تقارير منوعةالتقاريرتقارير دوريةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

استثمارات تحسين كفاءة الطاقة عالميًا ترتفع إلى 700 مليار دولار منذ 2020 (تقرير)

العالم يتطلب مضاعفة وتيرة تحسين الكفاءة إلى 4%

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

تزايدت الإجراءات الحكومية الداعمة لتحسين كفاءة الطاقة في العالم بوتيرة قوية منذ تفاقم أزمة الطاقة أوائل عام 2022، إلّا أنها تحتاج إلى المزيد من السياسات لتحقيق أهداف المناخ.

ومع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وتفاقم تداعياتها، كثّف العديد من الدول -تمثّل 70% من الطلب العالمي على الطاقة- حزم السياسات الداعمة لتحسين كفاءة استعمال الطاقة، وفق تقرير حديث حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه.

وأسهم ذلك في زيادة الإنفاق العالمي على تحسين كفاءة استعمال الطاقة عالميًا إلى 700 مليار دولار، بنسبة 45% منذ عام 2020، وفق التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، اليوم الأربعاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

ورغم هذا الزخم، ما يزال يتعين على الدول مضاعفة وتيرة الإجراءات الرامية إلى تحسين كفاءة الطاقة من أجل تحقيق أهداف المناخ العالمية، وهو التحذير الذي يأتي قبل اجتماع قادة العالم في قمة المناخ كوب 28 (30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر 2023) بأنهم بحاجة جميعًا إلى الالتزام باتخاذ إجراءات أقوى بشأن تحسين الكفاءة.

زخم سياسات كفاءة الطاقة

في أعقاب أزمة الطاقة العالمية، التي أثارها الغزو الروسي لأوكرانيا، باتت سياسات كفاءة الطاقة في زيادة مستمرة، وأدخلت عدّة دول إجراءات جديدة، فعلى سبيل المثال، أصبح لدى غالبية بلدان العالم معايير كفاءة لمكيفات الهواء.

وساعدت تكاليف الطاقة القياسية العام الماضي (2022) في تحفيز اتخاذ إجراءات، مثل استبدال غلايات الغاز بمضخات حرارية والتحول إلى مصابيح "ليد"، ما أسهم في توفير المال لدى المستهلكين وتحسين أمن واستدامة نظام الطاقة العالمي، بحسب التقرير.

ومع ذلك، ترى وكالة الطاقة الدولية أن التحسينات العالمية في كثافة الطاقة -مقياس رئيس لكفاءة الطاقة- تباطأت في عام 2023، نتيجة لعوامل الانتعاش الاقتصادي في القطاعات كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل البتروكيماويات والطيران، فضلًا عن الطلب المتزايد على تكييف الهواء خلال 2023، الذي يسير على الطريق الصحيح، ليكون العام الأكثر سخونة على الإطلاق.

مصابيح ليد تعزز كفاءة الطاقة
مصباح ليد - الصورة من موقع FinnProfiles

وفي عام 2023، تحسنت كثافة الطاقة العالمية بنسبة 1.3%، مقارنة مع 2% العام الماضي، كما أنه أقلّ مما هو مطلوب لتحقيق أهداف الحياد الكربوني، وفق التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ويجب مضاعفة الوتيرة السنوية لتحسين كفاءة الطاقة إلى أكثر من 4% بحلول عام 2030، من أجل تحقيق هدف اتفاقية باريس للمناخ الخاص بخفض درجة الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية.

فوائد تحسين كفاءة الطاقة

يخفي تباطؤ المعدل العالمي لتحسين كفاءة استعمال الطاقة بعض المكاسب القوية على المستوى الوطني؛ إذ بلغ المعدل في الاتحاد الأوروبي 8% عام 2022، مع توقعات بأن يتباطأ إلى 5% عام 2023.

بينما تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يبلغ معدل تحسين كفاءة الطاقة في الولايات المتحدة 4% خلال العام الجاري، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ومنذ بداية أزمة الطاقة، استطاع أكثر من 40 دولة حول العالم تحسين كفاءة استعمال الطاقة بمعدل 4%، وهو ما يتوافق مع المطلوب لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ.

ومن شأن مضاعفة هدف معدل تحسين كفاءة الطاقة عالميًا إلى 4% بحلول 2030 أن يحقق فوائد عديدة للاقتصاد والمناخ، إذ يمكن أن يخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية بأكثر من 7 مليارات طن، أي ما يعادل الانبعاثات الصادرة عن قطاع النقل بأكمله حاليًا.

ويستعرض الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، فوائد تحسين كفاءة استعمال الطاقة عالميًا:

كفاءة استهلاك الطاقة

وعلى الصعيد الاقتصادي، فإن تحقيق هذا الهدف من شأنه أن يوفر 4.5 مليون فرصة عمل إضافية في أنشطة، مثل إعادة تأهيل المنازل، وتركيب المضخات الحرارية، وتصنيع سيارات أكثر كفاءة.

هذا بالإضافة إلى قدرة تحسين كفاءة استعمال الطاقة على خفض فواتير الطاقة المنزلية بمقدار يصل إلى الثلث تقريبًا في الاقتصادات المتقدمة، على سبيل المثال.

كما يمكن للتحول إلى مصابيح الإضاءة "ليد" أن يحسّن كفاءة الطاقة بصورة كبيرة، ففي الولايات المتحدة يستطيع ذلك أن يوفر ما يكفي من الطاقة لتشغيل 3 ملايين سيارة كهربائية سنويًا، أو تدفئة 2.6 مليون منزل بمضخات حرارية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق