غازالتقاريرتقارير الغازتقارير النفطتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةنفطوحدة أبحاث الطاقة

استثمارات التنقيب عن النفط والغاز قد تتجاوز 22 مليار دولار سنويًا حتى 2027 (تقرير)

الانضباط الرأسمالي ومكاسب الكفاءة عززا الثقة بالاستكشاف

وحدة أبحاث الطاقة- رجب عز الدين

تتجه استثمارات التنقيب عن النفط والغاز إلى التعافي، خلال السنوات الـ5 المقبلة، مع فرص نمو متاحة في مناطق المياه العميقة بأفريقيا وشرق البحر المتوسط.

وتُرجِّح تقديرات حديثة تعافي الإنفاق على أنشطة التنقيب (باستثناء نشاط التقييم) من أدنى مستوياته التاريخية إلى متوسط 22 مليار دولار سنويًا -بالقيمة الحقيقية المعدّلة للتضخم- خلال المدة من 2023 إلى 2027، وفقًا لتقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة "وود ماكنزي".

واستند التقرير، في تقديراته لنمو استثمارات التنقيب عن النفط والغاز، إلى عدة مؤشرات ظاهرة؛ أبرزها زيادة جاذبية اقتصادات الاستكشاف ومخاوف أمن الطاقة في العالم.

وتوقّع التقرير -الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن تسهم هذه العوامل في زيادة الإنفاق على أنشطة التنقيب بقيادة شركات النفط الوطنية والشركات الكبرى في العالم حتى عام 2027.

وتعتقد مديرة وحدة أبحاث الاستكشاف في وود ماكنزي، جولي ويلسون، أن المستكشفين سيكونون أكثر جرأة في تعزيز استثمارات التنقيب عن النفط والغاز خلال السنوات المقبلة؛ ما قد يكون مفاجئًا للبعض -على حد تعبيرها-.

حركة استثمارات التنقيب عن النفط والغاز منذ 2006

شهد نشاط التنقيب عن النفط والغاز طفرة نمو كبيرة، خلال المدة من 2006 إلى 2014، مع وصول الإنفاق إلى ذروته عند 79 مليار دولار.

ولم يستمر انتعاش النشاط، خلال السنوات اللاحقة، مع تراجع الإنفاق العالمي إلى متوسط بلغ 27 مليار دولار خلال السنوات الـ6 الماضية.

ومن المتوقع -وفق تقديرات وود ماكنزي- انتعاش استثمارات التنقيب عن النفط والغاز عالميًا، خلال السنوات الـ5 المقبلة، لكنها لن تقترب من المستويات المرتفعة السابقة؛ إذ يدور المتوسط المتوقع حول 22 مليار دولار سنويًا حتى 2027.

كما يُتوقع لجوء الشركات إلى وضع سقف لزيادة الإنفاق مع تشديد معايير الانضباط الرأسمالي والتكلفة الاقتصادية وتشديد المعايير البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.

بداية تعافي الإنفاق في 2023

سيبدأ نمو استثمارات التنقيب عن النفط والغاز التعافي، في عام 2023، مع زيادة متوقعة بنسبة 6.8% مقارنة بإجمالي الإنفاق عام 2022 (بالقيمة الحقيقية)، وفقًا لتقديرات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقرير وود ماكنزي.

وارتفعت عائدات دورة الاستكشاف الكاملة بنسبة 10% منذ عام 2018، ثم تجاوزت 20% في عام 2022، وهي نتائج إيجابية أسهمت في زيادة الثقة بنشاط التنقيب لدى الشركات النفط والغاز.

التنقيب عن النفط والغاز
منصة تنقيب بحرية - الصورة من world oil

وأسهمت عدة عوامل في هذه المكاسب؛ أبرزها الانضباط في الإنفاق واختيار الآبار الأكثر إنتاجًا، إلى جانب مكاسب الكفاءة التي عززت -أيضًا- من عائدات أنشطة التطوير والاستكشاف في الشركات.

ومن المتوقع أن تستحوذ مشروعات المياه العميقة والأكثر عمقًا على معظم فرص النمو المتوقعة لاستثمارات التنقيب عن النفط والغاز على المدى الطويل.

وتُرجِّح وود ماكنزي أن تشهد الدول الأفريقية المطلة على المحيط الأطلسي ومنطقة شرق البحر المتوسط أكبر معدلات النمو مع إنفاق أعلى في بعض الحدود الجديدة غير المحددة حتى الآن، خلال السنوات المقبلة.

كما تشهد بعض المناطق في أميركا اللاتينية وآسيا، مثل أوروغواي وجنوب الأرجنتين وماليزيا، نشاطًا ملحوظًا في المسوحات الزلزالية حاليًا؛ ما يُرجِّح زيادة الإنفاق المستقبلي في هذه المناطق إلى جانب ناميبيا واليونان ومنطقة دلتا النيل في مصر.

استثمارات النفط والغاز الحالية كافية

تعتقد وود ماكنزي أن معدل الاستثمار السنوي الحالي في قطاع المنبع كاملًا (الاستكشاف والإنتاج) يكفي لتلبية ذروة الطلب على النفط المتوقعة بحلول أوائل العقد المقبل (2030)، وفقًا لتقرير صادر عن الشركة في 20 يوليو/تموز 2023.

وبلغ حجم استثمارات النفط والغاز في قطاع الاستكشاف والإنتاج ذروته عام 2014، ليسجل 914 مليار دولار، ثم هبط بصورة حادة إلى 500 مليار دولار في 2016، بسبب انهيار أسعار النفط عام 2015، كما تراجع إلى 400 مليار دولار في عام جائحة كورونا (2020).

يوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور الإنفاق العالمي على استكشاف النفط والغاز منذ 2015:

الاستثمارات المطلوبة في قطاع النفط والغاز

وعادت الاستثمارات للنمو في عام 2022 لتسجل 500 مليار دولار، وسط توقعات بزيادتها إلى 580 مليار دولار عام 2023، لكنها لم تقترب من مستوياتها القياسية السابقة.

وفنّدت شركتا وود ماكنزي وريستاد إنرجي المقولات السائدة في القطاع حول انخفاض الاستثمارات استنادًا إلى مقارنة الأرقام الظاهرة واتجاهها فقط، دون احتساب مكاسب الكفاءة والانضباط الرأسمالي واختيار الصناعة حفر آبار أكثر إنتاجية من ذي قبل.

لهذا السبب، تعتقد وود ماكنزي أن مستوى استثمارات النفط والغاز الحالية، الذي يدور حول 500 مليار دولار سنويًا، يكفي لتلبية ذروة الطلب على النفط بحلول 2030، وفقًا لتفاصيل تقريرها الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة الشهر الماضي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق