تقارير النفطرئيسيةنفط

المشتقات النفطية الروسية تغير طريقها.. وهذه أبرز الدول المستوردة (تقرير)

دينا قدري

تشهد صادرات المشتقات النفطية الروسية تغييرًا في مسارها، متأثرة بالعقوبات الغربية المفروضة على موسكو في أعقاب غزوها لأوكرانيا.

فقد انجذبت الشركات الهندية إلى شراء النافثا الروسية بوصفها مواد أولية منخفضة التكلفة لمصافيها ومصانع البتروكيماويات، بعد الحدود القصوى للأسعار التي فرضتها الدول الغربية، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.

بينما تحوّلت إمدادات الديزل الروسي إلى أفريقيا وآسيا، بعد أن تسبّب الحظر بإغلاق الأسواق الأوروبية أمام الوقود الروسي المنشأ.

كانت دول الاتحاد الأوروبي ومجموعة الـ7 وأستراليا قد اتفقت على سقف أسعار المشتقات النفطية الروسية الجديد، والذي دخل حيز التنفيذ بدءًا من 5 فبراير/شباط 2023.

واستهدف السقف السعري تحديد سعر المنتجات الأعلى جودة، مثل وقود الديزل والبنزين، عند 100 دولار للبرميل، في حين تحددت قيمة المنتجات الأقلّ جودة عند 45 دولارًا للبرميل.

اهتمام بالمشتقات النفطية الروسية

جاء اهتمام الهند بتكثيف واردات المشتقات النفطية الروسية، بعد أن أصبحت نيودلهي -ثالث أكبر مستورد للخام في العالم، وأكبر عميل نفط لموسكو بعد الصين- إذ تجنَّب الغرب الإمدادات الروسية.

وأسهم الخام الروسي الرخيص في خفض التكاليف بمصافي التكرير الهندية، وعزز هوامش الربح.

فقد حددت مجموعة الدول الـ7 والاتحاد الأوروبي وأستراليا أسعار المشتقات النفطية الروسية، مثل النافثا وزيت الوقود، عند 45 دولارًا للبرميل، من أجل حرمان موسكو من مصادر تمويل حربها ضد أوكرانيا.

وبالمقارنة، تداولت النافثا السنغافورية عند 80.03 دولارات للبرميل، يوم الثلاثاء 14 فبراير/شباط (2023)، على أساس التسليم على ظهر السفينة.

وتحظر حدود الأسعار القصوى لمجموعة الـ7 شركات التأمين والشحن الغربية والشركات الأخرى من التمويل أو التأمين أو المتاجرة أو السمسرة أو حمل شحنات النفط الروسي والمنتجات النفطية الروسية، إلّا في حالة الشراء بسعر الحدود القصوى المحددة أو أقلّ منها.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- واردات الدول الأوروبية من النفط الخام والمشتقات النفطية الروسية:

النفط الروسي - واردات أوروبا

صادرات النافثا الروسية إلى الهند

أظهرت بيانات تتبّع السفن من رفينيتيف أن شركة ريلاينس إندستريز الهندية -المالكة لأكبر مجمع تكرير في العالم- عززت وارداتها من واردات النافثا الروسية في فبراير/شباط (2023) إلى نحو 222 ألف طن.

وقد بدأت ريلاينس باستيراد النافثا الروسية في سبتمبر/أيلول (2022)، وبنهاية يناير/كانون الثاني (2023) شحنت نحو 217 ألف طن، وفق بيانات رفينيتيف.

وستدرس ريلاينس -أكبر مشترٍ للنافثا وزيت الوقود الروسي في الهند- مواصلة زيادة الواردات.

وأظهرت بيانات رفينيتيف أيكون أن واردات الشركة من زيت الوقود الروسي تُقدَّر بنحو 4.8 مليون طن بين أبريل/نيسان (2022) وفبراير/شباط (2023)، أول 11 شهرًا من هذه السنة المالية، وهو -تقريبًا- 3 أضعاف الواردات في 2021-2022، البالغة 1.6 مليون طن.

كما تبحث شركتا التكرير المملوكتان للدولة بهارات بتروليوم وإنديان أويل، اللتان تمتلكان منشآت بتروكيماوية، عن فرص لشراء النافثا الروسية.

وقال مسؤول في إحدى مصافي التكرير الحكومية: "حتى الآن لا يوجد عرض لدينا للحصول على نفط روسي، إنها البداية فقط.. بالتأكيد سنشتري النافثا الروسية إذا حصلنا عليها بسعر أرخص".

كما ستدرس شركة هالديا للبتروكيماويات شراء النافثا الروسية، إذا كانت الجودة والتكلفة مناسبة لمصانعها.

الهند غير مهتمة بالديزل الروسي

في المقابل، من غير المرجح أن تشتري المصافي الهندية الديزل الروسي، لأن تكاليف الاستيراد مرتفعة بعد إضافة 10-15 دولارًا للبرميل في تكاليف الشحن والتأمين إلى سقف الـ100 دولار للوقود.

هناك -أيضًا- ضريبة غير متوقعة على صادرات الديزل، ما يجعل إعادة التصدير غير مجدية اقتصاديًا.

وقال مسؤول تنفيذي في إحدى المصافي: "بما أنه لا يوجد نقص في الديزل بالهند، فإن أيّ واردات ديزل من روسيا ستعزز صادرات الهند، وستُفرض على الصادرات ضريبة غير متوقعة".

على عكس النافثا التي تستوردها بعض المصافي وصنّاع البتروكيماويات، تتمتع الهند بالاكتفاء الذاتي في إنتاج الديزل، إذ تهدف معظم المصافي عادة لزيادة إنتاج الوقود.

وقال المسؤول التنفيذي في المصفاة: "نظرًا لقربه من كل من روسيا وأوروبا، نعتقد أن الشرق الأوسط هو أفضل منطقة لواردات الديزل الروسية".

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- صادرات النفط الخام والمشتقات النفطية الروسية حسب المنطقة:

النفط الروسي

تحويل صادرات الديزل الروسي

في سياقٍ آخر، حوّلت روسيا إمدادات الديزل إلى أفريقيا وآسيا، وكذلك للشحنات من سفينة إلى سفينة في فبراير/شباط (2023)، وفقًا لتجّار وبيانات رفينيتيف.

لطالما كانت روسيا المورّد الرئيس للديزل لأوروبا، إذ لا تنتج مصافي النفط ما يكفي من الوقود لتلبية الطلب المحلي بأسطولها الكبير من سيارات الديزل.

وأظهرت بيانات رفينيتيف أن الدول الأوروبية تستبدل إمدادات الديزل الروسية، ما زاد وارداتها من الهند والمملكة العربية السعودية والصين والكويت وماليزيا، وحتى توغو، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

ووفقًا لبيانات الشحن من رفينيتيف، يتجه الجزء الأكبر من شحنات الديزل وزيت الغاز منخفض الكبريت من مواني البحر الأسود الروسية توابسي ونوفوروسيسك نحو تركيا، وكذلك إلى عمان وتوغو وتونس.

وتمتعت المواني الروسية المطلة على البحر الأسود بقرب تركيا لتوريد الديزل، بينما كان على المصدّرين من ميناء بريمورسك وفايسوتسك على بحر البلطيق استبدال رحلات أطول بكثير بالوجهات الأوروبية ، ما زاد من تكلفة الشحن.

ومنذ بداية فبراير/شباط (2023)، تُحوّل روسيا أحجام الديزل منخفض الكبريت من المواني في البلطيق إلى المغرب والجزائر وغانا وتونس والبرازيل.

وأظهرت بيانات رفينيتيف أن شحنتين تحملان نحو 130 ألف برميل من الديزل تتجهان من ميناء بريمورسك إلى ميناء جدة في السعودية.

وبحسب بيانات الشحن من رفينيتيف، تتجه بعض الشحنات وفق المرشحين المبهمين للشراء، مثل "جبل طارق عند الطلب" أو "سبتة عند الطلب" أو حتى "عند الطلب"، ويعني ذلك أنها إمّا ليس لها مشترٍ، أو محجوزة لتفريغها إلى سفينة أخرى، وفقًا للتجّار.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق