تقارير النفطرئيسيةنفط

النفط الفنزويلي يشق طريقه إلى الهند بصفقة جديدة

أسماء السعداوي

يشهد تصدير النفط الفنزويلي إلى الهند انتعاشة كبيرة بعد قرار واشنطن تعليق العقوبات في أكتوبر/تشرين الأول (2023) بقرار من الرئيس جو بايدن لمدة 6 أشهر فقط.

وفي هذا الصدد، أعلنت شركة تكرير النفط المملوكة للدولة في الهند "بهارات بتروليوم" (Bharat Petroleum) عزمها شراء النفط الفنزويلي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وخلال إحدى الفعاليات المنعقدة اليوم 13 ديسمبر/كانون الأول (2023)، قال رئيس قطاع المصافي في الشركة، سانجاي خانا: "مصافينا قادرة على معالجة النفط الفنزويلي"، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا إيكونوميك تايمز" المحلية (The economic times).

ويتسم نفط فنزويلا بكونه من الخامات الثقيلة، وله خواص معينة، وتنتج عنه مشتقات بعينها.

وفنزويلا هي صاحبة أكبر احتياطيات نفطية في العالم، كما أنها عضو في منظمة أوبك، وارتفع إنتاجها من الخام بنحو 23 ألف برميل يوميًا، ليصل الإجمالي إلى 780 ألف برميل يوميًا، خلال نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم.

وتُعد نيودلهي ثالث أكبر مشترٍ للنفط الخام عالميًا، وتلبي الواردات أكثر من 85% من احتياجات الهند صاحبة أكبر تعداد سكاني في العالم.

صادرات النفط الفنزويلي إلى الهند

تلك ليست المرة الأولى التي تشتري فيها شركات هندية النفط الفنزويلي، فقد سبقت "بهارات بتروليوم" شركات "ريلاينس إندستاريز" (Reliance Industries) و"إنديان أويل" (Indian oil) و"إتش بي سي إل-ميتال إنرجي" (HPCL-Mittal Energy).

وأكد مدير مصافي "بهارات بتروليوم" سانجاي خانا، أنباء سابقة بشأن اعتزام شركته القيام بالخطوة، قائلًا: "أعطينا إدارتنا للتجارة الدولية الضوء الأخضر لشرائه (النفط الفنزويلي)".

أحد مواقع إنتاج النفط الفنزويلي
أحد مواقع إنتاج النفط الفنزويلي - الصورة من وكالة رويترز

وحول تأثير الشحنات من كاراكاس في حجم واردات النفط الروسي، أكد خانا أن استيراد النفط الفنزويلي لن يشكّل تهديدًا لواردات الشركة من نفط موسكو.

وبرزت الهند بوصفها أحد أكبر مشتري النفط الروسي بسبب الخصومات المغرية التي أعقبت اندلاع الحرب على أوكرانيا في فبراير/شباط من العام الماضي (2022).

لكن واردات الهند من النفط الروسي واصلت تراجعها للشهر الـ3 على التوالي خلال أغسطس/آب (2023)، بسبب تراجع قيمة الحسومات.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، بلغ متوسط سعر النفط الروسي المصدّر إلى الهند 84.20 دولارًا للبرميل، وهو أعلى سعر تدفعه نيودلهي منذ فرض سقف سعر النفط الروسي عند 60 دولارًا في نهاية العام الماضي (2022)، بحسب بيانات أولية للحكومة.

يُقارن ذلك بسعر 81.24 دولارًا للبرميل في سبتمبر/أيلول 2023، وذلك بحسب تقرير نشرته منصة "أويل برايس" (oilprice) الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبسبب التقلبات التي تشهدها أسواق النفط على مدار العامين الماضيين، قررت الهند شراء النفط من أي مكان يعرض النفط بأسعار أرخص.

ولذلك، قال وزير النفط الهندي، هارديب سينغ، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إن بلاده ترغب في شراء النفط الفنزويلي حال تقديم حسومات.

واردات الهند من النفط الفنزويلي منذ 2019

قبل فرض عقوبات أميركية على فنزويلا في عام 2019، كانت الهند تشتري ما يصل إلى 10 ملايين برميل من النفط من فنزويلا شهريًا.

وكانت شركتا "ريلاينس" و"نايارا إنرجي" (Nayara Energy) تشتريان النفط الفنزويلي بصورة متكررة.

وبحسب بيانات شركة تحليل البيانات "كبلر" (Kpler)، كانت آخر مرة استوردت فيها نيودلهي النفط الفنزويلي في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2020، بحسب تقرير نشرته صحيفة "إنديان إكسبريس" المحلية (indian express)، الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

كما كانت فنزويلا خامس أكبر مصدّر لواردات النفط الهندية في 2019، لتصل إلى قرابة 16 مليون طن من الخام، وفق بيانات تجارية رسمية.

ويوضح الرسم البياني التالي -أعدته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج النفط في فنزويلا حتى 2023:

إنتاج النفط في فنزويلا

وبحسب المحلل في شركة "كبلر"، فيكتور كاتونا، فقد اشترت شركة ريلاينس المملوكة لقطب الأعمال الهندي موكيش أمباني، ما متوسطه 5 ناقلات ضخمة جدًا من فنزويلا شهريًا خلال العام المالي 2018- 2019.

وخلال الشهر الجاري، أعلنت شركة "ريلاينس إندستري" ترتيبات لحجز ناقلتين لتحميل شحنات النفط الخام من فنزويلا خلال المدة بين ديسمبر/كانون الأول 2023 وحتى مطلع يناير/كانون الثاني المقبل (2024).

بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك ترتيبات أخرى لاستيراد شحنة أخرى في ديسمبر/كانون الأول الجاري، وتصل سعة السفن الـ3 المذكورة إلى 6 ملايين برميل من النفط.

كما يتوقع المحلل أن تكون ريلاينس المشتري الهندي الرئيس للخام الفنزويلي خلال الأشهر المقبلة.

وبحسب كاتونا، فإن دخول شركة ريلانس للسوق الفنزويلية تطور مهم، لأنه يُضعف قبضة المشترين الصينيين على الإمدادات الفنزويلية، وحتى وقت رفع العقوبات، كانت الصين تشتري معظم صادرات النفط الفنزويلي.

وانخفضت واردات الصين من النفط الفنزويلي بعدما أدى رفع العقوبات إلى احتدام حدة المنافسة، ورفع الأسعار، ما اضطر بعض مصافي التكرير المستقلة إلى البحث عن نفط أرخص ثمنًا.

وكانت أسعار الخامات الفنزويلية أرخص في المتوسط بما يزيد على 7 دولارات للبرميل من النفط الإيراني الخفيف متوسط الحموضة، وأقل بأكثر من 10 دولارات من خام إسبو الروسي الخفيف خلال العام الماضي (2022).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق