طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

سوق الألواح الشمسية العائمة تسجل 181 مليار دولار بحلول 2030 (تقرير)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تُثبَّت الألواح الشمسية العائمة على المسطحات المائية، مثل البحيرات والخزانات، بل وحتى المحيطات
  • يتنامى استعمال الألواح الشمسية العائمة بمعدلات مطّردة
  • من المرجّح أن تتجاوز 15 دولة حاجز 500 ميغاواط من تركيبات الطاقة الشمسية العائمة التراكمية بحلول عام 2031
  • تبرز منطقة آسيا المحيط الهادئ قوة رائدة في سوق الألواح الشمسية العائمة
  • بلغت قيمة سوق الألواح الشمسية العائمة 35.4 مليار دولار أميركي في العام الماضي (2022)

يتزايد استعمال الألواح الشمسية العائمة عالميًا بتوليد الكهرباء النظيفة المستدامة، في ظل ندرة الأراضي اليابسة، إلى جانب ارتفاع تكاليف استغلال تلك الأراضي -إن وُجدت-.

ورغم أن تلك المحطات العائمة لا تستحوذ سوى على 2% فقط من إجمالي الطلب العالمي على الطاقة الشمسية حاليًا، فإن آثارها البيئية والتقنية الإيجابية، إلى جانب دورها الحاسم في تعزيز الأمن المائي للدول، لا سيما في المناطق العُرضة باستمرار لموجات الجفاف، يضعها على مسار النمو السريع في غضون سنوات قليلة.

وفي هذا السياق، بلغت قيمة سوق الألواح الشمسية العائمة 35.4 مليار دولار أميركي في العام الماضي (2022)، حسبما ورد في تقرير نشرته منصة "غلوب نيوزواير" GlobeNewswire البحثية.

وتوقّع التقرير أن تشهد سوق الألواح الشمسية العائمة نموًا توسعيًا، لتصل إلى ما إجمالي قيمته 180.68 مليار دولار بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، بمعدل نمو سنوي مركب 22.6% خلال مدة التوقعات التي تمتد من العام الجاري (2023) إلى عام 2030، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

تقنية ابتكارية

تمثّل الألواح الشمسية العائمة، التي تُعرف -أيضًا- بالأنظمة الكهروضوئية العائمة، أو المحطات الشمسية العائمة، نهجًا إبداعيًا ومستدامَا في تسخير الطاقة الشمسية والاستفادة منها.

وبخلاف الألواح الشمسية التقليدية التي تُركَّب على أسطح المنازل والمباني، تُثبَّت الألواح الشمسية العائمة على المسطحات المائية مثل البحيرات والخزانات، بل وحتى المحيطات.

واكتسب مفهوم الألواح الشمسية العائمة زخمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، بفضل مزاياها العديدة، وإمكاناتها في إشعال ثورة في قطاع توليد الكهرباء المتجددة.

ومع تسارع وتيرة التطور الحضري، وندرة الأراضي المتاحة، تجذب مسألة استغلال المسطحات المائة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، اهتمامًا متناميًا.

وتتيح الألواح الشمسية العائمة طريقة ابتكارية لتعظيم الاستفادة من تلك المساحات المائية غير المستغلة، مثل الخزانات والسدود ومحطات معالجة المياه.

ألواح شمسية عائمة
ألواح شمسية عائمة - الصورة من greenpowermonitor

تقنية صديقة للأراضي

تتيح تلك التقنية ذات الاستعمال المزدوج توليد الكهرباء دون التعدي على موارد الأرض القيمة.

وتقود التطورات الحاصلة في المواد الخام والتصميم وتقنيات التركيب نموَ سوق الألواح الشمسية العائمة.

وتُسهم التقنيات المبتكرة -مثل المنصات العائمة المعيارية، وأنظمة التثبيت المعززة، وتقنيات الألواح الشمسية المرنة- في جعل التركيبات ميسورة التكلفة، وموثوقة، وأكثر تكيفًا مع البيئات المائية.

وتستحدث العديد من الحكومات سياسات داعمة، وتقدّم المحفّزات لتعزيز استعمال مصادر الطاقة المتجددة.

تأثير الركود

يتجسد تأثير الركود بسوق الألواح الشمسية العائمة في مزيج مُعقّد من التحديات والفرص.

ففي حين قد تُسهم موجات الركود الاقتصادي بإبطاء وتيرة الاستثمارات، واضطراب سلسلة الإمدادات، يمكنها كذلك تعزيز الاهتمام بتطبيق حلول الطاقة المستدامة منخفضة الكربون.

ويعتمد مسار السوق خلال الركود وبعده على عوامل مختلفة، من بينها السياسات الحكومية، وشهية المستثمر، والالتزام العام بالتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة، اتّساقًا مع الأهداف المناخية المنصوص عليها في اتفاقية باريس للمناخ 2015.

تأثير الحرب الأوكرانية

في الوقت الذي تؤثّر فيه الحرب الروسية الأوكرانية مباشرة بسوق الألواح الشمسية العائمة عبر إشعال الاضطرابات في سلسلة الإمدادات، وعدم اليقين المالي، فإن آثارها غير المباشرة تبقى على القدر نفسه من الأهمية.

فالتغيرات في ديناميكيات سوق الطاقة، والسياسات التنظيمية، والتأكيد المتجدد على قضية أمن الطاقة، كلّها عوامل تشكّل المسار الذي تمضي فيه السوق العالمية.

وبناءً عليه، فإن التكيف مع تلك التحولات سيتطلب من جميع الأطراف في صناعة الألواح الشمسية العائمة أن يتّسموا بالإبداع، والتجاوب مع الظروف الجيوسياسية والاقتصادية المتغيرة من حين لآخر.

تنمية إقليمية

تبرز منطقة (آسيا المحيط الهادئ) قوة رائدة في سوق الألواح الشمسية العائمة.

وتُبدي دول مثل الصين، واليابان، وكوريا الجنوبية، والهند التزامًا قويًا بتوسيع قدراتها في قطاع الطاقة المتجددة.

ففي البلدان التي لديها كثافة سكانية مرتفعة مثل الهند والصين -ثاني وثالب أكبر بلدين في العالم تعدادًا للسكان على الترتيب- والتي تُمثّل فيهما وفرة الأراضي تحديًا، تتيح الألواح الشمسية العائمة حلًا "خارج الصندوق".

وبينما تحظى تلك السوق بقدر متنامٍ من الاهتمام في آسيا، وأوروبا، ما تزال أميركا الشمالية تستكشف إمكاناتها.

وبالمثل، تتيح المساحات الواسعة من البحيرات والخزانات عبر الولايات المتحدة الأميركية وكندا فرصًا ذهبية لنشر تقنية الألواح الشمسية العائمة.

6 غيغاواط سنويًا

من المتوقع أن تتجاوز سعة الطاقة الشمسية العائمة العالمية 6 غيغاواط سنويًا بحلول عام 2031، وفق تقرير صادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي في 24 مايو/أيار (2023).

ولامست السعة المركبة من الطاقة الشمسية العائمة عالميًا 4 غيغاواط تقريبًا خلال العام الماضي (2022)، وفق التقرير.

وتوقّعت "وود ماكنزي" زيادة في معدل النمو السنوي المركب لسعة الطاقة الشمسية العائمة عالميًا بنسبة 15% حتى نهاية عام 2031.

ومن المرجح أن تتجاوز 15 دولة حاجز 500 ميغاواط من تركيبات الطاقة الشمسية العائمة التراكمية بحلول عام 2031، وفق معلومات تثبّتت منها منصة الطاقة المتخصصة.

يُذكر أن دول إندونيسيا والهند والصين استحوذت على ما يقرب 70% من إجمالي الطلب على الطاقة الشمسية العائمة خلال العام الماضي (2022).

وقال المحلل في وود ماكنزي، تينغ يو، إنه رغم الزيادة في تكاليف تطوير محطات الطاقة الشمسية العائمة بنسبة تتراوح بين 20% و50%، قياسًا بالمشروعات المماثلة على اليابسة، فإن ارتفاع القدرة التنافسية لدى المطورين تُسهم في خفض التكاليف.

سيدة تقف على محطة شمسية عائمة
سيدة تقف على محطة شمسية عائمة - الصورة منdualports.eu

إضاءة 6 آلاف مدينة

خلصت نتائج دراسة بحثية حديثة إلى أن ما يزيد على 6 آلاف مدينة منتشرة في 124 دولة حول العالم تستطيع توليد جميع احتياجاتها من الكهرباء باستعمال الألواح الشمسية العائمة؛ ما يجعلها خيارًا مثاليًا لتحقيق أهداف الحياد الكربوني، وفق ما ذكرته صحيفة "نيتشر ساستنبيليتي" Nature Sustainability.

وخلال تلك العملية، تستطيع تلك المدن توفير كميات هائلة من المياه سنويًا، ما يكفي لملء 40 مليون بركة سباحة بحجم تلك المستعملة في دورات الألعاب الأولمبية، حسب الدراسة.

مزايا هائلة

تجذب أنظمة الألواح الشمسية العائمة اهتمامًا عالميًا متزايدًا، ليس لقدرتها على توليد الكهرباء النظيفة، وانعدام حاجتها إلى مساحات من الأراضي فحسب، بل لدورها الحاسم -كذلك- في المحافظة على مستويات المياه عبر منع التبخر.

كما يتّسم مفهوم الألواح الشمسية العائمة بالبساطة؛ إذ يتلخص في تثبيتها على طوافات، حتى تتمكن من الطفو فوق سطح المياه بدلًا من أن تشغل مساحات من الأراضي يمكن أن تُستعمل -بدلًا من ذلك- لأغراض أخرى مثل الزراعة أو البناء.

وهناك ميزة أخرى تتعلق بتقنية الألواح الشمسية، وتتمثل في كونها مُغلقة بإحكام؛ ما يقلل درجة التبخر إلى الصفر -تقريبًا-، ومن ثم يُعدّ ميزة بالنسبة للمناطق التي تعاني موجات الجفاف.

وعلاوة على ذلك، تستفيد تلك الألواح من رطوبة المياه التي تتيح لتلك الوحدات توليد مزيد من الكهرباء تفوق نظيرتها المولدة من الألواح الشمسية المثبتة على اليابسة؛ إذ تفقد الأخيرة الكفاءة عند ارتفاع سخونتها بمستويات مُفرطة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق