التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةرئيسيةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةوحدة أبحاث الطاقة

الطاقة النظيفة.. العالم يراهن على اقتصاد مستدام وفوائد هائلة (تقرير)

رغم فجوة التمويل

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

مع أهداف الحياد الكربوني، فإن الطاقة النظيفة تفرض اقتصادًا جديدًا قادرًا على تحقيق نمو مستدام وفرص عمل تُعوض المفقودة جراء التخلص من الوقود الأحفوري.

والدليل على ذلك أنه حتى في خضم الاضطرابات التي أحدثها فيروس كورونا، استمرت سعة الطاقة المتجددة في النمو، كما حققت مبيعات السيارات الكهربائية أرقامًا قياسية جديدة.

ويعد هذا الاقتصاد العالمي الجديد القائم على التحول إلى الطاقة النظيفة بتحقيق مكاسب تجارية وصناعية وتكنولوجية وفرص عمل عديدة، لكن هناك حاجة لوصول الاستثمارات إلى الاقتصادات الناشئة والنامية التي تعاني من نقص التمويل، بحسب رؤية مدير وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، في تقرير حديث نشره منتدى الاقتصاد العالمي.

سوق كبيرة

من شأن تحقيق العالم هدف الحياد الكربوني في 2050، أن يوفر سوقًا تراكمية بقيمة 27 تريليون دولار بالنسبة إلى الطاقة النظيفة، وفقًا لتوقعات آفاق الطاقة العالمية 2021، الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية العام الماضي.

وهذا يعني أن مصنّعي توربينات الرياح والألواح الشمسية وبطاريات الليثيوم أيون والمحللات الكهربائية وخلايا الوقود سيمثّلون معًا سوقًا قادرة على المنافسة من حيث الحجم مع سوق النفط الحالية، بحلول منتصف القرن.

وبحسب التقرير، فإن سوق الطاقة عالميًا لن يقتصر على الاقتصادات الأكثر تقدمًا فقط، لكنه قد يخلق آفاقًا هائلة للشركات التي تتمتع بمكانة جيدة عبر مجموعة موسعة من سلاسل التوريد العالمية.

ووفقًا لسيناريو الحياد الكربوني بحلول 2050 من قبل وكالة الطاقة الدولية، تحلّ الكهرباء محلّ الوقود الأحفوري في العديد من مجالات الاقتصاد، مثل النقل والتدفئة والصناعة.

وفي هذا السيناريو، تمثّل الكهرباء 50% من الاستخدام النهائي للطاقة بحلول عام 2050، ارتفاعًا من 20% في الوقت الحالي.

ويؤدي توسع استخدام الكهرباء إلى زيادة كبيرة في الاستثمارات ذات الصلة، ليس فقط في المصادر المتجددة، ولكن أيضًا في مرافق النقل والتخزين، وكذلك التقنيات الرقمية الناشئة لتشغيل أنظمة الكهرباء بشكل أكثر ذكاءً وكفاءة، بحسب التقرير.

وظائف الطاقة المتجددة

من المقرر أن تصبح العمالة في مجالات الطاقة النظيفة جزءًا حيويًا للغاية من أسواق العمل، مع نمو كبير قادر على تعويض فقدان الوظائف في قطاعات الوقود الأحفوري التقليدية، بحسب التقرير.

وفي سيناريو تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، فإن الطاقة النظيفة والقطاعات ذات الصلة يمكن أن توظف 26 مليون عامل إضافي بنهاية العقد الحالي، وفق التقرير.

وفي السياق نفسه، يرى تقرير للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، صدر العام الماضي، أن الطاقة المتجددة يمكن أن توفر 43 مليون وظيفة في منتصف القرن، منها 20 مليونًا من الطاقة الشمسية.

وبحسب تقرير آيرينا، فإن وظائف الطاقة المتجددة مستمرة في النمو منذ عام 2012، حتى وصلت إلى 12 مليون وظيفة عام 2020.

وظائف الطاقة المتجددة

الفجوة المالية

رغم الزخم الذي يشهده الاقتصاد الجديد القائم على الطاقة، فإن الفرص غير متساوية للوصول إلى الفوائد المحتملة الهائلة التي يمكن أن يجلبها، خاصة العديد من الاقتصادات الناشئة والنامية.

ويرجع ذلك في الأساس إلى الوصول إلى الاستثمار، فرغم وجود تمويل كافٍ عالميًا، هناك قطاعات كبيرة من العالم تكافح لجذب الاستثمار الأساس -بسبب المخاطر المتصورة- في أنظمة الطاقة الخاصة بها، وخاصة من جانب القطاع الخاص.

وتقدّر وكالة الطاقة الدولية أن تكاليف التمويل الاسمية في بعض هذه الاقتصادات الناشئة والنامية أعلى 7 مرات منها في الولايات المتحدة وأوروبا.

وبحسب التقرير، فإن هذه الفجوة أحد الأسباب التي تجعل الاقتصادات الناشئة والنامية تمثّل حاليًا ثلثي سكان العالم، ولكنها لا تمثّل سوى خُمس الاستثمار العالمي في الطاقة النظيفة.

وتعمل وكالة الطاقة الدولية ومنتدى الاقتصاد العالمي مع آخرين على تدشين مؤشر لرصد تكلفة رأس المال، بهدف زيادة الشفافية في قطاع الطاقة وتعزيز ثقة المستثمرين، ومن ثم سدّ الفجوة.

وأحد العناصر المشجعة في هذا الصدد، أنّ تجنّب طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الاقتصادات الناشئة والنامية يمثّل نصف التكلفة في المتوسط ​، مقارنة مع الاقتصادات المتقدمة، وفق تقرير لوكالة الطاقة الدولية.

وعلى الرغم من أن العالم يطرح تقنيات الطاقة النظيفة مثل مصادر الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية بوتيرة قياسية، فإنه يحتاج إلى تسريع الوتيرة حتى يتمكن من تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وبحسب التقرير، لن يحدث هذا إذا لم تتمكن العديد من البلدان من الوصول إلى التمويل الذي تحتاجه للاستفادة من الاقتصاد الجديد للطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق