نفطتقارير النفطسلايدر الرئيسية

النفط الروسي يحوّل باكستان من مستوردة لزيت الوقود إلى مصدّرة

باركو تطرح مناقصة جديدة لبيع زيت الوقود

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • قطاع الطاقة الباكستاني يتحوّل من الواردات إلى الصادرات
  • شحنات النفط الروسي تدعم قطاع الطاقة الباكستاني
  • شركة "مصفاة "باك-عرب" تطرح مناقصة جديدة لبيع زيت الوقود
  • تستورد باكستان عادة زيت الوقود من الشرق الأوسط
  • لامست واردات باكستان النفطية 154 مليار برميل في عام 2022

أحدثت صادرات النفط الروسية تحولاً جذريًا في قطاع الطاقة الباكستاني، الذي بدأ يتحول إلى تصدير زيت الوقود خلال الأشهر الأخيرة، بعد أن كان يعاني لسنوات في تدبير فاتورة الواردات في ظل أزمة اقتصادية طاحنة تبدو عصية على الحل في الوقت الراهن على الأقل.

وتسلّم البلد الواقع جنوب شرق آسيا شحنتين من خام الأورال -حتى الآن- بموجب اتفاقية وقعتها حكومتا إسلام آباد وموسكو في الأشهر الأخيرة، تقضي بحصول الأولى على 100 ألف طن من الخام الروسي.

وفي ضوء هذا السيناريو، طرحت شركة "مصفاة باك-عرب" المحدودة (باركو)، أحدث مناقصاتها في شهر يوليو/تموز (2023) لبيع زيت الوقود، ما يسلط الضوء على التحول الجاري في ديناميكيات السوق، مع اتجاه إسلام آباد تحو تصدير زيت الوقود بدلًا من استيراده هذا الصيف، حسبما أورد موقع "دون" DAWN.

وباركو هو مشروع مشترك (بنسبة 40:60) بين الحكومة الباكستانية وإمارة أبوظبي، ممثلة بشركة مبادلة للاستثمار.

تحول جذري

طرحت مصفاة "باك-عرب" المحدودة 50 ألف طن من زيت الوقود عالي الكبريت، الذي يحتوي على ما نسبته 3.5% من الكبريت حدًا أقصى، إذ يجري شحنه في ميناء كراتشي خلال المدة بين 15-17 يوليو/تموز (2023)، وفق ما نُشر على موقع الشركة الإلكتروني، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأُغلقت المناقصة في 5 يوليو/تموز (2023).

وسبق أن أُغلقت آخر مناقصة طرحتها باركو لبيع زيت الوقود عالي الكبريت في مايو/أيار (2023).

التصميم أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يوضح الدول التي تشتري النفط الروسي بعد عقوبات الاتحاد الأوروبي من يناير إلى 20 يونيو/حزيران 2023:

أبزر الدول التي تستورد النفط الروسي منذ فرض عقوبات الاتحاد الأوروبي

حرق الفحم

هبطت واردات زيت الوقود الباكستانية في الربع الثاني من العام الجاري (2023)، في حين لجأت الشركات إلى حرق كميات أكبر من الفحم لتوليد الكهرباء نتيجة انخفاض كُلفته، إلى جانب توافره.

ولامست واردات زيت الوقود الباكستانية أعلى مستوياتها في 4 سنوات خلال الربع الثاني من العام الماضي (2022).

في المقابل، شهدت صادرات زيت الوقود الباكستانية ارتفاعًا منذ بداية العام الجاري (2023) وحتى الآن، مقارنة بمثيلتها في عام 2022، مُسجلة 340 ألف طن في الربع الثاني (من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران 2023).

ولم تُصدّر باكستان أي وقود خلال المدة ذاتها من عام 2022، وفق ما أظهرته أحدث الأرقام الصادرة عن شركة تحليلات البيانات كبلر.

توقعات بزيادة الصادرات

عادة ما تستورد باكستان زيت الوقود من الشرق الأوسط.

وخلال العام الجاري (2023)، توجهت صادرات زيت الوقود الباكستانية إلى سنغافورة ودولة الإمارات العربية المتحدة.

ومن الممكن أن يستمر هذا المسار الصعودي لصادرات زيت الوقود الباكستانية خلال الأشهر المقبلة، مع تراجع الطلب الذي يصل إلى ذروته خلال موسم الصيف، في حين تسعى المصافي إلى بيع كل مخزوناتها، وفق مصادر تجارية مطلعة.

تحول المشهد

شهد قطاع الطاقة في باكستان تحولاً إيجابيًا في أعقاب تدفق شحنات النفط الروسي الخام على إسلام آباد، ما أتاح للأخيرة التحول من الواردات إلى الصادرات، وهو ما يمنح متنفسًا للاقتصاد الباكستاني للتعافي من أزمة اقتصادية عميقة.

ووصلت ثاني شحنة من النفط الروسي إلى ميناء كراتشي، في 27 يونيو/حزيران (2023)، في إطار الاتفاق الموقّع مؤخرًا بين موسكو وإسلام آباد في هذا الخصوص.

ووصلت الشحنة، البالغة سعتها 55 ألف طن (400 ألف برميل) من خام الأورال، بعد تأخُّر دام قرابة أسبوع، بسبب عدم وجود مساحات كافية في صهاريج تخزين مصفاة باكستان المحدودة.

كانت أول شحنة من النفط الروسي قد وصلت إلى باكستان في 12 يونيو/حزيران (2023)، في إطار اعتماد الأخيرة على إمدادات الخام الآتية من موسكو، لخفض فاتورة الطاقة في ظل معاناة البلاد من مُعضلتها الاقتصادية.

وفي السياق ذاته، أعلن وزير النفط الباكستاني مصدق مالك أن بلاده سددت قيمة أول وارداتها من الخام الروسي بالعملة الصينية.

يُشار إلى أن باكستان تعوّل على الواردات الخارجية في سد 70% من احتياجاتها النفطية، وبصورة رئيسة من السعودية والإمارات، إذ تجمعها بالبلدين العربيين علاقات قوية على المستويين السياسي والاقتصادي، فضلًا عن القرب الجغرافي نسبيًا، والنقل عبر مضيق هرمز.

وخلال العام الماضي (2022)، لامست واردات باكستان النفطية 154 مليار برميل، بحسب بيانات كبلر.

ملء خزان بزيت الوقود
ملء خزان بزيت الوقود - الصورة من بيزنس ريكوردر

خلط النفط

تعمل مصفاة باكستان المحدودة -حاليًا- على تكرير النفط الروسي لإنتاج المشتقات النفطية التي تشتد الحاجة إليها في البلد النووي، إذ يجري خلط الخام الروسي مع الخام العربي الذي استقبلته إسلام آباد مؤخرًا، وفق ما صرّح به عاملون في صناعة النفط الباكستانية.

وفي هذا الصدد، قال وزير النفط الباكستاني، مصدق مالك، في تصريحات سابقة: "أجرينا تكرارًا لخلطات مختلفة من المنتجات، ولن يؤدي تكرير الخام الروسي بأيّ سيناريو إلى خسارة"، مضيفًا: "كلنا ثقة بأنها ستكون مجدية تجاريًا".

وتصارع حكومة رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أزمة اقتصادية غير مسبوقة، في أعقاب موجة فيضانات اجتاحت البلاد عام 2022، وأسفرت عن مقتل ما يزيد على 1700 شخصًا، وتسببت في خسائر قيمتها 30 مليار دولار.

أزمة اقتصادية عميقة

في 30 يونيو/حزيران (2023)، ذكر صندوق النقد الدولي أن باكستان قد تحصل على تخفيف مؤقت لديونها الخارجية الضخمة عبر اتفاق جديد بقيمة 3 مليارات دولار.

ويعاني ميزان المدفوعات الباكستاني أزمة مستفحلة في وقت تعجز فيه إسلام آباد سداد الديون الخارجية الضخمة المترتبة عليها، وسط إحجام المستثمرين عن الاقتراب من إسلام آباد في أعقاب شهور من الفوضى السياسية.

وسجل التضخم ارتفاعات صاروخية، وهوت الروبية الباكستانية إلى مستوى قياسي أمام الدولار الأميركي، في حين تسعى الحكومة لتدبير فاتورة الواردات، ما قاد في النهاية إلى هبوط حاد في الإنتاج الصناعي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق