تصدير أول شحنة أمونيا منخفضة الكربون من الإمارات إلى ألمانيا

2022-09-01

0 909

أول شحنة أمونيا من الإمارات إلى ألمانيا — مصنع إنتاج الأمونيا في مجمع الرويس - أرشيفية

صدّرت الإمارات أول شحنة أمونيا منخفضة الكربون إلى ألمانيا في إطار الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في مجال الطاقة.

وأعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، اليوم الخميس 1 سبتمبر/أيلول (2022)، تصدير أول شحنة أمونيا من إنتاج الإمارات إلى برلين، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وشُحِنَت أول شحنة أمونيا منخفضة الكربون إلى ألمانيا، لصالح "أوربيس"، المزود العالمي الرائد للمعادن غير الحديدية وواحد من أكبر شركات إعادة تدوير النحاس على مستوى العالم، والتي يقع مقرها الرئيس في هامبورغ بألمانيا.

عند وصول أول شحنة أمونيا إلى ألمانيا ستتولى شركة "هامبورغر هافن آند لوجستيك"، إحدى الشركات اللوجستية الرائدة في أوروبا، عمليات مناولة الشحنة.

مصنع "فرتيل"

أُنْتِجَت أول شحنة أمونيا منخفضة الكربون من قِبل شركة "فرتيغلوب"، المشروع المشترك بين "أدنوك" و"أو سي آي"، في مصنع "فرتيل" بمجمع الرويس الصناعي بأبوظبي.

وتُعَد أول شحنة أمونيا منخفضة الكربون ضمن عدة شحنات تجريبية تعتزم "أدنوك" تصديرها إلى ألمانيا في سعيها لتوسيع شراكتها الإستراتيجية في مجال الطاقة لتشمل جميع مكونات وجوانب سلسلة القيمة للهيدروجين.

ويأتي تصدير أول شحنة أمونيا إلى ألمانيا في أعقاب بيع "أدنوك" لعدة شحنات مماثلة من الأمونيا منخفضة الكربون لعملائها في آسيا.

وتخطط "أوروبيس" لاستخدام الأمونيا منخفضة الكربون باعتبارها مادة وسيطة في مصنعها لقضبان الأسلاك، واختبار تطبيقها باعتباره مصدرًا إضافيًا للطاقة منخفضة الكربون للتأهيل الصناعي.

ويمتلك الهيدروجين، الذي تحمله الأمونيا، القدرة على أن يكون مصدرًا للطاقة منخفضة الكربون لعمليات إنتاج المعادن المتعددة التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة.

الأمونيا منخفضة الكربون

تمثل أول شحنة من الأمونيا منخفضة الكربون خطوة جديدة ضمن خطط أدنوك لرفع سعتها الإنتاجية من الأمونيا في أبوظبي؛ إذ تعمل على تطوير منشأة عالمية المستوى لإنتاج الأمونيا منخفضة الكربون بسعة إنتاجية تصل إلى مليون طن متري سنويًا ضمن منظومة "تعزيز" الصناعية المتكاملة الجديدة، التي تُعَد مركزًا للخدمات الصناعية واللوجستية يدعم ويمكّن نمو مجمّع الرويس الصناعي.

وقال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، سلطان الجابر: "تماشيًا مع توجيهات القيادة الرشيدة بمد جسور التعاون مع الدول الصديقة في جميع المجالات التي تحقق مصالح مشتركة، تمتلك الإمارات علاقات ثنائية متميزة وراسخة مع ألمانيا، ويُعَد قطاع الطاقة مثالًا على إمكانية تطوير هذه الروابط إلى تعاون إستراتيجي في مجال الطاقة بين البلدين".

وأضاف: يُسهِم تصدير أول شحنة أمونيا منخفضة الكربون في توثيق علاقات الصداقة الوطيدة والشراكات المتنامية بين الدولتين في مجال الطاقة النظيفة، ويؤكد الدور المتنامي الذي تؤديه "أدنوك" باعتبارها مورّدًا موثوقًا للطاقة منخفضة الانبعاثات.

وأشار إلى أن تصدير أول شحنة أمونيا تتماشى مع خطط دولة الإمارات للاستفادة من فرص النمو في القطاع الصناعي التي يتيحها التحوّل في قطاع الطاقة.

الطاقة النظيفة

قال الجابر: "تربطنا شراكات متنامية في مجال الطاقة النظيفة مع العديد من العملاء في ألمانيا؛ ما يؤكد التزام أدنوك بتنفيذ خططها الطموحة لزيادة سعتها الإنتاجية من الهيدروجين النظيف وأنواع الوقود الحاملة له، والذي يُعَد عاملًا مهمًا في الحد من الانبعاثات في القطاعات الصناعية التي يصعب عادةً تخفيف انبعاثاتها.

وأكد التزام بلاده بتعزيز التعاون بين القطاعين الخاص والعام في مشروعات الهيدروجين النظيف؛ لدوره في تسريع الحد من الانبعاثات وخفض كثافة الكربون من مصادر الطاقة التي نعتمد عليها في حياتنا اليومية.

من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة "أوروبيس"، رولاند هارينغز: "باعتبارها الشركة المالكة لأكبر شبكة من مصاهر المعادن الأكثر كفاءة واستدامة في العالم، توفر أوروبيس المعادن التي تُعَد عنصرًا أساسيًا للقطاعات الرئيسة الكبرى مثل الطاقات المتجددة والنقل الكهربائي والرقمنة ومن ثم لإزالة الكربون".

وأضاف: "لضمان استقرار عملياتنا واستمراريتها في مواقع الشركة المختلفة، نُوَسِّع محفظتنا من مصادر الطاقة الموثوقة والاستثمار في وسائل الحد من انبعاثات الكربون من عملياتنا الإنتاجية في الوقت نفسه".

وأوضح أن أول شحنة أمونيا منخفضة الكربون من إنتاج أدنوك تُعَد إنجازًا كبيرًا ومرحلة مهمة في تحقيق الرؤية طويلة المدى لحلول الهيدروجين التي تساعد في تحقيق أهداف الحد من انبعاثات الكربون.

الخدمات اللوجستية

من ناحيتها، قالت أنجيلا تيتزراث، الرئيس التنفيذي لشركة هامبورغر هافن آند لوجستيك، رولاند هارينغز: "بفضل خبرتها في مناولة المواني وتقديم الخدمات اللوجستية لحاويات البضائع الخطرة، وشبكتها الواسعة من المحطات البحرية والاتصالات الداخلية والمراكز المتعددة الوسائط المنتشرة في جميع أنحاء أوروبا، يسر شركة هامبورغر تسهيل استيراد الهيدروجين ومشتقاته إلى ألمانيا وأوروبا في إطار الشراكة الإستراتيجية في مجال الطاقة".

من جانبه، قال عضو مجلس الشيوخ عن الاقتصاد والابتكار، مايكل ويستهاجمان: "نحن سعداء؛ لأن شركاءنا الدوليين والوطنيين في مجال الأعمال وخدمات المواني يمهّدون الطريق لهذه التجارب الواقعية لصناعة إزالة الكربون".

وأضاف: "نحن بحاجة إلى هذه النتائج الواقعية والالتزام بدعم توسع اقتصاد الهيدروجين الأخضر".

كانت "أدنوك" قد وقّعت، خلال زيارة وزير الشؤون الاقتصادية وحماية المناخ في الحكومة الألمانية، روبرت هابيك، إلى الإمارات، في شهر مارس/آذار الماضي، اتفاقيات مع عدد من الشركات الألمانية تهدف لاستكشاف مجالات التعاون في إنتاج الأمونيا منخفضة الكربون ومصادر الطاقة النظيفة المشتقة من الهيدروجين.

خطط أدنوك

تُرَكِّز "أدنوك" على الاستفادة من الدخول المبكر لسوق الهيدروجين من خلال رفع السعة الإنتاجية من الأمونيا منخفضة الكربون لدعم طموح الإمارات بتوفير 25% تقريبًا من احتياجات الأسواق العالمية الرئيسة من الهيدروجين.

ووفقًا للإستراتيجية الألمانية للهيدروجين، التي تهدف لخفض الانبعاثات؛ من المتوقع أن يصل الطلب على الهيدروجين النظيف إلى 3 ملايين طن متري سنويًا بحلول عام 2030، مع احتمال ارتفاع الطلب على هذه المادة في ألمانيا إلى أكثر من 15 مليون طن متري سنويًا بحلول عام 2050.

كما من المتوقع أن يسهم الهيدروجين -وفقًا لدراسة أجراها "مجلس الهيدروجين"- في تلبية 18% تقريبًا من احتياجات العالم من الطاقة.

وتُعَد الأمونيا منخفضة الكربون وقودًا ناقلًا للهيدروجين ذا إمكانيات واعدة واستخدامات واسعة النطاق؛ إذ يستخدم في مجموعة واسعة من العمليات الصناعية؛ بما في ذلك النقل وتوليد الكهرباء والصناعات مثل إنتاج الصلب والأسمنت والأسمدة.

وتُصَنَّع مادة الأمونيا الزرقاء من النيتروجين والهيدروجين "الأزرق" الناتج من الغاز الطبيعي؛ إذ تُحَوَّل المواد الهيدروكربونية إلى هيدروجين ثم إلى أمونيا، ويجري التقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون الذي يُعَد من النواتج الثانوية لهذه العملية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..