تقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

صادرات المشتقات النفطية الروسية إلى أفريقيا تقفز 14 ضعفًا.. المغرب ومصر أبرز الوجهات

منذ الحرب الأوكرانية

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • ارتفاع صاروخي في صادرات المشتقات النفطية الروسية إلى أفريقيا
  • أفريقيا تخفّف من آثار العقوبات الغربية المفروضة على قطاع الطاقة الروسي
  • ارتفعت صادرات المشتقات النفطية الروسية إلى أفريقيا لنحو 420 ألف برميل يوميًا
  • استوردت تونس منتجات نفط روسية بلغت 2.700 برميل يوميًا في الربع الأول من عام 2022

يبرهن الصعود الحاد في صادرات المشتقات النفطية الروسية إلى أفريقيا على أهمية الدور الذي تؤدّيه أسواق القارة السمراء في التخفيف من آثار العقوبات الغربية المفروضة على إمدادات موسكو من الطاقة.

وحاولت القوى الغربية -بكل ما أُوتيت من قوة- خنق قطاع الطاقة الروسي ومنع تدفق إمداداته إلى الخارج، عبر النيل منه بمجموعة من العقوبات، في مسعى لوقف تمويل آلة الحرب في أوكرانيا.

وفي ضوء هذا السيناريو، سجّلت صادرات المشتقات النفطية الروسية الخاضعة لعقوبات غربية، إلى أفريقيا صعودًا حادًا منذ غزو موسكو لأوكرانيا، بواقع 14 ضعفًا في أكثر قليلًا من عام، في أعقاب الزيارات الدبلوماسية المكوكية من قبل المسؤولين الروس للقارة السمراء، بحسب ما أوردته منصة إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights.

وبحلول مارس/آذار (2023)، ارتفعت صادرات المشتقات النفطية الروسية إلى أفريقيا لنحو 420 ألف برميل يوميًا، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقفزت تلك الصادرات إلى دول أمثال نيجيريا وتونس وليبيا في فبراير/شباط (2023) عندما فرض الاتحاد الأوروبي حظرًا على منتجات النفط الروسية، ما يُسلّط الضوء على أهمية العوامل الجيوسياسية في سوق النفط العالمية.

إعادة توجيه الصادرات

جاء حظر المشتقات النفطية الروسية في أعقاب قرارات مستقلة من قبل الدول الغربية لوقف واردات النفط الروسية.

وأجبرت تلك العقوبات موسكو على إعادة توجيه صادرات النفط الضخمة إلى أسواق بديلة، من بينها أفريقيا.

وصارت الهند والصين وتركيا -أيضًا- أسواق صادرات مهمة للمنتجات النفطية الروسية.

يقول خبراء، إن التدافع على أفريقيا قد اكتسب زخمًا منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/شباط (2022)، مع تنافس روسيا والصين والولايات المتحدة الأميركية وتركيا ودول الخليج والقوة الاستعمارية السابقة المتمثلة في بريطانيا وفرنسا، لبسط سيطرتها على القارة الأسرع نموًا في العالم.

وقال المحلل الإستراتيجي الروسي المستقل تيمور كولاكميتوف، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زار 7 بلدان أفريقية خلال شهر واحد في العام الماضي (2022)، في إطار جهود موسكو لتعزيز العلاقات الثنائية مع بلدان رئيسة، وفتح أسواق جديدة لصادرات المشتقات النفطية الروسية، خلال تصريحاته لمنصة إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس.

الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يبيّن الدول التي تشتري النفط الروسي بعد عقوبات الاتحاد الأوروبي من يناير/كانون الثاني إلى 20 يونيو/حزيران 2023:

أبزر الدول التي تستورد النفط الروسي منذ فرض عقوبات الاتحاد الأوروبي

فاغنر وسوق النفط

وفّر المرتزقة الروس في مجموعة فاغنر المسلحة عنصر الأمن للحكام الأفارقة، مقابل الحصول على عقود تعدين مُربحة، في حين تتطلع شركات الطاقة الروسية لاقتناص استثمارات ضخمة في أفريقيا.

وخلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في مارس/آذار (2023)، رفضت 22 دولة أفريقية توجيه إدانة للغزو الذي شنّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا.

وربما يكمن أوضح دليل على العلاقات القوية بين موسكو وأفريقيا في صادرات المشتقات النفطية الروسية منذ دخول الحظر -الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على واردات معظم المنتجات النفطية الروسية- حيز التنفيذ في الخامس من فبراير/شباط (2023).

كما دخل سقف أسعار المنتجات النفطية الروسية الذي فرضته مجموعة الدول الـ7 والاتحاد الأوروبي وأستراليا والبالغة قيمته 100 دولارًا للبرميل، حيز التنفيذ في الوقت نفسه.

وشمل هذا السقف السعري المنتجات الجيدة من النفط الخام (مثل الديزل والكيروسين).

كفاح روسي

قال المحلل الإستراتيجي الروسي المستقل تيمور كولاكميتوف، إن هذا جعل موسكو "تكافح من أجل البقاء في سوق المواد الخام، عبر البحث عن أسواق جديدة لصادرات السلع".

وعلاوة على ذلك، دخل سقف أسعار أقل بواقع 45 دولارًا للبرميل على المنتجات النفطية الروسية الأقل جودة (مثل النافثا)، حيز التنفيذ في التاريخ نفسه.

ورغم هبوطها الطفيف عقب اندلاع الحرب الأوكرانية، عاودت تدفقات صادرات المشتقات النفطية الروسية الصعود، لتسجل أعلى مستوياتها في 7 أعوام عند 1.9 مليون برميل يوميًا في مارس/آذار (2023).

وبينما تدفقت صادرات المشتقات النفطية الروسية إلى بلدان أوروبية، مثل فرنسا وبلجيكا، صعدت الصادرات ذاتها إلى الدول الأفريقية، لا سيما في البلد الواقعة شمال القارة السمراء، خصوصًا بعد سريان الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على واردات المنتجات النفطية الروسية.

التصميم أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يوضح الدول التي تشتري المشتقات النفطية الروسية بعد عقوبات الاتحاد الأوروبي من يناير/كانون الثاني إلى 20 يونيو/حزيران 2023:

صادرات المشتقات النفطية الروسية
الأسواق تستعيد توازنها

قال كبير محللي أسواق النفط في منصة إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس، ريبيكا فولي، إن روسيا "مزود رئيس للمنتجات النفطية إلى السوق الأوروبية قبل فرض العقوبات على موسكو، لا سيما الديزل والنافثا".

وأوضح فولي: "لكن الأسواق استعادت توازنها. وفي ضوء العقوبات، توجّه المزيد من صادرات الديزل الروسية إلى أفريقيا وتركيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية".

وفي الربع الأول من عام 2022 استوردت تونس منتجات نفطية روسية بلغت 2.700 برميل يوميًا، لكن هذا الرقم ارتفع إلى 66 ألفًا و300 برميل يوميًا في الربع الأول من عام 2023، وفق تقديرات منصة إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس، رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي غضون ذلك، ارتفعت واردات نيجيريا، أكبر منتج للنفط وأكثر دولة تعدادًا للسكان في أفريقيا، بواقع 5 مرات على أساس سنوي إلى 57 ألفًا و400 برميل يوميًا في الربع الأول من العام الجاري (2023).

شمال أفريقيا يدعم روسيا

شهد المغرب وليبيا ومصر زيادات كبيرة في واردات النفط الروسية.

وفي هذا الخصوص قال المحلل الإستراتيجي الروسي المستقل تيمور كولاكميتوف: "النشاط الدبلوماسي الذي بدا عليه لافروف يعكس الجهود التي تبذلها موسكو من أجل العثور على أسواق بديلة لصادراتها من السلع".

وتابع: "ولذا تؤدّي الدول الواقعة شمال أفريقيا دورًا مهمًا في جهود روسيا، لتخفيف آثار العقوبات الغربية المفروضة على النفط الخام والمشتقات النفطية لديها".

ووجدت عملية إعادة توجيه صادرات المشتقات النفطية الروسية دعمًا من جانب واردات أفريقيا من البنزين الهولندي، بعدما فرضت السلطات التنظيمية في البلد الأوروبي قواعد جديدة على محتويات الكبريت والبنزين والمنغنيز بالنسبة إلى صادرات الوقود.

ناقلة نفط
ناقلة نفط - الصورة من ديلي صباح

في المقابل شهدت بعض الدول الأفريقية، مثل المغرب، زيادة في صادراتها من المشتقات النفطية؛ ما يغذّي الاتهامات المنسوبة إلى البلد العربي بإعادة تصدير المنتجات النفطية الروسية إلى أوروبا.

وفي هذا السياق أوضح كولاكميتوف: "الدول الأفريقية التي تستورد الوقود الأحفوري الروسي تمزجه بمنتجات نفطية أخرى، وتعيد تصديره إلى دول أخرى، لا سيما أوروبا".

يُشار إلى أنه وقبل الحرب الروسية الأوكرانية، لم يكن المغرب يصدّر البنزين وزيت الغاز أو النافثا، لكن في العام الجاري (2023) صدّرت الرباط كميات كبيرة إلى أوروبا.

ويُعد المغرب الدولة الأفريقية الوحيدة التي زودت أوكرانيا بالسلاح. وفي يونيو/حزيران (2023)، صدّر البلد العربي 61 ألفًا و400 برميل يوميًا إلى إسبانيا، وفق إحصاءات إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق