رئيسيةتقارير النفطنفط

أسعار النفط الفنزويلي تُربك حسابات المصافي الصينية المستقلة (تقرير)

بعد خفض وارداتها من "البيتومين" ومنافسة المصافي الحكومية

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • مصافي التكرير المستقلة في الصين خفضت وارداتها من مزيج البيتومين الثقيل في أكتوبر/تشرين الأول
  • • استهلاك الأسفلت في الصين كان أضعف من المتوقع وسط تباطؤ قطاع العقارات في البلاد
  • • معدلات تشغيل مصافي النفط في الصين تتراجع من مستوياتها القياسية في الربع الثالث
  • • من غير المرجّح أن تُصْدر بكين المزيد من تراخيص تصدير الوقود هذا العام
  • • مصافي التكرير الصغيرة أصبحت الآن أكثر حساسية للسعر مما كانت عليه قبل أشهر قليلة

يبدو أن استمرار ارتفاع أسعار النفط الفنزويلي، وظهور منافسين، بما في ذلك شركة بتروتشاينا (Petro china) المملوكة للدولة، قد خفض واردات مصافي التكرير المستقلة في الصين من مزيج البيتومين الثقيل في أكتوبر/تشرين الأول.

ورجّحت تقارير، اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أن يستمر هذا الاتجاه خلال الأشهر المقبلة، بجانب احتمالات أن تعلن الجمارك الصينية رسميًا عودة واردات الخام من فنزويلا، بعد تعليقها منذ أكتوبر/تشرين الأول (2019).

جاء ذلك في تقرير رصد أثر ارتفاع أسعار النفط الفنزويلي في واردات المصافي المستقلة الصينية من مزيج البيتومين الثقيل، نشرته منصة "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" (S&P Global Commodity Insights)، في 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، نقلًا عن مصادر في السوق.

تراجع واردات مزيج البيتومين

انخفضت واردات مزيج البيتومين في مصافي شاندونغ انخفضت إلى أدنى مستوى لها في 3 أشهر عند نحو 979 ألف طن متري في أكتوبر/تشرين الأول، بانخفاض نحو 49% من 1.93 مليون طن متري في سبتمبر/أيلول، حسب بيانات وكالة إس آند بي غلوبال.

تجدر الإشارة إلى أن مزيج البيتومين يتكون عادة من درجات مختلفة من النفط الفنزويلي الثقيل، ممزوجةً معًا قبالة المياه الماليزية، وتستعمله المصافي الصينية المستقلة لإنتاج الأسفلت لرصف الطرق، وسُمِّيت هذه الشحنات المخلوطة بمزيج البيتومين الماليزي لتجنّب العقوبات.

ويمكن ترجمة شحنات النفط الخام المعروضة على أساس التسليم في فنزويلا إلى خصم يبلغ نحو 16 دولارًا للبرميل لعقود برنت الآجلة في بورصة إنتركونتيننتال إكستشينج على أساس التسليم في ميناء شاندونغ.

إذ ترتفع بمقدار 5 إلى 6 دولارات للبرميل من الخصم البالغ 21 إلى 22 دولارًا للبرميل للشحنات من المصدر نفسه، التي سُمّيت بمزيج البيتومين قبل تخفيف العقوبات.

ورجّحت مصادر تجارية أن تذهب معظم شحنات النفط الفنزويلي إلى الولايات المتحدة، ما يترك كمية أقل من البراميل للتوجّه شرقًا وسط إنتاج محدود، وفق التقارير التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

مصانع التكرير التابعة لشركة تشامبرود للبتروكيماويات في مدينة بينتشو بمقاطعة شاندونغ بالصين
مصانع التكرير التابعة لشركة تشامبرود للبتروكيماويات في مدينة بينتشو بمقاطعة شاندونغ بالصين - الصورة من رويترز

وقال مصدر تجاري مقيم في شاندونغ: "لا يمكن قبول هذا السعر من قبل مصافي التكرير المستقلة، وقد تكون المصافي المملوكة للدولة المشترين الوحيدين في الصين".

عودة بتروتشاينا

من المقرر أن تشتري شركة بتروتشاينا الصينية ما يصل إلى 8 ملايين برميل من النفط الفنزويلي، ودفع المقابل باليوان، وفق ما نقلته منصة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).

وذكرت الوكالة عودة شركة النفط التي تديرها الدولة إلى سوق النفط الفنزويلية، بعد تعليق دام 3 سنوات، ومن المقرر أن تشتري الكميات المتاحة للمصافي المستقلة.

وتُعدّ شركة "بتروتشاينا" المستثمر الصيني الرائد بمجال التنقيب والإنتاج في فنزويلا، ونفّذت الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين بكين وكراكاس.

وقالت مصادر في السوق، إنه منذ عام 2019، عندما فُرِضَتْ العقوبات، اشترت الصين نحو 5 ناقلات نفط عملاقة من النفط الفنزويلي، بصفته مزيجًا من البيتومين شهريًا.

ونظرًا لعودة الشركات الصينية المملوكة للدولة، سيتم التمييز بين كميات النفط الفنزويلي الواردة إلى الصين، سواء تلك الواردة إلى الشركات الحكومية، أو مزيج البيتومين الوارد للمصافي المستقلة.

الإمدادات الفورية في شاندونغ

في سوق شاندونغ الفورية، أُبرِمَت صفقة تبلغ نحو 300 ألف طن متري من مزيج البيتومين المخزن في ميناء شاندونغ بخصم قدره 21.50 دولارًا للبرميل لعقود برنت الآجلة في بورصة إنتركونتيننتال على أساس "رسوم التسليم غير المدفوعة" في الأسبوع المنتهي بـ 3 نوفمبر/تشرين الثاني.

وقالت مصادر تجارية، إن السعر كان ثابتًا إلى حدّ كبير مع الصفقات المبرمة في دورة التداول السابقة قبل تخفيف العقوبات، على الرغم من عدم وصول المزيد قريبًا، لأن سعر التسليم على ظهر الناقلة في فنزويلا يعتمد على اهتمام المصافي المستقلة.

بدوره، قال أحد التجّار إن "الطلب على البراميل ضعيف، ما يوازن قلة المعروض في السوق".

وأفادت مصادر تجارية أن استهلاك الأسفلت في الصين كان أضعف من المتوقع وسط التباطؤ بقطاع العقارات في البلاد، في حين إن الربع الرابع عادةً ما يكون موسمًا منخفض النشاط.

وأوضحت مصادر السوق أن منتجي الأسفلت المستقلين سيلجؤون إلى مواد اللقيم الثقيلة الأخرى، مثل كولد ليك أو كاستيلا أو البصرة الثقيل، بدائلَ لواردات النفط الفنزويلي، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

خزانات النفط والغاز في ميناء تشوهاي بالصين
خزانات النفط والغاز في ميناء تشوهاي بالصين – الصورة من رويترز

وأضاف المصدر التجاري: "نظرًا لأن هذه البدائل باهظة الثمن، فإن اهتمامات الشراء تعتمد جميعها على توقعات أسعار الأسفلت واقتصاداته"، ويُعدّ هذا التغيير في المواد الخام أمرًا بالغ الأهمية لمنتجي الأسفلت.

وأظهرت البيانات أنه في الأشهر الـ10 الأولى من العام، استوردت المصافي المستقلة في الصين 11.55 مليون طن متري من مزيج البيتومين، بانخفاض 21%، من 14.62 مليون طن متري خلال المدة نفسها من العام الماضي.

معدلات تشغيل مصافي النفط الصينية

تراجعت معدلات تشغيل مصافي النفط في الصين من مستوياتها القياسية في الربع الثالث، إذ يعوق تقلّص الهوامش ونقص حصص التصدير من المصانع زيادة الإنتاج لبقية عام 2023، وفقًا لتجّار وشركات استشارية مطّلعة.

وقد يؤدي انخفاض إنتاج التكرير إلى تراجُع الطلب على الخام من أكبر مستورد في العالم، ويحدّ من أسعار النفط العالمية، ما يدفع مخزونات الخام الصينية للارتفاع ويخفض الأسعار من روسيا، أكبر مورّد لها.

وقالت شركة إف جي إي للاستشارات، إن من المتوقع أن تعالج الصين 15.1 مليون برميل يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني، انخفاضًا من 15.37 مليون برميل يوميًا في أكتوبر/تشرين الأول، بحسب ما أوردته وكالة رويترز (Reuters) في 6 نوفمبر/تشرين الأول الجاري.

ويرى المحللون أن ذلك يرجع، في المقام الأول، إلى تخفيضات التشغيل في المصافي المستقلة الصغيرة، المعروفة باسم "أباريق الشاي"، ومصافي التكرير الحكومية.

وأوضحت رئيسة تحليل النفط الصيني لدى شركة إف جي إي، ميا جينج -في إشارة إلى مصافي التكرير الحكومية- "يجب أن تدرس المصافي تخفيضات هامشية في التشغيل، بسبب حصص التصدير المحدودة المتبقية لبقية هذا العام".

وأردفت: "إضافة إلى ذلك، نشهد حاليًا تراكم مخزونات وقود النقل بسبب ضعف الطلب".

على صعيد آخر، لا ترى مصافي التكرير الحكومية، التي استفادت من صادرات الوقود المربحة في وقت سابق من العام، حافزًا يُذكر لزيادة الإنتاج، إذ من غير المرجح أن تُصْدر بكين المزيد من تراخيص تصدير الوقود هذا العام.

وقال مسؤول في مصفاة سينوبك: "الهوامش تكاد تختفي، بينما نقوم بمعالجة الخام الأعلى سعرًا، ويضعف الطلب على الوقود المكرر" مضيفًا أن مصفاة سينوبك تقلّص معدلات التشغيل بنحو 20 ألف برميل يوميًا هذا الشهر إلى أدنى مستوى هذا العام.

وأوضح أن "ضعف الطلب الصناعي على البتروكيماويات لا يساعد."

من جهتها، قلّصت شركة إنرجي أسبكتس الاستشارية توقعاتها لتشغيل التكرير في الصين في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول بمقدار 100 ألف برميل يوميًا إلى متوسط 15.65 مليون برميل يوميًا في الربع الرابع، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال محلل البيانات لدى شركة إنرجي أسبكتس، سون جيانان، "توقعاتنا للربع الرابع تواجه المزيد من الضغوط الهبوطية نظرًا لتخفيضات الإنتاج الأخيرة، بسبب انخفاض الهوامش ونقص الواردات الخام".

الاستعمال في المصافي المستقلة

يبلغ متوسط معدلات الاستعمال في المصافي الصغيرة في مركز التكرير بمقاطعة شاندونغ نحو 57%، بانخفاض من نحو 65% في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، وفقًا لشركة لونغ زهونغ الاستشارية، ومقرّها الصين.

وتمثّل هذه النسبة أدنى مستوى منذ مايو/أيار 2022 عندما تقلّص النشاط بسبب القيود الصينية المفروضة لمكافحة تفشّي فيروس كورونا.

وجاء الانخفاض بعد تراجع هوامش التكرير إلى نحو 200 يوان (27.33 دولارًا) للطن المتري في أكتوبر/تشرين الأول، وهو أدنى مستوى في 2023، جرّاء ارتفاع تكلفة النفط الروسي.

(الدولار = 7.3191 يوانًا صينيًا)

مصافي النفط في الصين

بدورها، توقعت شركة جيه إل سي الاستشارية أن تخفض الشركات المستقلة، بما في ذلك شركات التكرير المستقلة وشركات التكرير الخاصة الكبيرة، مثل تشجيانغ للبتروكيماويات وهنغلي للبتروكيماويات، عمليات التشغيل بنسبة 5% إلى 10% في نوفمبر، مقابل أكتوبر/تشرين الأول، إلى 4.5 مليون إلى 4.75 مليون برميل يوميًا، ثم انخفاضًا إضافيًا بنسبة 3% في ديسمبر/كانون الأول.

وأظهرت بيانات شركة التحليلات فورتيكسا أن التباطؤ أدى إلى ارتفاع إجمالي مخزون النفط الخام في الصين بمقدار مليوني برميل خلال الأسبوعين الماضيين إلى 958 مليون برميل، بحسب ما أوردته وكالة رويترز (Reuters) في 6 نوفمبر/تشرين الأول الجاري.

وفي شاندونغ، تبلغ مخزونات النفط الخام نحو 220 مليون برميل، مقارنة بالذروة التي بلغتها في أوائل أغسطس/آب عند نحو 230 مليون برميل، وهي أعلى من نحو 150 مليون برميل في بداية العام.

وقالت 3 مصادر في السوق، إن أسعار خام إسبو الروسي الذي وصل في ديسمبر/كانون الأول تراجعت إلى مستوى مساوٍ، أو أقلّ ببضعة سنتات للبرميل من خام برنت على أساس تسليم الناقلة في الصين،

يأتي ذلك بانخفاض عن علاوة تبلغ نحو دولار واحد للبرميل الشهر الماضي، أول انخفاض في الأسعار على أساس شهري منذ فبراير/شباط.

بدوره، قال تاجر نفط آخر مقيم في الصين: "مصافي التكرير الصغيرة أصبحت الآن أكثر حساسية للسعر مما كانت عليه قبل أشهر قليلة، وهي ليست في عجلة من أمرها لتخزين المزيد من النفط".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق