التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

خفض استهلاك الفحم بنسبة 95%.. شرط الأمم المتحدة لانتقال الطاقة

ومصادر الطاقة المتجددة تخفض خسائر الوقود الأحفوري

هبة مصطفى

أكد تقرير دولي أن خطط انتقال الطاقة مرهونة بخفض استهلاك الفحم بمعدلات ضخمة، سواء بحلول نهاية العقد الجاري أو منتصف القرن، إلى جانب إدخال التقنيات على الاستخدام المؤقت لمنشآت الوقود الأحفوري لحين بلوغها مرحلة التقاعد.

لكن التقرير -الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة- حذّر من انبعاثات غازات الدفيئة للبنية التحتية المتعلقة بالوقود الأحفوري بما يفوق معدلات الاحتباس الحراري في حالة الاحتفاظ بمعدلات الاستخدام الحالية، وعدم تقاعد منشآته.

وأقر تقرير الهيئة التابعة للأمم المتحدة بأن مكافحة التغير المناخي عبر الانتقال بعيدًا عن المصادر الأحفورية يكلّف الدول الغنية والمستثمرين خسائر تُقدّر بتريليونات الدولارات، نظرًا إلى تعطُّل البنية التحتية والموارد.

الفحم والوقود الأحفوري

أكد تقرير هيئة تغير المناخ أن تحقيق الأهداف المناخية العالمية يتطلّب خفّض استهلاك الفحم على الصعيد العالمي بنسبة 67% بنهاية العقد الجاري، و95% بحلول عام 2050.

فحم الكوك
صورة تعبيرية عن الفحم - أرشيفية

وتطرّق التقرير إلى أهمية خفض الاعتماد على النفط والغاز، ما يتطلب إحالة بعض المنشآت ومحطات الكهرباء العاملة بمصادر الوقود الأحفوري إلى التقاعد بصورة مبكرة عما أُعلن مسبقًا.

وأكد أن البنية التحتية للوقود الأحفوري تصدر انبعاثات تهدد أهداف الحفاظ على درجات الحرارة العالمية في مستويات 1.5 درجة، ما يجعل استمرار أداء الفحم والوقود الأحفوري -وفق المعدلات الحالية- لا يتسق مع خطط تغير المناخ.

لكنّ التقرير حمّل الاضطراب الذي تعانيه أسواق الطاقة حاليًا مسؤولية تغير أولويات الدول الكبرى في مكافحة تغير المناخ، إذ أصبح الشاغل الأكبر لها هو كيفية تأمين إمدادات الطاقة في ظل ارتفاع أسعار الوقود.

ودفع تغير الأولويات والتأثر باضطرابات أسواق الطاقة دولًا مثل أميركا للدعوة إلى زيادة معدلات التنقيب وإنتاج النفط والغاز خلال المدة القليلة المقبلة، وفق "رويترز".

وأطلق التقرير جرس إنذار حول المخاطر التي قد تصيب الأسواق المالية جراء إهمال أصول الفحم والوقود الأحفوري، إذ رصد تسبُّب استمرار درجات الحرارة عن درجتين مئويتين في عدم قابلية احتياطيات الفحم والوقود الأحفوري للحرق (بنسب 30% للنفط، و50% للغاز، و80% للفحم).

استثمارات العالم في تحول الطاقة

حلول مساعدة

رصد التقرير وقوف استهلاك الفحم ومصادر الوقود الأحفوري الأخرى وراء زيادة معدل الانبعاثات الكربونية، وهي زيادة تتناسب بصفة طردية مع زيادة الطلب على تلك المصادر رغم المفاوضات المناخية التي استغرقت عقودًا من الزمان ونتجت عنها اتفاقات وتعهدات دولية.

ومن جانبه، أوضح المساهم في إعداد التقرير والخبير المناخي في معهد أبحاث الكهرباء، جون بيست لاين، أن تحقيق الأهداف المناخية يتطلب التزامات جادة بخصوص السياسات العامة والاستثمارات الخاصة والابتكار.

وطرح التقرير الدولي حلولًا لمكافحة تغير المناخ عبر "تقنين" استهلاك الفحم والوقود الأحفوري، مقترحًا إدخال بعض التقنيات على البنية التحتية والمرافق تسمح بمنع انتشار الانبعاثات ووصولها للغلاف الجوي.

وأقر أنه بالنظر إلى الاعتبارات الاقتصادية، يمكن الاعتماد على مصادر الطاقة منخفضة الكربون بوصفها مرحلة مؤقتة خلال رحلة انتقال الطاقة.

كما تناول دور مصادر الطاقة المتجددة والتوسع في خططها لضمان انتقال آمن للطاقة وكذلك ضمان النمو الاقتصادي والاستثمارات.

وقال التقرير إن نمو صناعة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ومصادر الطاقة النظيفة الأخرى فرصة جيدة للشركات تضمن توافر الأرباح والاستثمارات، نظرًا إلى انخفاض تكلفتها وتقنياتها المُطورة.

وانتقد عدم كفاية التعهدات الدولية ومستهدفات خفض انبعاثات الاحتباس الحراري لتحقيق هدف كبح ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات خارج السيطرة.

وأوصى بضرورة التعاون العالمي من أجل التحرك بعيدًا عن الفحم ومصادر الوقود الأحفوري، في محاولة للسيطرة على عواقب تغير المناخ.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق