رئيسيةتقارير الهيدروجينهيدروجين

انتقادات تنسف جدوى الهيدروجين الأخضر في أستراليا

ومطالبات بالتركيز على الطاقة المتجددة

أحمد أيوب

يبدو أن الزخم الكبير حول الهيدروجين الأخضر في أستراليا يواجه انتقادات كبيرة، مع رؤية بعضهم أن مشروعات الهيدروجين في البلاد وما تتطلبه من استثمارات هائلة لن تكون مجدية من الناحيتين الاقتصادية والعملية.

وتتبنّى السلطات الأسترالية الفيدرالية، وكذلك حكومات الولايات، خططًا طموحة لتعزيز إنتاج الهيدروجين خلال الأعوام المقبلة، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي المقابل، يرى الشريك المؤسس لمنظمة "ريوايرنغ أستراليا" غير الربحية، سول غريفيث، أن الحكومة يتعين عليها تركيز جهودها على استثمارات الطاقة المتجددة بدلًا من بذل الوقت للتركيز على استثمارات الهيدروجين الأخضر، بحسب ما نشره موقع رينيو إيكونومي (Renew Economy) المحلي.

الهيدروجين ليس الحل

انتقد سول غريفيث الدعم الحكومي القوي المتمثل في توفير مخصصات مالية كبيرة لتحويل أستراليا إلى قوة عظمى في مجال الهيدروجين الأخضر.

وأوضح أن الهيدروجين الأخضر في أستراليا يمضي في طريق محفوف بسوء التقديرات من حيث التكلفة الاقتصادية، مشيرًا إلى أنه يعدّ إهدارًا لثروات البلاد الوفيرة من الطاقة المتجددة.

الهيدروجين الأخضر في أستراليا
سول غريفيث - الصورة من The Canberra Times

وأضاف أن الفكرة القائلة بإمكان أداء الهيدروجين دورًا كبيرًا في مستقبل الطاقة "لا تعني شيئًا"، سواء من الناحية الاقتصادية أو العملية، حسبما ذكر في ورقة تضمنت كلمته المكتوبة أمام اللجنة البرلمانية الدائمة المشتركة.

وتجدر الإشارة إلى أن غريفيث لا يعدّ خبير الطاقة الأول، أو الوحيد الذي يشكك في الضجيج الهائل حول جدوى الهيدروجين الأخضر في أستراليا، لكن يوجد أيضًا خبير الطاقة لدى بلومبرغ مايكل ليبرايش.

ورغم ذلك، اتفق الرافضون للزخم حول الهيدروجين الأخضر على دوره المستقبلي لبعض لقطاعات، معلّقين الآمال على إمكانات الطاقة المتجددة.

استثمارات غير مجدية

لدى السلطات الفيدرالية وحكومات الولايات إستراتيجيات طموحة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أستراليا.

وتطمح المستهدفات طويلة الأمد للحكومة الفيدرالية إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر في أستراليا مقابل 2 دولار لكل كيلوغرام، كما أن الحكومة تضخ مبالغ طائلة في أعمال البحث والتطوير وعروض المشروعات.

وتتضمن مسودة خطة النظام المتكامل للشبكة القومية، التي أعدّها مشغّل سوق الكهرباء والغاز الأسترالي، ما يُعرف بسيناريو "القوة العظمى للهيدروجين".

ويشير هذا السيناريو إلى أنه من المقرر الانتهاء من توليد جميع القدرات الكهربائية المنتجة بواسطة الفحم بحلول عام 2032، وهو السيناريو الوحيد المتوافق مع مستهدفات الحفاظ على درجات الاحترار العالمي في نطاق 1.5 درجة مئوية، ضمن خطط تعزيز إنتاج الهيدروجين الأخضر في أستراليا.

وحول استثمارات القطاع الخاص، بلغ إجمالي الاستثمارات المستهدفة لما يزيد عن 90 مشروعًا نحو 250 مليار دولار أسترالي (166.8 مليار دولار أميركي) في ديسمبر/كانون الثاني من العام الماضي 2022، وربما زادت هذه القيمة خلال الأشهر القليلة الماضية.

وفي هذا الصدد، قال الشريك المؤسس لشركة "ريوايرنغ أستراليا"، سول غريفيث: "يمكن إنفاق هذه المليارات بشكل أفضل".

وتشير الورقة إلى أنه من المرجح أن يؤدي الإفراط في استثمارات الهيدروجين الأخضر في أستراليا إلى التأثير في مدخرات الأسر وعوائد الشركات، كما أن إسهامات هذه الاستثمارات في خفض الانبعاثات لن تكون كبيرة.

بدائل أخرى

يرى سول غريفيث أن التركيز على استثمارات الطاقة المتجددة يعدّ بديلًا أفضل، لافتًا إلى أن موارد أستراليا الهائلة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تؤهلها لتصبح قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة، وهو البديل الأفضل للتركيز على إنتاج الهيدروجين الأخضر في أستراليا.

وأضاف أن أستراليا تضم عددًا قليلًا من السكان في كل كيلو متر مربع، كما أن أراضيها شاسعة، لذا هناك فرصة لإنتاج المزيد من الطاقة المتجددة بأكثر من المعدل الحالي وأكثر من الاحتياج المحلي، وبتكلفة أرخص من الدول الأخرى.

الهيدروجين الأخضر في أستراليا
محطة طاقة شمسية ومحطة رياح الصورة من IEEFA

وأوضح أن أستراليا لديها فرصة هائلة لتصبح دولة رائدة عالميًا في استعمال الكهرباء المنتجة عبر مصادر متجددة في عمليات الإنتاج الأولية لثروات البلاد المعدنية، لاسيما مع توافر هذه الموارد الطبيعية بكميات كبيرة.

وقال، إن الصلب يُباع بنحو 10 أضعاف سعر خام الحديد، مضيفًا: "تحقق أستراليا عائدات بيع الحديد الخام تبلغ قرابة 78 مليار دولار، وإذا أدخلنا قيمة مضافة عليه وتصديره بصفته صلبًا، فيمكن أن تصل عوائدنا إلى نحو 707 مليارات دولار.

وفي سياق آخر، أشار غريفيث إلى أن الأمر ينطبق كذلك على تصنيع الألومنيوم من البوكسيت (أكسيد الألومنيوم المائي)، إذ يمكن جني 48 مليار دولار من الصادرات، أي 3 أضعاف ما تحققه البلاد الآن، ويتطلب هذا قدرًا هائلاً من الكهرباء المنتجة من الطاقة المتجددة.

يقول: "هذا يسلّط الضوء على أهمية تعزيز إنتاجنا من الطاقة المتجددة لتولّي مكانة القوة العظمى في العالم"، وهو ما يتناقض مع توجهات الحكومة لتعزيز إنتاج الهيدروجين الأخضر في أستراليا.

ضغوط دولية

أوضح سول غريفيث أن بعض الأطراف الدولية من أصحاب المصلحة ممن لديهم القدرة على التحكم في السوق- ومن بينها اليابان- ترى أن نمو إنتاج الهيدروجين الأخضر في أستراليا هو الخلاص للعديد من مشكلات أمن الطاقة التي تعاني منها.

وقال: "دافعت وكالة الطاقة الدولية أيضًا عن الهيدروجين بقوة، إذ توقعت أنه بحلول عام 2050 من المقرر أن استهلاك 50% من الكهرباء في العالم للحصول على وقود لا يُصدر أيّ انبعاثات، منتقدًا في الوقت ذاته عَدَّ الوكالة "لسان حال" الدول المنتجة للنفط والغاز.

وتابع: "لا يخفى على أحد أن جميع توقعاتها بشأن مسألة تحول الطاقة ليست في محلّها، ولكن مع ذلك فإن الحكومات تتعامل مع وكالة الطاقة الدولية بصفتها جهة استشارية".

وامتدادًا للانتقادات الموجهة للتركيز على إنتاج الهيدروجين الأخضر في أستراليا، أوضح الشريك المؤسس لمنظمة "ريوايرنغ أستراليا" -في الورقة التي قدّمها أمام لجنة التحقيق البرلمانية- أن تكلفة إنتاجه باهظة الثمن.

وأوضح أن إنتاج الهيدروجين الأخضر في بلاده يتطلب 3 أضعاف كميات الكهرباء لتشغيل آلة، كان من الممكن أن تعمل بثلث الكهرباء المستعملة لأول مرة في إنتاج الهيدروجين إذا خُزِّنَت في بطارية، وليس خلية هيدروجين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق