التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةعاجلمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

مناجم الفحم.. انبعاثات الميثان تهدد أهداف الحياد الكربوني (تقرير)

تجاوزت 52 مليون طن في 2021

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

بدافع من أزمة الطاقة الحالية، عادت مشروعات مناجم الفحم إلى الظهور مجددًا، مما يخاطر بتقويض الأهداف المناخية، جراء زيادة انبعاثات الميثان.

ولجأت العديد من الدول إلى تطوير مناجم الفحم، وسط مخاوف من نقص الإمدادات خاصة المتعلقة بالغاز الطبيعي، مع ارتفاع أسعاره العام الماضي، واستمرار الوضع نفسه هذا العام، في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأظهر تقرير حديث، صادر عن مؤسسة غلوبال إنرجي مونيتور، أن مناجم الفحم في العالم أطلقت 52.3 مليون طن من الميثان خلال العام الماضي.

وتجاوزت انبعاثات الميثان من الفحم نظيرتها من النفط، والبالغة 39 مليون طن، والغاز الطبيعي عند 45 مليون طن، حسبما أوضح التقرير.

انبعاثات الميثان من الفحم

في حين إن تعدين الفحم يتعرض إلى عمليات تدقيق أقلّ في إدارة أزمة المناخ، فإن انبعاثات هذا القطاع -البالغة 52.3 مليون طن- تترجم إلى انبعاثات مكافئة لثاني أكسيد الكربون، تبلغ 1.560 و4.320 مليار طن سنويًا عند حساب المتوسط على مدى 100 عام و20 عامًا على التوالي.

ليس هذا فحسب، بل يشير التقرير إلى أن انبعاثات الميثان من مناجم الفحم قد ترتفع بنحو 11.3 مليون طن سنويًا أخرى -أو ما يعادل 936 و 338 مليون طن مكافئ من ثاني أكسيد الكربون على مدى 100 عام و20 عامًا على الترتيب- حال استمرار تطوير المناجم الجديدة البالغ عددها 465 منجمًا، أو التوسعات قيد التطوير في الوقت الراهن.

ويطلق تعدين الفحم غاز الميثان من طبقات الصخور، فضلًا عن ثاني أكسيد الكربون المنبعث عند حرقه وقودًا، وفقًا للتقرير.

ورغم أن الميثان هو ثاني أكبر مُسبب للاحترار العالمي، بعد ثاني أكسيد الكربون، فإن الحدّ من انبعاثاته يمكن أن يكون الطريقة الأكثر فاعلية لمعالجة أزمة تغيّر المناخ على المدى القريب؛ لأنه يسبّب الاحتباس الحراري أكثر من الكربون خلال مدّة قصيرة.

ويؤثّر نوع الفحم وعمق المنجم في كمية الانبعاثات، فعلى سبيل المثال، تنبعث من مناجم بولندا العميقة كمية الميثان التي تطلقها المناجم في إندونيسيا نفسها، رغم أن إنتاج الفحم منها يمثّل أكثر من 5 أمثال.

ويشير التقرير أيضًا إلى أن مناجم الفحم تستمر في إطلاق كميات كبيرة من غاز الميثان، حتى بعد توقّفها.

الفحم - أسعار الفحم

الميثان والحياد الكربوني

تعدّ تقديرات غلوبال إنرجي مونيتور أن انبعاثات الميثان من مناجم الفحم أعلى بنحو 10 ملايين طن من تقييمات وكالة الطاقة الدولية، مما يشير إلى ضرورة إجراء تخفيضات أكثر حدّة، للبقاء على المسار الصحيح لتحقيق الحياد الكربوني.

وبحسب سيناريو الحياد الكربوني لوكالة الطاقة، يجب أن تنخفض انبعاثات غاز الميثان من مناجم الفحم بنسبة 11% سنويًا، حتى عام 2030.

ويدعو التقرير إلى ضرورة وضع لوائح جديدة وغير مسبوقة بشأن انبعاثات غاز الميثان من مناجم الفحم، جنبًا إلى جنب مع الإلغاء التامّ لمشروعات المناجم الجديدة، حال رغبة العالم في الوصول للحياد الكربوني، بحلول منتصف القرن الحالي.

كما إن هناك حاجة إلى نهج أكثر استهدافًا؛ لأن بعض أكبر مناجم الفحم في العالم ينبعث منها غاز الميثان أكثر 67 مرة من المناجم ذات الإنتاج المماثل، وفقًا للتقرير.

وفي قمة المناخ كوب 26، تعهدت أكثر من 100 دولة بخفض انبعاثات الميثان 30% بحلول عام 2030، لكن العديد من المساهمين الكبار في الانبعاثات العالمية، بما في ذلك الصين وروسيا والهند، لم يوقّعوا على هذا التعهد.

أكبر مُصدّري انبعاثات الميثان من تعدين الفحم

تعدّ الصين أكبر منتج ومستهلك للفحم عالميًا، لذلك تأتي في المرتبة الأولى لمصدّري انبعاثات الميثان من مناجم الفحم، إذ تمثّل 73% من الإجمالي العالمي، ما يعادل 3.17 مليار طن مكافئ من الكربون على مدى 20 عامًا.

وفي المركز الثاني، تأتي الولايات المتحدة، إذ تصدّر مناجم الفحم بها انبعاثات ميثان تُقدَّر بنحو 240 مليون طن مكافئ من الكربون لمدة 20 عامًا.

وتأتي روسيا وأستراليا في المركزين الثالث والرابع، بمقدار 194 و171 مليون طن مكافئ من الكربون، على مدى 20 عامًا.

وفي المركز الخامس، تأتي جنوب أفريقيا، إذ تبلغ انبعاثات الميثان من مناجم الفحم 101 مليون طن مكافئ من الكربون خلال 20 عامًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق