تقارير الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نووية

الطاقة النووية أمل باكستان في التحول الأخضر.. الصين داعم رئيس

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تواصل الجهود بباكستان في مسار تحول الطاقة
  • باكستان تعزز الطاقة النووية ضمن جهود تحول الطاقة
  • تدعم الصين إنشاء محطة تشاشما 5 النووية في باكستان
  • إكمال مشروع حقل لاكي مروت للنفط والغاز في عام واحد

تبرز الطاقة النووية في باكستان بصفتها حجر زاوية في مساعي إسلام آباد نحو التحول الأخضر، بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري، التي تضع الدولة الواقعة جنوب آسيا أمام أزمة طاقة عميقة عصية على الحل.

وتنشط باكستان في قطاع الطاقة النووية التي تعوّل عليها كثيرًا في توليد الكهرباء، كما أنها تمتلك وفرة في مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح.

وفي ضوء هذا السيناريو، وقعت باكستان والصين اتفاقية قيمتها 4.8 مليار دولار أميركي اليوم الثلاثاء 20 يونيو/حزيران (2023)، لبناء محطة نووية سعة 1200 ميغاواط، حسبما أعلن رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، ونقلته وكالة رويترز.

وسلط شريف الضوء على أهمية الاستثمارات التي تضخها الصين في بلاده، معتبرًا بكين أكثر الحلفاء الدوليين الذين تعول عليهم إسلام آباد، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

مراسم التوقيع على اتفاقية المحطة النووية بين باكستان والصين
مراسم التوقيع على اتفاقية المحطة النووية بين باكستان والصين - الصورة من حساب Khurram Abbas Bhatti على تويتر

الطاقة النووية في باكستان

قال شريف، إن العمل على مشروع محطة تشاشما 5 النووية سيبدأ في الحال، في تصريحات أدلى بها لقناة بي تي في المتلفزة الباكستانية المملوكة للدولة في أعقاب التوقيع على مذكرة تفاهم بين الشركة الوطنية الصينية للطاقة النووية ومفوضية الطاقة الذرية الباكستانية "بي إيه إي سي".

وأوضح شريف: "الاستثمارات الصينية في ذلك المشروع البالغة قيمتها 4.8 مليار دولار، تبعث رسالة قوية وواضحة مفادها بأن باكستان تتمتع بثقة الشركات والمستثمرين الصينيين".

وستُبنى محطة تشاشما 5 وسط إقليم البنجاب، في إطار دعم الصين إسلام آباد في مسار التحول بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري.

وارتفع إجمالي سعة الطاقة النووية في باكستان إلى 1400 ميغاواط، عندما دشنت البلاد محطتها النووية الـ6 قبل عامين.

مراسم توقيع اتفاقية محطة الطاقة النووية بين باكستان والهند
مراسم توقيع اتفاقية محطة الطاقة النووية بين باكستان والهند - الصورة من حساب Khurram Abbas Bhatti على تويتر

ومن المقرر أن تُبنى محطة تشاشما 5 في مدينة كراتشي جنوب باكستان بمساعدة صينية.

ووجه شريف الشكر إلى الشركاء الصينيين على تقديم خصومات تصل إلى 100 مليون دولار في مشروع محطة تشاشما 5 النووية.

وما تزال حكومة شهباز شريف تكافح دون جدوى، من أجل درء أزمة عميقة في ميزان المدفوعات.

ولا يتضح إذا ما كانت تلك الاستثمارات الجديدة جزءًا من المبلغ الإجمالي (65 مليار دولار أميركي) الذي تعهدت الصين بتخصيصه لتأسيس بنية تحتية في باكستان، بموجب مبادرة الحزم والطريق.

وقد جرى التخطيط لبناء مشروع الطاقة النووية في باكستان في الأصل قبل عامين، وشكر شريف الجانب الصيني على عدم إعادة جدولة التكاليف المُستحقة على بلاده رغم التأخير الطويل.

وبدلًا من ذلك صرفت الصين 30 مليار روبية باكستانية (نحو 105 ملايين دولار أميركي) لبدء مشروع الطاقة النووية في باكستان.

(الروبية الباكستانية = 0.0035 دولارًا أميركيًا)

محطة طاقة نووية في باكستان
محطة طاقة نووية في باكستان - الصورة من southasianvoices

محاولة شراء غاز مسال فاشلة

تتسارع وتيرة التحول إلى الطاقة النووية في باكستان، لا سيما بعدما أخفقت للمرة الأولى في عام تقريبًا في شراء الغاز المسال من السوق الفورية، مع عدم وجود موردين لشحنات الوقود المُستعمل في توليد الكهرباء، حسبما نشرت شبكة "بلومبرغ".

ولم تستجب أي شركة للمناقصة التي طرحتها شركة باكستان للغاز الطبيعي المسال لشراء 6 شحنات تسليم الربع الأخير (من أكتوبر/تشرين الأول إلى ديسمبر/كانون الأول) من عام 2023، التي انتهت مهلتها اليوم الثلاثاء 20 يونيو/حزيران (2023)، حسبما ذكر تجار على علم بمجريات الأمور، ممن لا يرغبون في الكشف عن هوياتهم لعدم السماح لهم بالتحدث لوسائل الإعلام.

ولم تقبل العديد من البنوك الخارجية خطابات الائتمان من نظرائها في باكستان لشراء شحنات الغاز المسال، ما يجعل الموردين يحجمون عن تقديم أي شحنات، بحسب ما نشرته بلومبرغ الأسبوع الماضي.

ويشير خطاب الائتمان إلى تعهد من قبل البنوك بسداد الأموال حال تعثر المشترين في سدادها لأي سبب.

معضلات اقتصادية

تكافح باكستان من التدهور الحاد في عملتها المحلية، إلى جانب الاضطرابات السياسية الطويلة والتخلف عن سداد ديونها السيادية.

ومؤخرًا انتقد صندوق النقد الدولي الموازنة الحكومية، واصفًا إياها بأنها غير كافية لتحقيق أهداف برنامج الإنقاذ المُحدد منه لإسلام آباد، في علامة على أن المهلة المقررة هذا الشهر لحصول الأخيرة على مساعدات الصندوق لن تفي بها حكومة شريف.

وستُفاقم عدم قدرة إسلام آباد على شراء الغاز أزمة شُح الطاقة في البلد النووي، ما يُزيد معه عدد مرات انقطاع الكهرباء، ووقف تدفق إمدادات الوقود إلى المستهلكين الصناعيين، ما يسلط الضوء على ضرورة التحول صوب الطاقة النووية في باكستان.

وتشهد باكستان أزمة طاقة عاصفة جراء الغزو الروسي لأوكرانيا الذي اندلعت شرارته الأولى في 24 فبراير/شباط (2022)، نتيجة اعتماد إسلام آباد الكبير جدًا على الواردات.

يُشار إلى أن مناقصات مشابهة عديدة كانت قد أطلقتها الحكومة الباكستانية في العام الماضي (2023)، قد فشلت في جلب أي عطاءات من قبل الموردين.

حقل لاكي مروت

أنجزت الحكومة الباكستانية مشروع حقل لاكي مروت للنفط والغاز في عام واحد، حسبما أوردت صحيفة "ذا إكسبريس تربيون" الباكستانية.

وشرعت شركة تنمية النفط والغاز المحدودة (أو جي دي سي إل) -أكبر مستكشف للنفط والغاز في باكستان- في إنتاج النفط والغاز من حقل غاز والي الواقع في منطقة لاكي مروت بإقليم خيبر بختونخوا.

ووصفت الحكومة الباكستانية رواسب النفط والغاز، بأنها تطور تاريخي في البلاد.

وتصل سعة حقل غاز والي إلى ألف برميل من النفط المكافئ يوميًا، وله القدرة على إضافة نحو 1.3 مليون قدم مكعبة إلى الشبكة الوطنية.

وسيجري إتاحة إمدادات الغاز المُستخرجة من الحقل إلى نظام النقل التابع لشركة سوي نورثرن غاز بايبلاين.

وبحلول نهاية السنة المالية 2023-2024، من المتوقع أن تتجاوز الوفورات المتحققة في حالة الوصول إلى السعة الإنتاجية القصوى، 176 مليون دولار.

يُشار إلى أن عملية حفر بئرين إضافيتين متصلتين بالمشروع ستبدأ خلال الشهرين المقبلين.

حقل لاكي مروت للنفط والغاز
حقل لاكي مروت للنفط والغاز - الصورة من economy.pk

باكستان.. أزمة طاقة مُستفحلة

حذّرت لجنة الطاقة التابعة للمعهد الباكستاني لاقتصادات التنمية من أن البلاد تشهد أزمة طاقة عميقة قد تستمر تداعياتها لسنوات عدة، موضحة أن إجمالي الخسائر التي تكبّدتها إسلام آباد في هذا الخصوص لامس أكثر من 5 تريليونات روبية باكستانية، بحسب ما أوردته صحيفة "ذا نيشن" الباكستانية.

ويمر قطاع الطاقة الباكستاني بفترة عصيبة، في ظل ارتفاع حجم الديون المستحقة عليه إلى ما قيمته 2.44 تريليون روبية باكستانية (22 مليارًا و70 مليون دولار أميركي).

وقدّر بنك التنمية الآسيوي المساعدات التي يحتاج إليها قطاع الطاقة الباكستاني بما يتراوح بين 62 مليارًا إلى 155 مليار دولار أميركي حتى نهاية العقد الحالي (2030)، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويعوّل قطاع الطاقة في باكستان بصورة كبيرة على واردات الوقود الأحفوري، جنبًا إلى جنب مع استعمال الكتلة الحيوية، نظرًا إلى تنامي الطلب المحلي تزامنًا مع صعوبة تغطية الاحتياجات المتزايدة باطراد.

ومع ذلك يتوافر في باكستان الكثير من مصادر الطاقة المتجددة، من بينها الطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، بالإضافة إلى الطاقة النووية المستعملة في توليد الكهرباء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق