التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

الأمين العام للأمم المتحدة: استثمارات الوقود الأحفوري "جنون" اقتصادي وأخلاقي

اتهم الحكومات والشركات بتبني جهود مناخية "كاذبة"

هبة مصطفى

وصف الأمين العامّ للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، استمرار استثمارات الوقود الأحفوري بأنها "جنون"، سواء على صعيد المشروعات الاقتصادية والبنية التحتية، أو على الصعيد الأخلاقي؛ لمخالفتها التعهدات المناخية الدولية.

في الوقت ذاته، اتّهم غوتيريش الحكومات والشركات بتبنّي جهود "كاذبة" فيما يتعلق بمكافحة التغير المناخي، داعيًا دول العالم إلى التركيز على الطاقة المتجددة، والتخلي عن الفحم والنفط والغاز بصورة سريعة، في محاولة لتلافي الكوارث الناجمة عن تغير المناخ.

ورأى أن استثمارات الوقود الأحفوري لن تتسبب إلّا بمزيد من الضغط على الأسواق العالمية التي تعاني من ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، عقب مواجهة العالم تداعيات كبرى، من ضمنها انتشار جائحة كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا مؤخرًا.

استثمارات الوقود الأحفوري

أكد أنطونيو غوتيريش أن الحكومات والشركات لم تكتفِ بالتعهد بالتزامات غير كافية لطموحات مكافحة تغير المناخ، لكنها تعكف على تطوير استثمارات الوقود الأحفوري بصورة تعمل على تفاقم الوضع الحالي.

الوقود الأحفوري
أحد مشروعات توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري- أرشيفية

وقال، إن استثمارات الوقود الأحفوري ومصالح الحكومات والشركات تعمل على "خنق" الكوكب بالانبعاثات، في الوقت الذي تطرح الطاقة المتجددة فيه حلولًا أكثر نظافة وأقلّ سعرًا، بالعمل على توفير وظائف خضراء، وضمان أمن الطاقة واستقرارها.

وعقب مرور ما يقرب من 5 أشهر على قمة المناخ كوب 26، لم يجد الأمين العامّ للأمم المتحدة أمامه سوى اتّهام الحكومات والشركات بالكذب في ادّعائها بذلَ جهود رامية إلى مكافحة تغير المناخ، خاصة أن تلك العهدات تسير جنبًا إلى جنب مع مواصلة استثمارات الوقود الأحفوري.

وواصل غوتيريش ثورته الغاضبة على الأداء المناخي للحكومات والشركات، مشيرًا إلى أن التقرير الصادر مؤخرًا عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة -والذي رصد مواطن الأداء الضعيف لتلك الكيانات- يعدّ ملف "عار" يدفع نحو عالم تستحيل المعيشة فيه.

تعهدات مناخية غير جادة

للمرة الأولى منذ اختتام أعمال قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي كوب 26، أصبحت لهجة الأمين العامّ للأمم المتحدة أكثر حدّة وصرامة مع الحكومات والشركات، في ظل سعيها لمواصلة الاستثمارات التي تخالف تعهداتها المناخية.

ولفت الأمين العامّ للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى أنه رغم التعهدات المناخية الحالية -التي لم تفِ الحكومات والشركات بها بصورة جدّية- تتزايد الانبعاثات بنسبة 14%، مقارنة بمستويات عام 2010، وفق صحيفة إنديا تايمز - إيكونوميك تايمز.

يأتي هذا في الوقت الذي لا تسعى فيه الحكومات -المساهِمة بالنصيب الأكبر من تلك الانبعاثات- لتنفيذ تعهداتها "غير الكافية" لمكافحة تغير المناخ، وفق ما أكد غوتيريش في رسالة مرئية له أطلقها بالتزامن مع صدور تقرير الهيئة الدولة المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة.

وهاجم أمين عامّ الأمم المتحدة حالة "الجنون" الأخلاقي والاقتصادي التي أصابت بعض الحكومات والشركات بمواصلة استثمارات الوقود الأحفوري والدعوة لمشروعات نفطية جديدة، مشيرًا إلى أن تحقيق الأهداف المناخية الرامية للحفاظ على دراجات الحرارة في مستويات 1.5 درجة -طبقًا لاتفاقية باريس للمناخ- يتطلب خفض الانبعاثات بنسبة 45%، العقد الجاري.

الاستثمارات المطلوبة في قطاع النفط والغاز

مظاهر تغير المناخ

دعا التقرير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة لبذل المزيد من الجهود للقضاء على مسببات الاحتباس الحراري، وأبرزها خفض استثمارات الوقود الأحفوري ومعدلات حرقه التي تُصدر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

ورصد التقرير بعض مظاهر تغير المناخ التي تفاقمت بفعل عوامل بشرية عدّة، نتج عنها زيادة العواصف وحالات الجفاف والحرائق والفيضانات.

وتُلزم اتفاقية باريس للمناخ -الموقّعة عام 2015- البلدان الموقِّعة عليها بالعمل على خفض معدلات ارتفاع درجات الحرارة إلى أقلّ من مستويات (2) درجتين مئويتين وحتى 1.5 درجة مئوية.

وحذّر تقرير الهيئة التابعة للأمم المتحدة من مواجهة العالم درجات احترار في مستويات 3.2 درجة مئوية، في حالة عدم اتّباع تدابير جادّة، وبصورة فورية تجاه السياسات المناخية الحالية، قبل نفاد الوقت الملائم.

ورغم توصيات قمة الأمم المتحدة كوب26 بالاتفاق على تعهدات وقف إزالة الغابات وخفض انبعاثات غاز الميثان والتخلص التدريجي من الفحم وتمويل الدول النامية، فإن أهداف الشركات لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050 تصدم بخطط جديدة لتطوير استثمارات الوقود الأحفوري.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق