أنس الحجي: النفط الإيراني يتحول إلى مخزون صيني.. وهكذا تتأثر السعودية وأميركا (صوت)
أحمد بدر
قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أغلب النفط الإيراني ذهب إلى الصين، التي اشترته بأسعار مخفضة، ورفعت به -بصورة مباشرة أو غير مباشرة- مخزوناتها الإستراتيجية.
وأوضح الحجي -في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها على موقع "إكس" بعنوان "هل هناك تنسيق أميركي/إيراني للسحب من المخزونات الإستراتيجية والعائمة؟"-، أن المخزون العائم من نفط إيران تحول إلى مخزون لدى الصين.
وأضاف: "نحو 94 إلى 95% من صادرات النفط الإيراني تذهب إلى الصين، ولكن هناك إشكالية كبيرة إذا نظرنا إلى البيانات الرسمية الصينية، إذ تبيّن أن مستوى المشتريات من إيران أقل من نصف ما تصدره طهران إلى بكين".
واردات الصين من النفط الإيراني
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن الصين تستورد النفط الإيراني حاليًا بإحدى طريقتين، الأولى هي الطريقة المباشرة، في حين الطريقة الثانية تنقسم إلى طريقتين بدورها، إما عن طريق دول أخرى، إذ يذهب النفط إلى دولة أخرى ومنها إلى الصين.
وأما الطريقة الثانية -وفق الحجي- فهي نقل النفط من سفينة إلى أخرى في مياه تابعة لدولة ما، وغالبًا ما تكون ماليزيا، ثم يذهب النفط إلى الصين على متن السفينة التي انتقل إليها بصفته نفطًا ماليزيًا، وهي الطريقة التي انفضحت، إذ إن ما تصدره ماليزيا إلى الصين أكبر من إنتاجها الكلي.
وأوضح الدكتور أنس الحجي، أن إيران لا تُصدر أي بيانات رسمية على الإطلاق، حتى البيانات التي يكون مطلوبًا منها أن تعطيها إلى أوبك لا تصدرها أو تعطيها لها، ولكن البيانات الرسمية الوحيدة بشأن صادرات النفط الإيراني تأتي من الصين شهريًا.
ولفت إلى أن هذه البيانات الصينية تشير إلى أقل من نصف ما تصدّره طهران إلى بكين، ولكن يمكن حسابها لمعرفة أين يذهب النفط الإيراني وكيف يجري تحويله عبر دول أخرى إلى الصين، الأمر الذي أشار إلى الزيادة الكبيرة في واردات بكين من نفط طهران، إذ بلغت 1.5 مليون برميل يوميًا.
وأضاف: "الغريب في الأمر أن هذه الزيادات الأخيرة جاءت على حساب السعودية، وجاءت على حساب النفط الأميركي، وبالنسبة إلى المملكة فالأمر مفهوم، لأن أرامكو رفعت أسعارها بصورة كبيرة، فأصبح النفط السعودي غير مغرٍ بسبب خفض الإنتاج الذي قامت به السعودية، وهو أمر مفهوم".
لكن -بحسب الحجي- الغريب هو انخفاض صادرات النفط الأميركي إلى الصين، التي يكون أغلبها من المكثفات، مثل صادرات النفط الإيراني إلى الصين من المكثفات، ومن ثم فإن وصول الصادرات الأميركية إلى أعلى مستوى لها في التاريخ كان على حساب العقوبات الإيرانية.
وتابع: "بعبارة أخرى، استفادت الولايات المتحدة من فرض عقوبات على إيران تاريخيًا، لأنها روّجت للنفط الصخري في هذه الحالة دوليًا، واستطاعت التصدير إلى الصين وغيرها، كما استفادت من الوضع السيئ في ليبيا، لأنها -أيضًا- تصدّر هذه المكثفات إلى دول أخرى، وعدم وجودها تاريخيًا -أيضًا- مكّن أميركا من زيادة صادراتها".
لماذا تفضّل إيران الصين عن الهند؟
قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إنه من الواضح أن المدة الأخيرة شهدت نوعًا من التنسيق، إذ انخفضت صادرات النفط الصخري الأميركي إلى الصين، وعوّضتها بكين بالنفط الإيراني، أو المكثفات الإيرانية.
وعن أسباب تمكن إيران من تصدير نفطها إلى الصين والدول الأخرى، أوضح الحجي أن العقوبات الأميركية لا تمنع طهران من التصدير إلى أي دولة، وإنما تمنع الدول الأخرى من الدفع مقابل الحصول على النفط الإيراني.
لذلك، فإن مهمة الحكومة الإيرانية هي البحث عن زبون يدفع نقدًا، أو تكون هناك تجارة عينية، وهذا لا يحدث إلا مع الصين، إذ إن هناك مشكلة كبيرة مع الهند التي استغلت إيران وحصلت منها على النفط ثم تحججت بالعقوبات لإبقاء ثمنه في بنوكها، لذلك لا توجد رغبة إيرانية في التعامل مع الهند.
وأضاف: "لكن التعامل مع الصين أفضل، لأن طهران تحصل على أموالها نقدًا، أو تحصل على مواد في المقابل، والأمر نفسه مع العراق، إذ إن الاتفاق الأخير تضمّن أن تحصل طهران على أموالها نقدًا أو تحصل على مواد أخرى من العراق مقابل منحها الغاز والبنزين والكهرباء".
وشدد الحجي على أن هذا هو السبب الرئيس في اعتماد طهران على الصين بصورة كبيرة، وهو الحصول على الأموال مباشرة مقابل تصدير النفط الإيراني إليها، بدلًا من الانتظار لسنوات لحين رفع العقوبات عنها للحصول على أموالها.
موضوعات متعلقة..
- المخزون العائم من النفط الإيراني يختفي.. ما دور الصين؟ (تقرير)
- بدء تفريغ ناقلة النفط الإيراني "سويز راجان" رغم تهديدات طهران لأميركا
- صادرات النفط الإيراني للصين تصعد إلى 1.5 مليون برميل يوميًا
اقرأ أيضًا..
- مجموعة الـ20 تخالف تعهداتها المناخية وتدعم الوقود الأحفوري بـ1.4 تريليون دولار
- مسؤول أممي: كوب 28 ستشهد سجالات حادة لتفعيل صندوق الخسائر والأضرار
- مشروعات الوقود الأحفوري فخ تنصبه الدول الغنية لفقراء العالم بالديون (تقرير)
