية باريس للمناخ عام 2015.

ودعا المدير العام لوكالة "آيرينا" فرانشيسكو لا كاميرا، رئاسة قمة المناخ كوب 28، المقرر انطلاقها غدًا في الإمارات، إلى التوصل لهدف عالمي ملزم للطاقة المتجددة في إطار تنفيذ اتفاقية باريس للمناخ.

وأشار فرانشيسكو إلى أن أغلب صناع السياسات في العالم ما زالوا يركزون في نقاشاتهم على الجوانب التقنية في مسارات تحول الطاقة، وغالبًا ما يتجاهلون آثاره الاجتماعية والاقتصادية المحفزة في توفير الوظائف وتعزيز الاقتصاد العالمي.

كما ركز المدير العام للوكالة على أهمية سد فجوات سياسات المناخ وعدم المساواة المستمرة، لضمان توزيع فرص التحول بصورة عادلة على جميع المناطق والبلدان المتفاوتة في الظروف الاقتصادية والبيئية والقدرة على تحمل التكاليف.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..