غازالتقاريرتقارير الغازتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

خبراء: قطاع النفط والغاز في لبنان ينتظر انفراجة قريبة.. وهذه أبرز التحديات

داليا الهمشري

توقّع خبراء أن يشهد قطاع النفط والغاز في لبنان انطلاقة كبرى بعد وصول منصة الحفر "ترانس أوشن" التي استأجرتها شركة توتال إنرجي إلى المياه الإقليمية اللبنانية متجهة نحو المربع 9 في 15 أغسطس/آب الجاري لبدء التنقيب.

وقد سبق هذه الخطوة إنهاء السلطات اللبنانية كل الإجراءات والتراخيص اللازمة لبدء عمليات الاستكشاف بالتعاون مع شركة توتال إنرجي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأعلنت السلطات في الدولة العربية الواقعة في آسيا أنها تتوقع ظهور نتائج التنقيب عن النفط والغاز في لبنان قبل نهاية العام الجاري (2023).

وتأتي هذه الانفراجة لقطاع النفط والغاز في لبنان نتيجة لفوز تحالف توتال إنرجي وإيني ونوفاتيك الروسية في جولة التراخيص الأولى عام (2017)، للتنقيب في المربعين 4 و9.

إلا أن شركة نوفاتيك قد انسحبت في سبتمبر/أيلول (2022)، فى أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، تاركةً حصتها للحكومة اللبنانية إلى أن حلت محلها قطر للطاقة.

تحضيرات إدارية ولوجستية

قالت مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية لوري هابتايان، إن وصول منصة الحفر "ترانس أوشن" للتنقيب عن النفط والغاز في لبنان في المربع 9، كانت خطوة متوقعة منذ إعلان شركة توتال خطة عملها في مطلع العام الجاري (2023)، بعد الاحتفال بتوقيع الاتفاق الجديد لدخول قطر للطاقة في تحالف الشركات الذي يضم توتال وإيني وخروج نوفاتيك الروسية.

وأضافت هابتايان -خلال تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن هذه الخطوة قد سبقتها تحضيرات إدارية ولوجستية قامت بها شركة توتال بالتعاون مع الحكومة اللبنانية.

وتابعت أن شركة قد أعلنت -في بيان لها- بدء عمليات الحفر بنهاية شهر أغسطس/آب الجاري، موضحة أن مدة التنقيب عن النفط والغاز في لبنان ستتراوح بين 60 و70 يومًا، وربما تصل إلى 3 أشهر على أقصى تقدير في المربع 9 الواقع في جنوب لبنان.

مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوري هايتيان
مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوري هايتيان

السيناريوهات المتوقعة

أفادت لوري هابتايان بأن هناك 3 سيناريوهات لمستقبل عمليات الحفر؛ السيناريو الأول يتوقع أن تكون البئر جافة، ولا يسفر الحفر عن أي اكتشافات نفطية كما حدث في المربع 4، مؤكدة أن هذا أمر طبيعي في عمليات التنقيب.

أما السيناريو الثاني؛ فقد أوضحت هابتايان أنه يتمثل في استخراج كميات من الغاز، ولكن ليس بأحجام كبيرة، ومن ثم لا يتم تطوير البئر أو إنتاج الغاز.

ولفتت هابتايان إلى أن السيناريو الأخير يتمثل في وجود النفط والغاز في لبنان، وتحديدًا في المربع 9 بكميات قابلة للتطوير، لافته إلى أن اللبنانيين -خاصة المسؤولين- يتطلعون إلى أن يُسفر الحفر عن نتائج إيجابية، وهو ما سيظهر بنهاية العام الجاري.

وأوضحت أنه إذا ما كان الاكتشاف قابلًا للتطوير والإنتاج، سيكون داخل المنطقة اللبنانية الخالصة، ومن ثَم سيُطبق الاتفاق الموقّع بين الحكومة اللبنانية والشركات الـ3 توتال وقطر للطاقة وإيني.

كما يتضمن اتفاق التنقيب عن النفط والغاز في لبنان خطة العمل التي تشتمل على المدة الزمنية التي يتطلبها إنشاء البنى التحتية للنقل إلى الأسواق الداخلية والخارجية.

استثمار سياسي

أبرزت مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية أنه إذا كان الاستكشاف في المنطقة المتداخلة بين لبنان وإسرائيل؛ فلا بد من تطبيق اتفاقية ترسيم الحدود التي تحتم على شركة توتال المُشغل الأساسي -في البداية- أن توقّع على اتفاق مالي مع إسرائيل حول حصتها.

وأشارت هابتايان إلى أن الأنظار متجهة -الآن- إلى الحفارة ونتائج التنقيب عن النفط والغاز في لبنان، لافتةً إلى أن هذه النتائج ستحدد إذا ما كان بالإمكان الاستفادة من هذا الاستكشاف.

وأكدت أن عودة شركة توتال إلى لبنان تُعد خطوة إيجابية وإن كانت قد حدثت بعد ضغط سياسي من أميركا وفرنسا في إطار صفقة ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل.

ولفتت إلى أن اللبنانيين ربما لن يتمكنوا من تحقيق الاستفادة القصوى من استكشافات النفط والغاز في ظل الطبقة السياسية الموجودة -حاليًا- في لبنان، وما يشوبها من محاصصة وفساد واستغلال للنفوذ.

وأضافت: "نخشى ألا يستطيع اللبنانيون الاستفادة من هذا القطاع، وأن تكون فرصة ضائعة جديدة مثلما حدث مع عدد من القطاعات في لبنان، والذي ترتب عليه أن يصبح لبنان بلدًا مُفلسًا لا يستطيع جذب أي استثمارات".

وسلطت هابتايان الضوء على أن استثمار توتال في المربع 9 يُعد استثمارًا سياسيًا أكثر منه اقتناعًا بجدوى العمل في لبنان في ظل الانهيار الكامل للمؤسسات والفراغ السياسي.

رأت لوري هابتايان أن نتائج الحفر -بعد 3 أشهر- ستحدد مستقبل قطاع النفط والغاز في لبنان، إذا ما كان مشرقًا أو قاتمًا.

انتظار نتائج الحفر

من جانبها، أشارت الرئيسة التنفيذية لشركة كريستول إنرجي الدكتورة كارول نخلة، إلى أن لبنان لم يتوصل إلى أي اكتشافات نفطية حتى الآن؛ ما يجعل الخطر الجيولوجي أعلى مقارنةً بجيرانه الذين سبقوه في اكتشافات الغاز.

النفط والغاز في لبنان
الرئيسة التنفيذية لشركة كريستول إنرجي الدكتورة كارول نخلة

وأوضحت كارول نخلة -خلال تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أنه إذا عُثِر على الغاز، وخاصة إذا كان الاكتشاف تجاريًا؛ فإن جاذبية لبنان لرأس المال الدولي ستتحسن.

وتوقعت أن يؤدي التوصل إلى اكتشافات في قطاع النفط والغاز في لبنان، إلى عدد من الفوائد الملموسة؛ أبرزها تطوير السوق المحلية، إذ لا وجود للغاز حاليًا، ويعتمد لبنان على واردات المشتقات النفطية لتوليد الكهرباء؛ ما ينتج عنه عبء اقتصادي وبيئي كبير، بالإضافة إلى أن اكتشاف الغاز في لبنان يمكن أن يؤدي إلى توليد الإيرادات التصديرية والضريبية.

غياب البنية التحتية

قالت الرئيسة التنفيذية لشركة كريستول إنرجي إنه من المبكر جدًا الاحتفال بوجود اكتشافات نفطية في لبنان؛ لأن العملية -من الناحية الفنية- تستغرق عدة أعوام حتى ينتقل الاكتشاف إلى مرحلة الإنتاج، خاصةً في غياب البنية التحتية، مشيرة إلى أن حقل ظهر في مصر استثناء وليس القاعدة.

وأضافت أن سجلات المؤسسات اللبنانية وأداءها في مؤشرات الحكم والفساد غير مُشجعة، بجانب مخاطر سوء إدارة القطاع وتبديد ثروته المحتملة لزيادة إثراء طبقته السياسية.

تابعت: "بسذاجة، يعتقد الكثيرون أن الحل يكمن في صندوق الثروة السيادية، لكن هذا الصندوق لا يحل محل الإدارة المالية الجيدة التي تفتقر إليها البلاد".

بالإضافة إلى ذلك؛ فإن لبنان هو أحد البلدان القليلة في العالم الذي يسارع إلى إنشاء مثل هذا الصندوق قبل أي اكتشاف، وفقًا لنخلة.

واستطردت نخلة أنه على الرغم من تعرض لبنان لأكبر 3 انهيارات اقتصادية في العالم منذ خمسينيات القرن الـ19؛ فإن البلاد لم تُجرِ أي إصلاحات هيكلية.

عوائق لوجستية

رأى المدير التنفيذي لجمعية استدامة البترول والطاقة في لبنان مروان عبدالله، أنه لا يمكن توقع نتائج سريعة من وصول الحفار "ترانس أوشن" إلى المربع 9 من الجنوب اللبناني.

وأشار إلى أن نتائج التنقيب عن النفط والغاز في لبنان لن تؤتي ثمارها قبل 6 سنوات، إذا لم تتعرض لأي عقبات أو عوائق سياسية أو لوجستية حتى بدء إنتاج أول برميل نفط أو كمية غاز مُستخرجة.

النفط والغاز في لبنان
المدير التنفيذي لجمعية استدامة البترول والطاقة في لبنان مروان عبدالله

وأوضح مروان عبدالله -خلال تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أنه لا يمكن بناء أي مكتسبات آنية على هذا الموقف، ولكنه يُعد خطوة طال انتظارها منذ 10 أعوام، ووجهت عقبات وظروف سياسية مُعرقلة.

وأشار عبدالله إلى أن الساحة اللبنانية -اليوم- تشهد معطيات جديدة مثل ترسيم الحدود، والحاجة الأوروبية والعالمية لمصادر جديدة من الغاز، لافتًا إلى أن هذه الأسباب قد سارعت بالخطوات في لبنان، ووضعتها على الطريق الصحيح لإنتاج النفط والغاز.

وقال عبدالله إن هناك تفاؤلًا شديدًا من قبل شركات النفط والغاز في لبنان؛ نظرًا إلى الاكتشافات التي وجدت في المياه الإسرائيلية المحازية للبنان، كما أن الأرقام والمسوحات تؤكد وجود بوادر جيدة ولكن هذا لن يتأكد إلا بعد الحفر لمعرفة الكميات والأحجام الموجودة في البئر.

وتوقع عبدالله أن تستغرق أعمال الحفر في البئر الاستكشافية مدة تمتد إلى 70 يومًا، تليها مدة تتراوح بين 3 و6 أشهر تقيّم خلالها الشركات جودة وأنواع خامات النفط والغاز المُستخرجين، ثم تصدر تقريرها وعلى أساسه توضع خطة مشتركة بين الحكومة اللبنانية والشركات المُشغلة، لتطوير الحقل وإنتاج النفط وعمل مسار لبدء سنوات الإنتاج.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق