التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

الاحترار العالمي.. مواجهة 1.5 درجة مئوية بحلول 2035 "أمر حتمي"

المجتمعات الفقيرة ستكون الأقل قدرة على حماية نفسها

هبة مصطفى

فجّر علماء معنيون بشؤون المناخ مفاجأة قد تُنحي الجهود المناخية العالمية جانبًا، بتأكيدهم أن الاحترار العالمي في طريقه لتسجيل 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2035، رغم محاولات بعض الحكومات والهيئات تبني تدابير وأهداف لإنقاذ العالم من مواجهة تلك المرحلة.

واستند العلماء في توقعاتهم إلى مؤشرات نمو مستويات الانبعاثات خلال العقود الأخيرة، والتي تؤكد حصد الاحترار العالمي ما يقرب من نصف درجة مئوية -على الأقل- بين عامي 2010 و2045.

ودعوا إلى التركيز العالمي على سبل تهدئة آثار التحول الحتمي نحو ارتفاع درجات الحرارة عند مستوى 1.5 درجة مئوية.

مستويات الاحترار العالمي

حذر العلماء من بلوغ مستويات الاحترار درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة بحلول عام 2050، وهو سيناريو قاتم يمكن تجنبه -فقط- إذا حقق العالم الحياد الكربوني بحلول 2070 وتمت السيطرة على الانبعاثات.

التغير المناخي
ذوبان الجليد القطبي أحد تداعيات الاحتباس الحراري

وقارنت بيانات الطقس ومستويات الاحترار العالمي الواردة في تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة بين مستويات ما قبل الصناعة (بدءًا من عام 1850 حتى عام 1900) ودرجات الحرارة خلال الأعوام الـ20 الماضية.

ورصد تقرير الهيئة أنه بداية من عام 2010 ارتفع متوسط درجات الحرارة العالمية عن مستويات 0.99 درجة مئوية، وعلى النهج الحالي ذاته ومعدلات الانبعاثات المُنتجة قد يصل إلى ما بين 1.4 و4.4 درجة مئوية بحلول 2090.

ووفق أبحاث علماء المناخ والتقارير الدولية، يمكن لسكان كوكب الأرض تجنب سيناريو ارتفاع مستويات الاحترار العالمي بحلول منتصف القرن الجاري إلى 2 درجة مئوية حال المضي في خطط خفض الانبعاثات بمستويات تسمح بتحقيق الحياد الكربوني في 2070.

البلدان الفقيرة في مرمى الخطر

تُعَد ألمانيا، أكبر الاقتصادات الأوروبية، نموذجًا للدول التي سجلت ارتفاع درجات الاحترار العالمي إلى ما يزيد على 1.5 درجة مئوية، وسط فرص لتزايد تلك المستويات.

وبخلاف ألمانيا، تعرض القطب الجنوبي -الشهير بوصول درجات الحرارة إلى التجمد- لموجة حارة قاسية قبل أسابيع، كما انتشرت الفيضانات بصورة حادة في أوروبا، منتصف الصيف الماضي؛ ما يكشف عن تصاعد آثار تغير المناخ.

واتفق العلماء على أن السعي بصورة فورية لاتباع تدابير مناخية تحكم نطاق الانبعاثات قد يخفض احتمالات تفاقم الاحترار العالمية لمستويات أكبر، لكن تبقى "الجدية" وسرعة التحرك العامل المحرك لتلك التدابير.

وأكد مدير معهد ماكس بلانك لشؤون الطقس بألمانيا، جوكيم ماروتزكي، أن عودة درجات الحرارة لأقل من مستويات 1.5 درجة مئوية باتت أمرًا غير منطقي؛ نظرًا لمعدلات الانبعاثات القياسية والآخذة في النمو، وفق صحيفة الغارديان.

وتطرق ماروتزكي إلى أن المجتمعات الفقيرة والنامية هي الأشد تعرضًا لآثار التغير المناخي وتبعات الاحترار العالمي، مشيرًا إلى أن تلك البلدان ستواجه أخطار ارتفاع مستوى سطح البحر.

تغير المناخ - تغيّر المناخ - التأثير البشري

سيناريوهات متفائلة

استبعد الباحث بهيئة الأرصاد الجوية البريطانية، كريس جونز، خفض انبعاثات القطاع الزراعي مثل انبعاثات الميثان، لكنه في الوقت ذاته أوضح أنه يجب العمل على وقف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري حتى يمكن تثبيت مستويات الاحترار العالمي أو خفضها.

وأضاف جونز أن ارتفاع مستويات الاحترار العالمي عند 1.5 و2 درجة مئوية لا يعني نهاية العالم، لافتًا إلى أنه إذا قررت الحكومات إنقاذ الموقف؛ فتوجد مسارات عدة يمكنها تلبية أهداف اتفاقية باريس للمناخ.

وقال إنه ما زال في الوقت متسع للتحذير من سيناريوهات مستقبلية أكثر سوءًا، موضحًا أن السيطرة على مستويات 2.5 درجة من الاحترار العالمي أفضل حالًا من مواجهة سيناريوهات 3 أو4 درجات مئوية.

لكن الباحث بالهيئة، دوغ سميث، كان يحمل أكثر السيناريوهات تفاؤلًا، بعدما أكد أنه ما زالت هناك فرصة تسمح بتجنب ارتفاع مستويات الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية، خلال السنوات الـ5 المقبلة، بنسبة 40%.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق