التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

كوب 26.. تعهدات الدول قادرة على خفض الاحترار العالمي إلى 1.6 درجة

أحمد شوقي

رغم ردود الأفعال المتباينة حول نتائج قمة المناخ كوب 26، فإن التعهدات التي جاءت فيها بإمكانها أن تُقرّب العالم خطوات نحو تحقيق الحياد الكربوني.

وبحسب تقرير حديث صادر عن شركات أبحاث الطاقة، ريستاد إنرجي، فإن التزامات القادة في كوب 26 بخفض انبعاثات الميثان وتقليل إزالة الغابات -جنبًا إلى جنب مع التوسع في الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية- يمكن أن تدفع العالم للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.6 درجة مئوية، مقابل مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

وإلى جانب الحاجة إلى المزيد من الأدلة على التزام الدول بتعهداتها، تتمثّل أبرز المخاطر السلبية لهذا السيناريو في بطء توسع الطاقة المتجددة، جراء تحديات سلسلة التوريد.

تعهدات الميثان وإزالة الغابات

يمثّل الجهد العالمي المنسق لخفض انبعاثات الميثان خطوة حيوية إلى الأمام في الكفاح للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

وخلال قمة المناخ كوب 26، تعهّدت أكثر من 100 دولة بخفض انبعاثات الميثان بنسبة 30% على الأقل بحلول 2030، مقارنة مع مستويات العام الماضي.

ومع التوقعات بمزيد من الدعم من خلال التحسينات التكنولوجية في السنوات المقبلة، ترى ريستاد إنرجي أن خفض انبعاثات الميثان سيكون داعمًا للحد من درجات الحرارة إلى 1.6 درجة مئوية بحلول منتصف القرن.

وفضلًا عن الميثان، فإن كوب 26 شهد التزامًا بوقف عمليات إزالة الغابات بحلول 2030، من قبل 141 دولة تمثل مجتمعة 91% من مناطق الغابات العالمية.

وهذا يمثّل -أيضًا- مساهمة إيجابية نحو تحقيق سيناريو 1.6 درجة مئوية، مع كون إزالة الغابات -حاليًا- تُسهم بنحو 5 غيغا طن من الانبعاثات سنويًا، أو 0.1 درجة مئوية من الاحتباس الحراري على مدار 45 عامًا، بحسب التقرير.

قمة المناخ كوب 26

سيناريو 1.6 درجة

بحسب ريستاد إنرجي، هناك عدة عوامل أخرى يجب أن تُسهم في خفض الاحترار العالمي إلى 1.6 درجة مئوية.

أولًا، ارتفاع سعة الطاقة الشمسية عالميًا إلى 1.5 تيراواط في أوائل العقد المقبل.

ثانيًا، زيادة سعة طاقة الرياح إلى 350 غيغاواط بعد عام 2030، مقارنة مع 60 غيغاواط حاليًا.

ثالثًا، تعزيز نمو سعة تخزين البطاريات بشكل كافٍ لتوفير إمدادات الكهرباء حال عدم توافر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

رابعًا، أن يكون توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة منافسًا اقتصاديًا في معظم الأماكن، إذ إن الإلغاء التدريجي لدعم الوقود الأحفوري سيعزز ذلك.

وتتوقّع ريستاد إنرجي أن تكون لكهربة قطاعات المباني والنقل والصناعة دور كبير، إلى جانب كل العوامل السالف ذكرها في تحقيق سيناريو 1.6 درجة المتوقع من قبل الشركة.

وبحلول عام 2050 يجب أن يرتفع دور الكهرباء النظيفة في المباني وقطاعي النقل والصناعة إلى 73% و47% و56%، مقارنة مع 37% و3.5% و19% على التوالي في الوقت الحالي، بحسب التقرير.

ويأتي ذلك بالإضافة إلى توقعات بانخفاض الطلب على الكهرباء من الوقود الأحفوري من 85 إكساجول هذا العام، إلى 16 إكساجول عام 2040، مع الانتشار السريع لمشروعات الرياح والطاقة الشمسية، وفقًا للتقرير.

تراجع الانبعاثات

نتيجة إلى ذلك، ستنخفض الانبعاثات المتعلقة بتوليد الكهرباء من الوقود الأحفوري إلى 4.5 غيغا طن عام 2040، مقارنة مع 17 غيغا طن حاليًا، و11.5 غيغا طن المتوقعة نهاية العقد الحالي، بحسب ريستاد إنرجي.

وبالنظر إلى جميع التعهدات الواردة في "ميثاق غلاسكو للمناخ"، جنبًا إلى جنب مع توقعات الطلب على الكهرباء وعوامل أخرى، يمكن أن ينخفض ​​إجمالي الانبعاثات بسرعة كافية وتزيد من احتمالية حدوث سيناريو 1.6 درجة، بحسب شركة الأبحاث.

وفي هذا السيناريو، من المتوقع أن تنخفض انبعاثات الكربون السنوية إلى 31 غيغا طن عام 2030 وإلى 3 غيغا طن في عام 2050، مقارنة مع37 غيغا طن في الوقت الحالي، طبقًا للتقرير.

انبعاثات الكربون

وبحسب التقرير، سيكون إجمالي الانبعاثات التراكمية قبل تحقيق الحياد الكربوني 660 غيغا طن، وهذا من شأنه أن يحقق سيناريو خفض الاحترار العالمي إلى 1.6 درجة مئوية، بما يتوافق مع التقرير السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ والصادر هذا العام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق