التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

مدير قمة المناخ كوب 28 يدافع عن سلطان الجابر: نحن على الطريق الصحيح

أسماء السعداوي

أثار إعلان الإمارات تعيين الدكتور سلطان الجابر رئيسًا لقمة المناخ كوب 28، التي تستضيفها نهاية هذا العام (2023)، مطالبات بإقالته من منصبه الجديد، بسبب شغله منصبي الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، معتبرين أن ذلك يمثّل "تضاربًا في المصالح".

وردًا على ذلك، دافع السفير ماجد السويدي، المدير العام والممثل الخاص للدورة الـ28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28)، عن اختيار الدكتور سلطان الجابر في منصب الرئيس المعيّن للقمّة، المقرر انعقادها بنهاية العام الجاري (2023).

وكان أكثر من 100 عضو في الكونغرس الأميركي والبرلمان الأوروبي قد طالبوا الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بالتدخل لإقالة الجابر من رئاسة قمّة المناخ المقبلة، قائلين إن تعيين الجابر يهدد نزاهة المفاوضات، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

من جانبه، رد السويدي على تلك الاتهامات، قائلًا إنه لا يوجد تعارض في المصالح بين رئاسة سلطان الجابر لكلٍ من قمة تغير المناخ المقبلة، وإدارته عملاقة النفط الإماراتية "أدنوك" في الوقت نفسه.

تغيير مطلوب

يقول السويدي -على هامش محادثات مناخية أممية في مدينة بون الألمانية-: "أعتقد أنه (الجابر) في وضع مثالي داخل نظامنا، إنه يفهم العملية واللاعبين، ولديه اتصالات سياسية".

وأضاف أن اختيار رئيس تنفيذي لشركة نفطية لقيادة قمة المناخ للمرة الأولى في التاريخ والاتجاه بعيدًا عن العملية السياسية البحتة، سيساعد في تحقيق نتائج خلال مؤتمر "كوب 28".

وأكد السويدي ضرورة التغيير، قائلًا: "نريد عقلية الإنجاز.. للمرة الأولى يتساءل الدكتور جابر: ما الأهداف المحددة التي ستجعلنا نحقق أهداف اتفاق باريس للمناخ، بحلول عام 2030؟".

وأضاف: "أشارك في تلك المفاوضات منذ سنوات… لم نُشرك القطاع الخاص أبدًا لنسأله كيف يمكنه العمل معنا لتحقيق ذلك. وفي كوب 28، سنقوم بذلك".

وأكد السويدي: "أشعر بثقة تامة بأننا على الطريق الصحيح".

وكان الجابر قد شدد بعد اختياره رئيسًا لمؤتمر المناخ، على هدف "جعل (كوب 28) أكثر شمولًا واحتواءً وتمثيلًا للجميع"، بحسب تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

كما أعرب عن أمنياته في أن يشكّل "كوب 28" نقلة نوعية في العمل المناخي، وجسرًا للحوار والتعاون وبناء الشراكات.

لماذا سلطان الجابر؟

الدكتور سلطان الجابر
الدكتور سلطان الجابر، الرئيس المعيّن لمؤتمر "كوب 28" - الصورة من بلومبرغ

أعلنت الإمارات في مطلع يناير/كانون الثاني من هذا العام (2023)، تعيين الدكتور سلطان الجابر رئيسًا لمؤتمر المناخ "كوب 28"، الذي سيُعقد في دبي بين يومي 30 نوفمبر/تشرين الثاني و12 ديسمبر/كانون الأول، وسيشهد أول تقييم عالمي منذ اتفاقية باريس التاريخية لعام 2015.

ويمتلك سلطان الجابر خبرة في مجال العمل الأخضر، وعمل على زيادة تبني مصادر الطاقة المتجددة في الإمارات التي كانت أول دولة شرق أوسطية تصدق على اتفاقية باريس للمناخ، لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وفي مقال لمايكل بلومبرغ، المنشور في 28 مايو/أيار المنصرم، دافع المؤسس وصاحب حصة الأغلبية في الوكالة العالمية، عن الدكتور سلطان الجابر.

وقال إن الكثيرين من أعضاء الكونغرس الذين طالبوا بإقالة الجابر، رفضوا -أيضًا- استضافة الإمارات مؤتمر كوب 28.

وتساءل، كيف يمكن إقامة مؤتمر للمناخ في دولة نفطية، والإجابة هي أننا نحتاج إلى منتجي النفط على طاولة المفاوضات بمن فيهم الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم، كما لن تكون الإمارات أول دولة نفطية تستضيف مؤتمر المناخ.

وأضاف أن اعتراضهم الرئيس بسبب شغل سلطان الجابر لمنصب رئيس شركة "أدنوك"، ولكنه هو أيضًا الرئيس المؤسس لشركة مصدر للطاقة المتجددة، التي -تحت قيادة الجابر- نجحت في جعل الإمارات إحدى أكبر مستثمري العالم في الطاقة النظيفة.

وتسعى "مصدر" لتوليد 100 غيغاواط من الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول نهاية العقد الحالي، وهو هدف طموح لم تضعه بعض كبريات الدول الأوروبية، بحسب بلومبرغ.

وتابع: "إذا كانت كل شركة نفطية تضخ استثمارات مشابهة، فسيكون موقفنا أقوى من ذي قبل في تقليل الانبعاثات العالمية".

وقال أيضًا: "لن يمكننا تجنب أسوأ نتائج تغير المناخ، دون تقليل استعمال الوقود الأحفوري بصورة كبيرة في أسرع وقت ممكن، وكلما قبلت المزيد من شركات الوقود الاحفوري تلك الحقيقة وشاركت في التحول إلى الطاقة النظيفة -كما يفعل الدكتور سلطان الجابر- فسنحرز تقدمًا بصورة أسرع.

واختتم بقوله، إن الدكتور الجابر حليف وشريك للطاقة المتجددة، وإقالته ستنُم عن رؤية محدودة وستؤدي إلى نتائج عكسية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق