أرامكو السعودية وأدنوك الإماراتية تعتزمان التوسع في إنتاج الكيماويات (تقرير)
نوار صبح
- • أرامكو السعودية وأدنوك الإماراتية توفران معًا نحو نصف إنتاج أوبك من النفط الخام
- • أرامكو السعودية أنتجت 10 ملايين برميل من النفط يوميًا في يونيو/حزيران
- • الطلب على البنزين والديزل يمكن أن ينخفض مع اعتماد المستهلكين للمركبات الكهربائية وغيرها
- • أكثر المصافي تقدمًا تنتج نحو 50-55% من المواد الكيميائية و 45-50% من الوقود
- • البولي إيثيلين ولدائن البولي بروبيلين يمثّلان المنتجَين الرئيسين لمنتجي البتروكيماويات السعوديين
تعتزم شركة أرامكو السعودية وشركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك، اللتان توفران معًا نحو نصف إنتاج أوبك من النفط الخام، توسعة قدرتيهما الإنتاجية للكيماويات، في تحول إستراتيجي سينطوي على تطورات كبيرة بصناعة البتروكيماويات، التي تشهد حاليًا أدنى هوامش ربحها منذ عقدين.
من ناحيتها، تخطط الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) المنتجة للمواد البتروكيماوية الرئيسة في المملكة لبناء منشأة جديدة في مدينة رأس الخير، حسبما نشره موقع أرابيان غلف بزنس إنسايت (agbi) في 18 أغسطس/آب الجاري.
وأنتجت أرامكو السعودية -التي تمتلك 70% من شركة (سابك)، وتريد توسيع إنتاج النفط وزيادة كمياته ضمن شبكة أعمالها الخاصة- 10 ملايين برميل من النفط يوميًا في يونيو/حزيران، بينما تبلغ قدرة التكرير 3.3 مليون برميل يوميًا، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال نائب رئيس أبحاث أسهم الطاقة في مجموعة سيتي غروب الأميركية للخدمات المالية والاستثمارات في لندن، أوليفر كونور: "المملكة العربية السعودية، بدعم من سابك، تتحول بشكل كبير نحو المنتجات الكيماوية بدلًا من المشتقات المكررة".
إستراتيجية أدنوك
تتبع شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) إستراتيجية مماثلة بصفتها جزءًا من هدفها لزيادة إنتاجها من الخام إلى 5 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2030.
وأطلقت الشركة عرض استحواذ بقيمة 37.5 مليار ريال برازيلي (7.5 مليار دولار) على شركة براسكيم، أكبر شركة منتجة للبتروكيماويات في البرازيل، وعرضت 11 مليار يورو (11.98 مليار دولار) لشراء شركة كوفيسترو الألمانية، حسبما ذكرت رويترز.
وستقوم أدنوك بدمج شركتي إنتاج البتروكيماويات بورياليس وبروج، اللتين تمتلك فيهما 25 و 54% من الأسهم على التوالي.
ويرى أحد المحللين أن هناك خطوة واضحة إلى الأمام فيما يتعلق برغبة أدنوك في إجراء عمليات الاندماج والاستحواذ الكيميائية، وبدلًا من بناء قدرة التكرير، فإنها تشتري شركات الكيماويات، حسبما نشره موقع أرابيان غلف بزنس إنسايت (agbi) في 18 أغسطس/آب الجاري.
إمكان انخفاض الطلب على البنزين والديزل
يمكن أن ينخفض الطلب على البنزين والديزل مع اعتماد المستهلكين للمركبات الكهربائية وغيرها من المركبات الصديقة للبيئة، في حين يمكن توقّع زيادة الطلب على البلاستيك بنحو 1 إلى 1.5 مرة من النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ويُعدّ هذا عاملًا رئيسًا في توسّع كل من أرامكو وأدنوك بقدراتهما الكيمياوية. وتهدف أرامكو على المدى الطويل إلى ضخ 3 ملايين برميل إضافية من النفط في إنتاج البتروكيماويات، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال نائب رئيس أبحاث أسهم الطاقة في مجموعة سيتي غروب الأميركية للخدمات المالية والاستثمارات في لندن، أوليفر كونور: "ينصبّ التركيز على جَنْي الأرباح إمدادات النفط الإضافية، في كل من الإمارات والسعودية، من خلال زيادة تصنيع المواد الكيماوية، فإنها تقلل من الطلب على نفطها".
في المقابل، ما تزال هناك أسئلة بشأن المشترين المناسبين الذين يمكن للثنائي بيع كميات مواد كيماوية إضافية لهم.
وأضاف كونور: قد يؤدي توسّع إنتاج البتروكيماويات في أرامكو وأدنوك إلى تفاقم اختلال التوازن بين العرض والطلب، ما يؤثّر في الأسعار ويزيد من الضغط على الهوامش، مشيرًا إلى أن الشركتين ستكسبان الأرباح من إنتاج النفط، ولن تهتمّا كثيرًا بالعائدات النهائية".
تحويل النفط الخام إلى كيماويات
وفقًا لأرامكو، فإن 8-12% فقط من النفط المستهلَك في مجمع تكرير متكامل نموذجي سيُحَوَّل إلى كيماويات.
وقال مدير أبحاث أسهم الكيماويات في المجموعة المالية هيرميس بالقاهرة، يوسف الحسيني، إن أكثر المصافي تقدمًا تنتج نحو 50-55% من المواد الكيميائية و 45-50% من الوقود.
وأوضح الحسيني أن "التكنولوجيا غير موجودة بالكامل حتى الآن لدفع هذه النسبة نحو 70%، ولجعل تحويل النفط إلى مواد كيمياوية حقيقة عملية،" إذ تعتزم أدنوك دمج شركتي إنتاج البتروكيماويات بورياليس وبروج.
وأضاف أن البولي إيثيلين ولدائن البولي بروبيلين يمثّلان المنتجَين الرئيسين لمنتجي البتروكيماويات السعوديين، الأول مصنوع أساسًا من غاز الإيثان، وهو مركب به ذرّتان من الكربون، بينما يتكون الأخير عادةً من البروبان، ويحتوي على 3ذرات كربون.
وقال الحسيني: "كلما كانت المادة الكيميائية أثقل، زادت تكلفة استعمالها مادةً وسيطة، ولكن أيضًا كلما زادت المنتجات التي يمكنك إنتاجها".
وأشار إلى أن تصنيع البولي إيثيلين من الإيثان يُعدّ رخيص التكلفة، لأنه لا يتطلب سوى كسر روابط الهيدروجين، وليس روابط الكربون، وهي أقوى، وتحتاج إلى مزيد من الطاقة لتفكيكها.
على النقيض من ذلك، فإن النفط الخام هو مزيج من الهيدروكربونات المختلفة، ومن خلال عملية التقطير، تقوم المصافي بفصل النفط الخام إلى المركبات المكونة له، ولكنها لا تغير بالضرورة تركيبتها الكيميائية.
عند تحويل النفط الخام إلى الكيماويات، يجري تكسير الهيدروكربونات، وتغيير تركيبتها الكيميائية، الأمر الذي يتطلب طاقة أكبر.
وقال الحسيني: "تكمن المشكلة الكبرى في القيام بذلك بطريقة منطقية من الناحية الاقتصادية، لتحقيق ذلك يتطلب تكنولوجيا أفضل".
على صعيد آخر، تعتزم سابك بناء منشأة جديدة في مدينة رأس الخير، من شأنها تحويل 400 ألف برميل يوميًا من النفط الخام مباشرة إلى كيماويات.
وأضاف الحسيني: "هذا تحول كبير بعيدًا عن نظام التكرير الحالي".
وسلّط الحسيني الضوء على الشكوك طويلة الأمد بشأن تأثير إعادة التدوير في الطلب على البلاستيك. وفي الوقت الحالي يعاد تدوير البلاستيك بطريقة ميكانيكية، لذلك، في كثير من الحالات، لا ينتج (راتنجات) عالية الجودة بدرجة كافية.
على مدى السنوات القليلة الماضية، أُحرِزَ تقدُّم في إعادة التدوير الكيميائي للبلاستيك، الذي يكسر جزيئات البلاستيك ويصلحها، وهذا من شأنه أن يمكّن من إعادة تدوير عبوات المواد الغذائية البلاستيكية واستعمالها في صناعة الأغذية، على سبيل المثال.
ويرى الحسيني: "أنه ربما ما نزال على بُعد 10 إلى 15 عامًا من أن تكون هذه التكنولوجيا تجارية، ولكن بالنظر إلى الخطة طويلة الأجل لتحويل النفط إلى كيماويات، هذا أمر يجب مراعاته".
موضوعات متعلقة..
- أرامكو السعودية تكمل صفقة استحواذ ضخمة في الصين بقيمة 3.4 مليار دولار
- أدنوك الإماراتية تعتزم طرح شركة "إيه آي كيو" للتكنولوجيا في اكتتاب عام
- أرامكو السعودية تتوغل في قطاع البتروكيماويات الآسيوي بصفقة استحواذ ومشروعات ضخمة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- خبراء: قطاع النفط والغاز في لبنان ينتظر انفراجة قريبة.. وهذه أبرز التحديات
- السعودية وأسواق النفط.. ما قصة المدة الذهبية والصدام مع المضاربين؟
- التعهدات المناخية بدعم "اخضرار" اقتصادات آسيا الناشئة.. هل تذهب أدراج الرياح؟