التغير المناخيالتقاريرالتقارير السنويةتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةتقارير الغازتقارير الكهرباءحصاد 2021رئيسيةطاقة متجددةغازكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

سوق الفحم في 2021.. مستويات قياسية ونقص بالإمدادات واضطرابات مناخية

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

من المرجح أن تسجل الكهرباء المولدة من الفحم أعلى مستوياتها على الإطلاق بنهاية 2021، وهو ما جاء مخالفًا التعهدات الدولية نحو تقليل الانبعاثات للوصول إلى حيادية الكربون.

وتضمنت توقعات التقرير ارتفاع توليد الكهرباء من الفحم عالميًا بنسبة 9% خلال العام الجاري، لتسجل 10350 تيراواط في الساعة، وهو أعلى مستوى على الإطلاق، والذي أرجعته لوكالة الطاقة الدولية -في تقرير حديث- إلى الارتفاع الحادّ في أسعار الغاز الطبيعي.

ورغم توقعات تسجيل الكهرباء المولدة من الفحم أعلى مستوياتها تاريخيًا خلال عام 2021، فإن حصة الفحم من مزيج الطاقة عالميًا خلال 2021 والتي تبلغ 36%، تعدّ أقلّ من ذروتها المسجلة عام 2007 بنسبة 5%، وفقًا للتقرير.

وعند النظر إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وحسب وحدة أبحاث "الطاقة" نجد أنه من المتوقع ارتفاع نسبة توليد الكهرباء بالفحم في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بنسبة تقارب 20% خلال عام 2021، ولكنه لن يصل إلى المستويات التي سجلتها خلال 2019.

وما زالت الصين والهند رغم جهودهما نحو الطاقة النظيفة، أحد المسببات الرئيسة التي ستدفع توليد الكهرباء من الفحم إلى تسجيل مستويات قياسية، إذ يمثّلان ثلثي استهلاك الفحم العالمي.

وقدّر التقرير أن تنمو الكهرباء المولدة من الفحم بنسبة 12% في الهند، ونحو 9% في الصين، الأمر الذي يعني تسجيل طاقة الفحم مستويات قياسية في كلا البلدين.

وبشكل عامّ، توقع التقرير أن تشهد سوق الفحم نموًا في الطلب العالمي الإجمالي بنسبة 6% خلال 2021، وبذلك تقترب من المستويات التي سجلتها في عامي 2013 و 2014.

ولقراءة حصاد 2021 بشأن النفط والغاز والطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، والذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة، يرجى الضغط هنا.

إنتاج الفحم

مع عودة النشاط الاقتصادي خلال العام الجاري، وبشكل أكبر من المتوقع ببعض الاقتصادات الكبرى، ومنها الصين، فشلت سوق الفحم في مواكبة انتعاش الطلب المرتفع على الوقود الأسود خلال العام الجاري 2021، ما تسبّب بانخفاض المخزون وارتفاع الأسعار في سوق الفحم.

وفشلت سوق الفحم في تغطية الطلب المرتفع، ما أسهم في انقطاع التيار الكهربائي وتعطّل المصانع في الصين والهند، الأمر الذي دفع إلى زيادة الإنتاج، وفق وحدة أبحاث الطاقة.

فحم - الفحم- الهند- روسيا

وعلى صعيد الدول المصدّرة للفحم، لم تستطع الاستفادة من ارتفاع الأسعار الناتجة عن نقص المعروض؛ بسبب اضطراب سلاسل التوريد نتيجة اضطرابات المناخ، مثل الفيضانات التي تعرضت لها المناجم الإندونيسية.

ويشار إلى أن زيادة الإنتاج في سوق الفحم خلال 2021 لتعويض نقص الطلب، جاء معظمها من مناجم موجودة أو أعيد فتحها بعد إغلاقها خلال مُدَد انخفاض الأسعار.

أسعار الفحم

رصد تقرير وكالة الطاقة ارتفاع أسعار الفحم خلال العام الجاري 2021 بشكل أكبر، مدعومًا بزيادة الطلب مقابل معروض منخفض، بالإضافة إلى اضطراب الإمداد وارتفاع أسعار الغاز الطبيعي عالميًا.

وخلال 2021، ارتفع الطلب الصيني على الفحم بنسبة 10% خلال الستة أشهر الأولى من العام، وفي المقابل لم يستطع الإنتاج أن يواكب وتيرة ارتفاع الطلب بسبب إغلاق العديد من المناجم خلال الأعوام السابقة، مع مخاوف الحكومة من زيادة المعروض.

وفي أوائل أكتوبر/تشرين الأول 2021، سجلت أسعار الفحم أعلى مستوياتها على الإطلاق، فعلى سبيل المثال، بلغ سعر الفحم الحراري المستورد في السوق الأوروبية نحو 298 دولارًا للطن.

ومع تدخّل الحكومة الصينية لمواجهة الطلب المرتفع لتحقيق التوازن، كان لذلك تأثير سريع في الأسعار بصفة عامة، إذ تراجعت الأسعار في السوق الأوروبية إلى 150 دولارًا للطن بداية من منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

ماذا عن حيادية الكربون؟

يرى تقرير وكالة الطاقة أن هناك فجوة كبيرة بين طموحات تقليل الانبعاثات للوصول إلى حيادية الكربون، والعمل على تحقيق ذلك في أرض الواقع.

فعلى الرغم من تعهدات العديد من الدول، ومن بينها الصين والهند، للوصول إلى حيادية الكربون، توقّع التقرير عدم حدوث ذلك على المدى القريب، مُرجعًا ذلك إلى أن تلك التعهدات ليس لها آثار قوية على الفحم حتى الآن.

ومع ذلك رأت وكالة الطاقة أن الالتزامات الجديدة في مؤتمر المناخ الذي عُقد مؤخرًا (كوب 26)، يضع ضغطًا إضافيًا على الفحم.

وأكدت أن مستوى الطلب في سوق الفحم باقتصاد حيادي الكربون سيعتمد على مدى نجاح نشر تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه واستخدامه.

ارتفاع استهلاك الفحم

توقعت الوكالة الدولية ارتفاع استهلاك الفحم إلى 7906 مليون طن خلال العام الجاري 2021، إذ أصبح انتعاش الطلب على الفحم أقوى بشكل كبير.

وأرجع التقرير ذلك إلى تعافي الاقتصاد العالمي بسرعة أكبر من المتوقع، مع الشتاء البارد والصيف الحار، والذي أدى إلى زيادة الطلب على الطاقة.

وجاء الجزء الأكبر من زيادة الطلب على سوق الفحم من 3دول، هي: الصين والهند والولايات المتحدة.

فحم - الفحم - فحم الكوك - الصين- بلغاريا

ومن المتوقع أن يرتفع الاستهلاك العالمي للكهرباء بنسبة 6% خلال 2021، إذ سيؤدي الانتعاش الاقتصادي عالميًا والظروف الجوية السيئة في تعزيز الطلب على الكهرباء، في الوقت الذي ستتأثر به الطاقة المتجددة بسبب قلة الأمطار وضعف الرياح في بعض المناطق.

ويقدّر التقرير تلبية الطاقة المتجددة والطاقة النووية نحو 39% من الطلب المرتفع على الكهرباء خلال 2021، بينما من المتوقع أن يغطي سوق الفحم والغاز أكثر من 800 تيراواط/ساعة من الكهرباء المطلوبة للاستهلاك.

وبحسب التقرير، تسبّب نقص إمدادات الغاز الطبيعي مع الارتفاع القياسي في أسعاره بانتعاش توليد الكهرباء من الفحم، خاصةً في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

تجاوز مستويات 2019

توقعت وكالة الطاقة ارتفاع توليد الكهرباء من الفحم عالميًا بنسبة 9% خلال العام الجاري 2021، لتتجاوز بذلك مستويات عام 2019.

وقدّر تقرير الوكالة ارتفاع توليد الكهرباء من الفحم خلال المدة من 2021 وحتى 2024 بنسبة 4.1% في الصين، و11% في الهند، و12% بجنوب شرق أسيا.

ومن المتوقع زيادة استخدام الفحم الحراري إلى 1370 مليون للطن خلال 2021، مع تعافي الاقتصاد العالمي.

وشهد استهلاك الفحم الحراري ارتفاعًا في أواخر عام 2020، وبدايات العام الجاري 2021، بدعم من عودة الإنتاج الصناعي والطقس البارد في الشتاء، بحسب وحدة أبحاث "الطاقة".

وبصفة عامة، يؤكد التقرير أن النمو الاقتصادي القوي خلال 2021 وحرارة الصيف مع انخفاض توليد الطاقة الكهرومائية تسبّب في زيادة استهلاك الفحم.

وتوقع التقرير زيادة استهلاك الفحم في الصين بنسبة 4% خلال العام الجاري 2021، ليصل إلى 4130 مليون طن، متجاوزًا الرقم القياسي المسجل في عام 2013.

ويعدّ قطاع الطاقة في الصين مسؤولًا عمّا يقرب من ثلث الاستهلاك العالمي في سوق الفحم، والذي من المتوقع أن يرتفع بشكل كبير خلال 2021.

الأحوال الجوية

كانت الأحوال الجوية المتسبب الرئيس، وفقًا لما رصده التقرير، في ارتفاع الطلب على الفحم خلال العام الجاري 2021.

وأسهم الطقس البارد الذي امتدّ من أواخر العام الماضي 2020 إلى أوائل العام الجاري 2021، في زيادة الضغط على سوق الفحم.

كما رفع موجة الحر خلال الصيف من استهلاك الكهرباء، والذي جاء في الوقت الذي تراجعت فيه الطاقة الكهرومائية مع قلة هطول المطر.

وفي الربع الثالث من العام الجاري، أو المدة من يوليو/تموز حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2021، برزت حالة عدم التوازن بين العرض والطلب في سوق الفحم، إذ عجز منتجو الفحم في مواكبة ارتفاع الطلب.

ومع حلول منتصف العام الجاري، قامت الصين بتقليص النشاط الصناعي في بعض المقاطعات نتيجة وجود أزمة في إمدادات الفحم، وعدم قدرتها على تلبية الطلب المرتفع.

وباختصار، يؤدي ارتفاع درجات الحرارة، وكذلك الطقس البارد، إلى زيادة استخدام الكهرباء، مما يرفع الطلب على الفحم.

وفي بعض الأحيان، تتأثر الطاقة المتجددة، والتي تعدّ حجر الزاوية في التخلص من الانبعاثات الضارة، بالأحوال الجوية، مما يؤثّر بدوره في إمدادات الكهرباء المولّدة منها.

ارتفاع حادّ باستهلاك الفحم في الهند

توقّعت وكالة الطاقة ارتفاع استهلاك الفحم في الهند بشكل حادّ خلال العام الجاري ليصل إلى 1056 مليون طن، متجاوزًا المدة التي سبقت عام 2019، مدعومًا بزيادة الطلب على الطاقة.

وقالت، إنه من المتوقع أن يشكّل توليد الكهرباء المعتمد على سوق الفحم 74% من مزيج الطاقة في عام 2021، مقابل 72% في عام 2020، وذلك على الرغم من التوسع المستمر لمصادر الطاقة المتجددة.

وأرجع التقرير الارتفاع الحادّ في استخدام الفحم إلى توصيلات الكهرباء الجديدة لـ28.2 مليون أسرة هندية، مع إعادة فتح الاقتصاد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق