التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

الفجوة بين وعود التخلص من الانبعاثات والتنفيذ تعرّض العالم لمخاطر كارثية (دراسة)

معظم الدول الساعية إلى الحياد الكربوني تفشل في تلبية الأهداف

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • معظم الالتزامات الحكومية بالقضاء على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تفتقر إلى المصداقية
  • من المتوقع أن تشارك كل دولة في تقييم عالمي لجهود الحد من الانبعاثات
  • رئاسات مؤتمر الأطراف السابقة قد استعملت إسهامات وطنية طموحة من الحكومة المضيفة
  • موازنة الكربون تتقلّص بصورة أسرع مما كان يعتقد سابقًا
  • أي ارتفاع في درجة الحرارة فوق درجتين مئويتين سيكون كارثيًا على حياة الإنسان والبيئة

أفادت دراسة جديدة نشرتها مجلة العلوم "ساينس" -الصادرة عن الجمعية الأميركية لتقدم العلوم، يوم الخميس 8 يونيو/حزيران الجاري- بأن الفجوة بين الوعود الحكومية بالتخلص من الانبعاثات وما يُنفّذ فعليًا تُعرّض العالم لمخاطر الاحترار الكارثية، وأن معظم وعود الدول بتحقيق الحياد الكربوني تفتقر إلى المصداقية.

وأشارت الدراسة إلى أن تلك الفجوة ستضع العالم على المسار الصحيح لمواجهة كارثة الاحترار العالمي بحلول نهاية هذا القرن، وفقًا لما ذكرته وكالة بلومبرغ (Bloomberg).

وذكرت الدراسة أن نحو 90% من خطط الحياد الكربوني والتخلص من الانبعاثات لدى مجموعة من نحو 36 دولة من غير المرجح أن تتحقق، بمستويات ثقة "أقلّ" أو "أقل بكثير"، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن بين الدول المتخلفة عن تنفيذ تعهداتها المناخية الهند وأستراليا والبرازيل وإندونيسيا وجنوب أفريقيا والإمارات العربية المتحدة، التي تستضيف قمة المناخ كوب 28 المقبلة للأمم المتحدة.

وصنّفت الدراسة أكبر دولتين من حيث الانبعاثات في العالم، الصين والولايات المتحدة، في الفئة "الأدنى".

تحقيق الحياد الكربوني أمر صعب

قال أَبرز مؤلفي الدراسة، التي نشرتها مجلة "ساينس" الصادرة عن الجمعية الأميركية لتقدم العلوم، أستاذ علوم المناخ في إمبريال كوليدج لندن، جويري روجيلي: "إن تحقيق الحياد الكربوني أمر صعب، لكن مجرد النظر إلى المدى القريب واتخاذ الخطوات الأولى لا يكفي".

وأكد روجيلي "ضرورة التخطيط اليوم للخطوات الصعبة، من أجل التخلص من الانبعاثات على المدى الطويل".

وجاءت نيوزيلندا والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة فقط في فئة الثقة "الأعلى"، وما تزال هناك تحديات كبيرة على الرغم من التقدم المحرز في مسار الحياد الكربوني.

ألواح الطاقة الشمسية في مدينة نيويورك
ألواح الطاقة الشمسية في مدينة نيويورك – المصدر: بلومبرغ

وعلى الرغم من أن قطاع الطاقة في أوروبا قطع شوطًا طويلًا من أجل التخلص من الانبعاثات، فإن تلويث الكربون كان أكثر استعصاء في القطاعيْن الزراعي والصناعي.

وتسببت غازات الدفيئة المنبعثة بسبب الأنشطة البشرية في ارتفاع درجة حرارة الكوكب بنحو 1.2 درجة مئوية منذ عصور ما قبل الصناعة، ما أدى إلى تغيير أنماط الطقس وازدياد الوقائع المدمِّرة مثل موجات الحرارة وحرائق الغابات والأعاصير.

وسترتفع درجات الحرارة العالمية في أنحاء الكوكب بين 1.7 درجة مئوية و3 درجات مئوية بحلول عام 2100، اعتمادًا على مستوى الانبعاثات خلال السنوات القليلة المقبلة، وفقًا للدراسة.

وأوضحت الدراسة أنه حتى الحد الأدنى من هذا النطاق يتجاوز مستوى 1.5 درجة مئوية من الاحترار، الذي اتفق قادة العالم على السعي لتحقيقه عندما التزموا باتفاقية باريس للمناخ في عام 2015.

تقييم أهداف الحد من الانبعاثات

لتقييم أهداف الحد من الانبعاثات في البلدان، المعروفة باسم الإسهامات المحددة وطنيًا، نظر الباحثون فيما إذا كانت ملزمة قانونيًا، وما إذا كانت قد وضعت سياسات موثوقة للتنفيذ، وما إذا كانت انبعاثات البلدان على المدى القريب تتجه نحو الانخفاض، وفي معظم الحالات وجدوا فجوة.

وبالنسبة إلى البلدان ذات التصنيف الأدنى، قال أَبرز مؤلفي الدراسة، التي نشرتها مجلة العلوم "ساينس" الأميركية، أستاذ علوم المناخ في إمبريال كوليدج لندن، جويري روجيلي: "بعد أن قطعت الدول تعهدًا أو وعدًا، هناك القليل جدًا من الأدلة الملموسة على أن هذا قد تُرجِم إلى عمل".

وركز روجيلي على الترتيب الأدنى لدولة الإمارات العربية المتحدة بسبب دورها الحاسم بصفتها مضيفة لقمة المناخ كوب 28، إذ من المتوقع أن تشارك كل دولة في تقييم عالمي لجهود التخلص من الانبعاثات.

وقال الباحثون إن خطة الدولة حصلت على أدنى درجة، لأن هدفها ليس ملزمًا قانونًا، ولا توجد خطة سياسية لتنفيذها، ولا يوجد مؤشر على انخفاض انبعاثات الدولة.

وأشاروا إلى أن خطة الإمارات لتحقيق الحياد الكربوني لا توضح غازات الاحتباس الحراري التي تغطيها أهدافها.

على صعيد آخر، تخطط الإمارات لإعلان مؤتمر وطني أكثر طموحًا قبل انعقاد قمة المناخ كوب 28 في مدينة دبي، وفقًا لمتحدث باسم وزارة التغير المناخي والبيئة في الدولة، ومن المتوقع أن تتخذ رئاسة قمة المناخ، في أثناء استضافة الحكومة لها، موقفًا محايدًا خلال المفاوضات.

وأوضح روجيلي أن رئاسات مؤتمر الأطراف السابقة قد استعملت إسهامات وطنية طموحة من الحكومة المضيفة مثالًا لعرض طريقة تحديد أهداف موثوقة، و"أن تصنيف الإمارات المنخفض للغاية يضع علامة مصداقية متدنية للغاية على رئاستها ككل".

التخلص من الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربونيتوقعات ارتفاع درجة حرارة الأرض

قدّم العلماء توقعات لارتفاع درجات الحرارة في المستقبل مع ودون تغييرات في السياسة، إذ بيّنوا أنه في ظل السيناريو الأكثر تحفظًا، الذي يأخذ في الاعتبار السياسات المنَفّذة فقط وليس التعهدات، سيرتفع متوسط درجات الحرارة العالمية بين 1.7 درجة مئوية و3 درجات مئوية بحلول نهاية القرن، وفقًا لما أوردته وكالة بلومبرغ (Bloomberg).

وفي ظل السيناريو الأكثر تفاؤلًا، إذ تتحقق وعود كل الدول في التخلص من الانبعاثات، سترتفع درجات الحرارة بين 1.6 و2.1 درجة مئوية.

وفي دراسة منفصلة -نُشرت أيضًا يوم الخميس 8 يونيو/حزيران- وجد روجيلي وزملاؤه أن موازنة الكربون -كمية ثاني أكسيد الكربون التي يمكن التخلص منها في الغلاف الجوي دون اختراق أهداف درجة الحرارة- تتقلّص بصورة أسرع مما كان يُعتقد سابقًا.

وتظهر الأرقام المحدثة أنه إذا استمرت الانبعاثات بالمعدل الحالي فإن العالم سوف يستنفد موازنته البالغة 1.5 درجة مئوية قبل عام 2030، وهذا يعني أن البلدان بحاجة الآن إلى إجراء تخفيضات أكثر حدة للانبعاثات هذا العقد إذا أرادت تجنب أسوأ العواقب.

وعلى الرغم من أن كل 0.1 درجة مئوية من ظاهرة الاحتباس الحراري تُعدّ مهمة، يرى العلماء أن أي ارتفاع في درجة الحرارة فوق درجتين مئويتين سيكون كارثيًا على حياة الإنسان والبيئة.

وفي المستويات الأقل من هذه العتبة، ستتغير بعض النظم البيئية بصورة لا رجعة فيها، ما يؤدي إلى تغيير الموارد الطبيعية وتحدي بقاء الإنسان في أجزاء كثيرة من العالم.

وقال روجيلي: "لا يقتصر الأمر فقط على أن كل ما نقوم به الآن ليس بالسرعة الكافية.. ولكن في بعض الحالات يكون من الصعب رؤية أي تقدم على الإطلاق بعد تقديم التعهدات، وهذا أمر مقلق حقًا".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق