أخبار التغير المناخيالتغير المناخيرئيسية

رئيس كوب 28: أفريقيا تحتاج 250 مليار دولار سنويًا للوفاء بالالتزامات المناخية

أكد الرئيس المعين لقمّة المناخ كوب 28، سلطان الجابر، أن دول أفريقيا تحتاج نحو 250 مليار دولار سنويًا من أجل الوفاء بالالتزامات المناخية المحددة في إستراتيجياتها الوطنية.

وشدد، خلال مشاركته في المؤتمر الوزاري الأفريقي المعني بالبيئة الذي عُقد في إثيوبيا اليوم الخميس 17 أغسطس/آب (2023)، على ضرورة دعم العمل المناخي في القارة الأفريقية، عبر توفير التمويل المُيسَّر بتكلفة مناسبة.

أكد رئيس كوب 28 أن قمة المناخ المقبلة ستركّز على التكاتف وتوحيد الجهود والسعي لتحقيق التوافق وإنجاز تقدّم ملموس وفعال في العمل المناخي، بالتزامن مع تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، خاصةً في أفريقيا ودول الجنوب العالمي.

التمويل المناخي

شدد سلطان الجابر على الحاجة الملحّة لزيادة التمويل المناخي للدول الأفريقية لبناء مستقبل خالٍ من الانبعاثات وقادر على التصدي لتداعيات تغيُّر المناخ.

واستعرض خلال كلمته في المؤتمر الوزاري الأفريقي خطة عمل قمة المناخ كوب 28 المكونة من 4 ركائز تتضمن تسريع تحقيق انتقال منظّم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، والتركيز على الحفاظ على البشر والحياة وتحسين سُبل العيش، ودعم هذه الركائز من خلال احتواء الجميع بشكل تامّ.

سلطان الجابر خلال مشاركته في المؤتمر الوزاري الأفريقي
سلطان الجابر خلال مشاركته في المؤتمر الوزاري الأفريقي - الصورة من وام

ويُعدّ المؤتمر الوزاري الأفريقي المعني بالبيئة من أهم الأحداث التي تُحَدَّد خلالها سياسات الاتحاد الإفريقي بشأن مواجهة تداعيات تغير المناخ، وتنسيق المواقف الأفريقية المشتركة في المؤتمرات الإقليمية والعالمية، مثل كوب 28.

وتأتي مشاركة سلطان أحمد الجابر في المؤتمر حرصًا على التواصل مع القادة الأفارقة استعدادًا لانطلاق قمة المناخ كوب 28، وتمهيد الطريق للتوصل إلى نتائج وحلول فعلية بشأن موضوعات التمويل، والتكيُّف، والخسائر والأضرار.

معاناة أفريقيا

أشار رئيس كوب 28 إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتصحيح مسار العمل المناخي وتحقيق أهداف اتفاق باريس للحفاظ على إمكان تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.

وقال: "ستجمَع قمة المناخ كوب 28 دول العالم في دبي بعد ما يزيد عن 100 يوم، وكل الحقائق العلمية تؤكد على ضرورة إجراء نقلة نوعية وتطوير جذري لأسلوب استجابة العالم للتغيُّر المناخي".

وأشار إلى أن القارة الأفريقية هي إحدى المناطق الأكثر تضررًا من الظروف القاسية التي يسبّبها تغيُّر المناخ، خاصة المناطق الممتدة من القرن الأفريقي إلى بحيرة تشاد ومحيطها.

وأضاف أن إفريقيا تواجه ظروفًا مناخية قاسية مع تداعيات مستمرة لمدة طويلة، إذ لم تهطل الأمطار في القرن الأفريقي منذ أكثر من 4 فصول، ويعاني 23 مليون شخص من الجوع الشديد في مختلف أنحاء إثيوبيا وكينيا والصومال، إلى جانب تقلُّص مساحة بحيرة تشاد إلى عُشر حجمها، وهي التي تعدّ شريان حياة لملايين البشر في نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون، في حين دمّرت الفيضانات المستمرة المحاصيل، وانتشرت الأمراض في جميع أنحاء مالاوي، وموزمبيق، ومدغشقر، وزامبيا، ورواندا.

المبادرات الأفريقية

أشاد كوب 28 بالمبادرات المناخية للحكومات الأفريقية، وأعطى أمثلة من إثيوبيا، الدولة المستضيفة للمؤتمر الوزاري الأفريقي المعني بالبيئة.

وقال: "فيما يتعلق بموضوع التخفيف، فإن 100% من الطاقة في إثيوبيا تأتي من المصادر الكهرومائية المتجددة، كما أنها تقوم بدور رائد وقيادي لمعالجة موضوع التكّيُف من خلال التقدم في مبادرة "الإرث الأخضر لمحاربة التصحر".

وأوضح أن المبادرة أسهمت منذ عام 2019 في زراعة أكثر من 25 مليار شتلة، وعززت الزراعة المستدامة والأمن الغذائي، وصدَّرَت الأغذية الصحية إلى الأسواق الخارجية، وأوجدَت ما يقرب من مليون فرصة عمل خضراء جديدة.

وقال: "يجب دعم هذه المشروعات والمبادرات من خلال معالجة النقص المستمر في التمويل المناخي وتوفيره بشكل كافٍ ومُيسّر وبتكلفة مناسبة"".

وأضاف: "في الوقت الحالي، تستفيد أفريقيا من عُشر التمويل المناخي العالمي فقط، ووفقًا لبنك التنمية الأفريقي، يجب توفير نحو 250 مليار دولار سنويًا للوفاء بالتزامات دول إفريقيا الـ 54 تجاه المساهمات المحددة وطنيًا حتى عام 2030".

وأفاد بأن القارة تتلقّى أقلّ من 30 مليار دولار سنويًا من التمويل المناخي، رغم أنها تسهم بأقلّ من 5% من الانبعاثات العالمية، أي إن التمويل الذي تحصل عليه قليل جدًا مقارنة مع بقية العالم، ويجب البدء بإصلاح ذلك.

سلطان الجابر خلال مشاركته في المؤتمر الوزاري الأفريقي
سلطان الجابر خلال مشاركته في المؤتمر الوزاري الأفريقي - الصورة من وام

تداعيات تغير المناخ

أعلن سلطان الجابر أن رئاسة كوب 28 ستستضيف بالاشتراك مع حكومة المملكة المتحدة اجتماعًا وزاريًا بشأن المناخ والتنمية ضمن الاجتماعات التمهيدية لمؤتمر الأطراف، وسيركّز الاجتماع على تقديم التمويل المخصص للتكّيُف إلى الدول الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ، وسيكون الاجتماع برئاسة مشتركة بين مالاوي وفانواتو.

وأشار خلال استعراضه خطّة عمل قمة المناخ كوب 28 لتطوير أداء التمويل المناخي إلى أن الخطة استرشدت بنتائج الجولة العالمية للاستماع والتواصل، التي التقى خلالها العديد من الأفراد والشخصيات من جميع أنحاء العالم، وخاصة من أفريقيا.

وجدّد الجابر دعوة المجتمع الدولي للوفاء بمسؤولياته التاريخية، التي تشمل التزام الدول المتقدمة بتوفير مبلغ 100 مليار دولار من التمويل المناخي سنويًا للدول النامية، ومضاعفة تمويل التكيُّف بحلول عام 2050، وتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر، وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار وترتيبات تمويله، والالتزام بالتنفيذ السريع لكلّ التعهدات.

وتناول الجابر التوصيات الرئيسة للاجتماع الذي عقدته رئاسة كوب 28 مؤخرًا لـ"فريق الخبراء المستقل رفيع المستوى المعني بالتمويل المناخي"، وبحث سُبل تحديث الهيكل المالي العالمي.

وأشار إلى أن آليات مؤسسات التمويل الدولية ومصارف التنمية متعددة الأطراف "وُضِعَت خلال النصف الثاني من القرن الماضي، ولا بد من تطويرها وتحديثها لتلبية احتياجات هذا القرن".

وقال: "يجب توفير مزيد من التمويل المُيسَّر بما يسهم في خفض المخاطر، وجذب مزيد من رأس المال من القطاع الخاص، بالتزامن مع إنشاء واعتماد ونشر آليات جديدة ومبتكرة لإدارة المخاطر المرتبطة بالعملات".

وأضاف: "ينبغي تطبيق شروط أكثر مرونة للدول التي تعاني من أعباء ديون عالية في مختلف أنحاء العالم لتعزيز قدرتها على التكّيُف مع تداعيات تغيُّر المناخ، كما يجب أن يشترك القطاعان الحكومي والخاص في إقامة مجموعة من المشروعات التجارية القابلة للتمويل، ويجب معالجة التفاوت الهائل بين تمويل التخفيف وتمويل التكّيُف، إذ يُخَصَّص دولار واحد فقط للتكّيُف مقابل تسعة دولارات للتخفيف".

وسلّط سلطان الجابر الضوء على خطة عمل رئاسة كوب 28 "لوضع الطبيعة والناس والصحة في صميم خطة المناخ، وضمان الارتباط الوثيق بين العمل المناخي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية".

وأكد الحاجة الملحّة "لوضع التطوير الشامل للنظم الغذائية وتعزيز الاستعمال المستدام للأراضي ومعالجة انعدام الأمن الغذائي في مقدمة الأولويات، إذ لا ينبغي أن يواجه أيّ منزل في العالم الجوع، بما في ذلك 140 مليون أفريقي يواجهون حاليًا انعدام الأمن الغذائي، ومن خلال الاستفادة من التقنيات الزراعية وأساليب الزراعة المستدامة، يمكننا الحدّ بشكل كبير من انعدام الأمن الغذائي، بالإضافة إلى انبعاثات الكربون الناتجة عن إنتاج الغذاء".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق