يشهد إنتاج البتروكيماويات في مصر اهتمامًا متزايدًا من الحكومة، في ظل ما يمثّله هذا القطاع من أهمية كبيرة لدعم الاقتصاد الوطني.
وضمن هذا الإطار، أعلنت مصر اليوم الخميس 11 مايو/أيار 2023 تطورات مشروعها الكبير المتمثل في مجمع صناعي متكامل بمواصفات عالمية لإنتاج البتروكيماويات.
جاء ذلك خلال لقاء بين رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، ورئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع؛ لاستعراض ملامح المشروع الضخم الهادف إلى إنتاج البتروكيماويات في مصر، وفق بيان نشرته الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء المصري في "فيسبوك".
وقال البيان الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة، إن المشروع سيُنَفَّذ بالتعاون مع شركة أنكوراغ للاستثمارات في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، التي كان مؤسسها وعضوها المنتدب الدكتور أحمد محرم، من ضمن حاضري اللقاء.
ترحيب مصري باستثمارات القطاع الخاص
أعرب رئيس مجلس الوزراء -في بداية اللقاء- عن ترحيبه بالاستثمارات التي يضخّها القطاع الخاص في قطاعات الاقتصاد الوطني؛ من أجل إحداث التنمية الشاملة المطلوبة.
وأشار إلى أن ذلك يأتي في إطار توجّه الدولة لدعم القطاع الخاص والتنسيق مع المستثمرين الجادين، وهو ما تعمل عليه الدولة حاليًا بقوة، حسب البيان.
وشدد مدبولي على ضرورة التأكد من توافر التمويل اللازم لمشروع إنتاج البتروكيماويات في مصر.
من جانبه، قدّم رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع شرحًا عن المشروع، قائلًا، إن رئيس شركة أنكوراغ للاستثمارات سبق أن طلب دخول الشركة في شراكة مع الهيئة من أجل إنشاء مصنع للبتروكيماويات، باستثمارات تُقدَّر بـ2.5 مليار دولار، على أن يقام المشروع على أرض تمتلكها الهيئة في منطقة العين السخنة.
وأشار إلى أنه من المستهدف تصدير ما قيمته 1.5 مليار دولار في المرحلة الأولى، كما أنه من المخطط إتمام تنفيذ المشروع في غضون 36 شهرًا، بحسب البيان.
إنتاج البتروكيماويات في مصر
قال المتحدث الرسميّ باسم مجلس الوزراء السفير نادر سعد، إن اللقاء تناول استعراض ملامح المشروع الذي تسعى الشركة من خلاله لتطوير مجمع صناعي متكامل بمواصفات عالمية، باستعمال تقنيات حديثة في مجال إنتاج الأوليفين الأساسي (البروبيلين) وعدد من مشتقاته.
ولفت إلى إقامة المشروع في المنطقة الصناعية التابعة للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وقال سعد، إنه جرت الإشارة خلال اللقاء إلى أن مجمع إنتاج البتروكيماويات في مصر يحتوي على عدد من الوحدات الصناعية لإنتاج (البروبيلين) والمشتقات والكيماويات المتخصصة؛ لتحقيق زيادة في القيمة الاقتصادية المضافة من مشتقات الغاز الطبيعي.
كما تخطط الشركة -بحسب سعد- لمراحل توسعية لإنتاج منتجات أخرى تكاملية، مشيرًا إلى أن المشروع يتمتع بموقع إستراتيجي وميزة تنافسية داخل المنطقة الاقتصادية مما يجعله منفذًا إلى القارة الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط وأوروبا والدول الأخرى؛ ويسهم في تسهيل التجارة وفتح الأبواب أمام أسواق جديدة.
وأضاف أنه جرت الإشارة -أيضًا- إلى أن المشروع يستوعب الطلب الإقليمي والعالمي المتزايد على البتروكيماويات في الأسواق.
دور الاستثمارات الأجنبية
قال المؤسس والعضو المنتدب لشركة أنكوراغ للاستثمارات، الدكتور أحمد محرم، إن دعم الحكومة للمشروعات الاستثمارية الكبرى، وخاصة المشروعات الصناعية الثقيلة مثل صناعة البتروكيماويات، يأتي في إطار إستراتيجيتها لأن تصبح مصر مركزًا إقليميًا للبتروكيماويات والطاقة، وما يتميز به هذا المشروع من إسهامات في العائد من الاستثمار الأجنبي والصادرات، من حيث حجم الاستثمارات الإجمالية للمشروع، مما يسهم في زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر، كما من شأنه أن يسهم في زيادة الصادرات المصرية.
في المقابل، أكد الدكتور مصطفى مدبولي استعداد الحكومة لتقديم الدعم والمساندة اللازمة للمشروع في جميع مراحله؛ سواء فيما يتعلق بإصدار الرخصة الذهبية، أو بشأن تيسير الإجراءات والخطوات اللازمة للإسراع بتنفيذه.
استقطاب شركات هولندية
في المقابل، أجرى رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وليد جمال الدين العديد من اللقاءات والمباحثات، وذلك خلال وجوده في روتردام، ضمن مشاركته في ملتقى الهيدروجين العالمي، الذي يعدّ أضخم حدث من نوعه في أوروبا.
ويهدف جمال الدين من زيارته لاستقطاب الاستثمارات الهولندية في القطاعات الصناعية التي تستهدفها المنطقة بخطّتها الاستراتيجية 2020/2025، وبحث سبل التعاون المشترك بين الجانبين، من أجل استكمال النشاط المكثف الذي تقوم به الهيئة لتحقيق الاستفادة القصوى من مواردها بما يحقق أهداف التحول العالمي نحو الطاقة الخضراء، وذلك وفق بيان نشرته الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء المصري في فيسبوك.
إمكانات مصرية
استعرض رئيس الهيئة الإمكانيات المتفردة التي توفرها مصر من خلال المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بصفتها وجهة رئيسة لإنتاج وتصدير الوقود الأخضر في الشرق الأوسط وتصديره لقارة أوروبا.
جاء ذلك خلال الجلسة الأولى للمنتدى بحضور سفير مصر لدى هولندا حاتم عبدالقادر وعمدة مدينة روتردام أحمد أبو طالب وممثلي صندوق مصر السيادي وهيئة الطاقة المتجددة وممثلي شركة توزيع الكهرباء المصرية ومسؤولي شركة "أو سي آي" التي تعدّ من أولى الشركات التي تعمل في مجال الوقود الأخضر داخل نطاق المنطقة الاقتصادية، إذ نفّذت أول مشروع للهيدروجين الأخضر داخل المنطقة الصناعية بالسخنة بقدرة 100 ميغاواط، وذلك بالشراكة مع شركة فرتيجلوب وشركة سكاتك وصندوق مصر السيادي.
كما عقد رئيس الهيئة مباحثات مهمة مع الرئيس التنفيذي لميناء روتردام، لمناقشة سبل التعاون بين الجانبين في مجالات تداول الوقود الأخضر، ليكون مسار الوقود الأخضر من المنطقة الاقتصادية بعد تصنيعه متجهًا إلى ميناء روتردام في هولندا، تمهيدًا لوصوله إلى جميع الأسواق الأوروبية، وأيضًا لتفعيل الممر الأخضر من سنغافورة إلى ميناء روتردام مرورًا بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والذي يُعَدّ لأن يكون ممرًا لتموين السفن بالوقود الأخضر.
وسيشمل التعاون تبادل الخبرات في تنمية المواني التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس عن طريق التعاون الفني في مجالات الرقمنة داخل المواني، بالإضافة إلى زيادة معدلات التداول بين مواني الهيئة وميناء روتردام.
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة السعودي: صادراتنا من الهيدروجين إلى أوروبا ستنطلق عبر دولتين
- خطة التنقيب عن النفط والغاز في الأردن خلال 2023 (خاص)
- لماذا تتراجع أسعار النفط رغم الخفض الطوعي لبعض دول أوبك+؟ أنس الحجي يجيب
