رئيسيةتقارير النفطنفط

الصين ترفض النفط الفنزويلي باهظ الثمن.. وهؤلاء أبرز المستفيدين (تقرير)

دينا قدري

شهدت أسعار النفط الفنزويلي ارتفاعًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، بعد أن علّقت الولايات المتحدة عقوباتها على الدولة العضوة في أوبك.

وقد أدى إعفاء واشنطن من العقوبات المفروضة على فنزويلا لمدة 6 أشهر إلى تكثيف المنافسة على النفط الفنزويلي الثقيل، ما أدى إلى رفع الأسعار وخفض الصادرات إلى الصين، التي تُعدّ أكبر المشترين من الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.

وهو ما دفع بعض مصافي التكرير الصينية المستقلة إلى البحث عن نفط أرخص ثمنًا، والذي يأتي من روسيا وإيران، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وهناك توقعات بانتعاش الطلب على النفط الروسي والإيراني في أوائل عام 2024، عندما تصدر بكين حصص الاستيراد السنوية الجديدة.

وقد يساعد ذلك في تعزيز إيرادات النفط لموسكو وطهران، وتقليل تأثير العقوبات التي فرضتها الدول الغربية للحدّ من تمويل البرنامج النووي الإيراني والحرب الأوكرانية.

تقليص التخفيضات على النفط الفنزويلي

تشحن فنزويلا في الغالب الخامات الحامضة الثقيلة إلى الصين، بما في ذلك ميري وبوسكان.

وكانت أسعار هذه الخامات في المتوسط أرخص بأكثر من 7 دولارات للبرميل من النفط الإيراني الخفيف متوسط الحموضة، وأقل بأكثر من 10 دولارات من خام إسبو الروسي الخفيف خلال العام الماضي (2022)، وفقًا للتجّار.

وقال تاجر مقيم في الصين: "اختار الناس النفط الفنزويلي أساسًا بسبب أسعاره المنخفضة.. عدد قليل جدًا من شركات التكرير على استعداد لدفع مثل هذه الأسعار المرتفعة مقابل مثل هذا الخام منخفض الجودة".

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات فنزويلا من النفط حسب الدولة:

صادرات فنزويلا من النفط حسب الدولة

وفي غضون شهرين، تقلصت التخفيضات على النفط الفنزويلي الذي سُلِّمَ إلى الصين، لنحو 11 دولارًا للبرميل، من 20 دولارًا أقلّ من خام برنت، ما أدى إلى تباطؤ الطلب من مصافي التكرير الصينية المستقلة، المعروفة باسم أباريق الشاي.

واستأنفت شركات التكرير الهندية وبيوت التجارة الدولية -مثل فيتول (Vitol) وغونفور (Gunvor) وترافيغورا (Trafigura) - المشتريات مع رفع العقوبات، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

ورُصدت صفقة واحدة فقط حتى الآن لتوريد النفط الفنزويلي إلى الصين في يناير/كانون الثاني، بخصم قدره 11 دولارًا للبرميل مقابل خام برنت على أساس التسليم، وفق ما أفاد به مصدران في السوق الصينية.

ويُقارن ذلك بخصومات تصل إلى 14 دولارًا في الشهر السابق، ونحو 20 دولارًا عندما كانت العقوبات الأميركية مفروضة.

روسيا وإيران أبرز المستفيدين

أدى ارتفاع أسعار النفط الفنزويلي إلى ردع المشترين الصينيين، الذين يعانون من هوامش ربح ضئيلة وحصص واردات الخام المحدودة، ما دفعهم نحو الخامات الروسية والإيرانية.

وجرى تداول شحنات مزيج إسبو، التي حُمِّلَت في يناير/كانون الثاني، بعلاوة تتراوح بين 10 و30 سنتًا للبرميل، مقابل خام برنت في المواني الصينية على أساس التسليم، منتعشة من الخصومات الصغيرة للشحنات التي حُمِّلَت في ديسمبر/كانون الأول.

وقال أحد بائعي النفط الروسي: "لقد عاد الطلب الصيني.. إنهم يطلبون بشكل نشط شراء خام إسبو، ويُؤخذ خام الأورال في الحسبان أيضًا".

وقال البائع، إن ارتفاع تكاليف الشحن على الطرق عبر المحيط الهادئ أدى أيضًا إلى تحسين الطلب على خام إسبو، الذي يُصَدَّر من ميناء كوزمينو في أقصى شرق روسيا، على بُعد مسافة قصيرة من الصين.

ويبدو أن المعنويات الصعودية عززت الطلب على النفط الإيراني وارتفاع أسعاره؛ إذ تقلصت الخصومات على النفط الإيراني بشكل حادّ إلى 6 دولارات للبرميل مقابل خام برنت، من 13 دولارًا للبرميل قبل شهرين.

أولى شحنات النفط منذ 3 سنوات

في سياقٍ متصل، خصصت شركة النفط الوطنية الفنزويلية بتروليوس دي فنزويلا (PDVSA) نوافذ تحميل خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، لسفينتين متجهتين إلى الهند بموجب اتفاقات فورية للخام مع شركتي إيني الإيطالية (Eni) وشيفرون الأميركية (Chevron).

وتبحث شركات التكرير الهندية -بما في ذلك ريلاينس إندستريز (Reliance Industries) وشركة إنديان أويل (Indian Oil) وإتش بي سي إل-ميتال إنرجي (HPCL-Mittal Energy)- عن شحنات للنفط الفنزويلي لشرائها، منذ أن خفّفت واشنطن العقوبات النفطية على الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية في أكتوبر/تشرين الأول.

عمال بشركة بتروليوس دو فنزويلا في أحد المواقع
عمّال بشركة بتروليوس دو فنزويلا في أحد المواقع - الصورة من Warsaw Institute

ووافق بعض شركات التكرير على إبرام صفقات مع شركات تجارية كان لديها إمكان الوصول المبكر إلى النفط الفنزويلي بين أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني، في حين من المقرر أن يشتري آخرون من شركاء المشروع المشترك لشركة بتروليوس دي فنزويلا، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة، نقلًا عن وكالة رويترز.

وتُعدّ عمليات التسليم المقررة إلى الهند هي الأولى التي تسمح بها شركة النفط الوطنية الفنزويلية، من خلال شركتي النفط الكبرى إيني وشيفرون، منذ 3 سنوات.

وقد عُلِّقت مبيعات النفط الفنزويلي إلى الهند في عام 2020، عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات ثانوية على البلاد، وكانت شركة ريلاينس ثاني أكبر عميل فردي لشركة النفط الوطنية الفنزويلية قبل العقوبات.

وبلغ متوسط صادرات فنزويلا النفطية إلى الصين -وجهتها الرئيسة للصادرات- نحو 338 ألف برميل يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني، في حين بلغ متوسط الشحنات إلى الولايات المتحدة 144 ألف برميل يوميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق