طاقة متجددةأخبار الطاقة المتجددةرئيسية

الطاقة المتجددة في أستراليا تسجل أطول أداء تشغيلي في العالم

تغطية الطلب المحلي بنسبة 100%

عمرو عز الدين

شهدت مشروعات الطاقة المتجددة في أستراليا تسجيل طفرة تشغيلية قياسية هي الأولى من نوعها في العالم خلال شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الجاري (2022).

وأظهرت بيانات مجمّعة تحقيق مشروعات ولاية جنوب أستراليا أداءً تشغيليًا مستمرًا لأكثر من 10 أيام متتالية؛ بما أسهم في تلبية 100% من الطلب المحلي، وفقًا لموقع رنيو إيكونومي المحلي المتخصص (Renew Economy).

ويُعَد هذا الأداء التشغيلي الأول من نوعه في العالم؛ إذ لم يسبق لأي شبكة أخرى تسجيل هذه الكمية من الطاقة المتجددة المتغيرة أو الاستمرار لهذا الوقت الطويل، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

10 أيام متواصلة

سجّل هذا الأداء القياسي خلال 10 أيام و9 ساعات متواصلة خلال المدة من 9 إلى 19 ديسمبر/كانون الأول 2022، بما يعادل 249 ساعة متواصلة دون انقطاع، وفقًا لمحلل بيانات سوق الكهرباء بمؤسسة غلوبال باور إنرجي، جيوف إلدريج.

وأسهمت مشروعات الطاقة الشمسية على الأسطح في تلبية الطلب المحلي بنسبة 92% خلال هذه المدة، مع تركز أغلب الإنتاج في النهار، بينما استحوذت طاقة الرياح على جزء قليل، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتتصل ولاية جنوب أستراليا بشبكة السوق الوطنية للكهرباء الرئيسة بولاية فيكتوريا، وغالبًا ما تستورد كميات من الكهرباء منها بصورة منتظمة.

وخلال مدة الأيام الـ10 القياسية لم تستورد الولاية إلا كمية صغيرة جدًا من شبكة فيكتوريا، كما خُفِّضَت طاقة العمل بمشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية خلال تلك المدة بإجمالي ألفين و590 غيغاواط/ساعة أو ما يقرب من 10% من الإنتاج المحتمل.

حل مشكلة الفائض

الطاقة المتجددة في أستراليا
مزرعة رياح بحيرة بوني في أستراليا - الصورة من موقع Iberdrola Australia

يلجأ مشغّلو محطات الطاقة المتجددة في أستراليا إلى خفض القدرة التشغيلية تدريجيًا مع وفرة المعروض وانخفاض الأسعار، وغالبًا ما يضطرون إلى وقف المحطات عن العمل في حالة هبوط الأسعار إلى ما دون الصفر.

ولا توجد في ولاية جنوب أستراليا -حاليًا- مساحة تخزين كافية لامتصاص الحمل الزائد من أداء مشروعات الطاقة المتجددة المتميز خلال الأسابيع الماضية.

ويمكن حل هذه المشكلة جزئيًا عن طريقة إضافة 3 بطاريات كبيرة الحجم في مدن تايلم بند، وبونجاما، وبليث، الواقعة جنوب شرق أستراليا، إضافة إلى الربط الكهربائي الجديد مع ولاية نيو ساوث ويلز لتصدير 800 ميغاواط زائدة عن الطلب المحلي على الأقل.

كما يمكن امتصاص الرياح والطاقة الشمسية الزائدة عن طريق المحلل الكهربائي للهيدروجين الأخضر المصاحب لمشروعات الطاقة المتجددة، وفقًا لخبير الطاقة بجامعة نيو ساوث ويلز ديلان ماكونيل.

ويمكن للمحلل الكهربائي أن يمتص الطاقة الزائدة ويحولها إلى كهرباء نظيفة يُعاد ضخها في الشبكة؛ ما قد يضمن استمرار تدفق الكهرباء للسكان في حالات اضطراب الرياح أو خفوت ضوء الشمس.

وأعلنت ولاية كوينزلاند الأسترالية، في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إطلاق أضخم مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر من طاقة الرياح والطاقة الشمسية بقدرة 10 غيغاواط، بالتعاون مع الملياردير الأسترالي، أندرو فورست.

وتتميز أستراليا بمناخ جيد من ناحية معدلات سطوع الشمس واندفاع الرياح في أغلب ولايات البلاد الجنوبية والشمالية والغربية؛ ما أسهم في نمو مشروعات الألواح الشمسية على الأسطح وتسجيلها أرقامًا قياسية.

رقم قياسي في أستراليا الغربية

الطاقة المتجددة في أستراليا
مشروعات الطاقة الشمسية على الأسطح - الصورة من بي في ماغزين أستراليا

أسهم قطاع مشروعات الطاقة الشمسية على الأسطح في توفير 72% من الطلب لشبكة ولاية أستراليا الغربية -أكبر شبكة معزولة في العالم- في أول أسبوعين من شهر سبتمبر/أيلول (2022)، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

واستطاع هذا القطاع توفير 71% إلى 72% من الطلب المحلي خلال يومين فقط من 10 إلى 11 سبتمبر/أيلول (2022)، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وصنف هذا الأداء ساعتها قياسيًا، إلى أن استطاعت ولاية جنوب أستراليا تسجيل أرقام فوق قياسية بتلبية 100% من الطلب المحلي لمدة 10 أيام متواصلة خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2022.

واستحوذ قطاع الطاقة الشمسية على الأسطح على المركز الثاني لتوليد الكهرباء في أستراليا -بعد الفحم- بقدرة 14.7 غيغاواط، وفقًا لتقرير صادر عن مجلس الطاقة الأسترالي في أغسطس/آب 2021.

%40 من المنازل

تتصدر ولايات كوينزلاند وجنوب أستراليا قائمة أكبر الولايات الأسترالية، من حيث عدد أنظمة الطاقة الشمسية المثبتة على أسطح 40% من منازل الولايتين على الأقل، كما سجّلت ولاية نيو ساوث ويلز نموًا ملحوظًا في هذا القطاع خلال العام الماضي.

كذلك سجلت ولاية أستراليا الغربية نموًا في عدد المشروعات التي أضافتها الأسر، وأسهمت في زيادة قدرة الشبكة الكهربائية إلى أكثر من 1.35 غيغاواط؛ بما جعل الطاقة الشمسية على الأسطح ثاني أكبر مولد للكهرباء في الولاية.

وأظهرت بيانات صادرة عن وزارة الطاقة الأسترالية، نمو قطاع الطاقة الشمسية على الأسطح بنسبة 600% خلال السنوات الـ10 الماضية.

كما توقعت الوزارة أن تصل نسبة المنازل المعتمدة على الألواح الشمسية إلى 50% بحلول عام 2030، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتخطط أستراليا لزيادة توليد الكهرباء من مشروعات الطاقة المتجددة إلى 82% بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 34% في الوقت الحالي.

كما تأمل الحكومة الأسترالية في خفض نسبة الانبعاثات الكربونية إلى 43% بحلول 2030، مقارنة بالمستويات المسجلة في عام 2005.

وتعتمد أستراليا على الفحم في توليد قرابة 60% من احتياجات الكهرباء، بينما يسهم الغاز في توليد 7%، أما مشروعات الطاقة المتجددة فتسهم بنصيب 34%.

وتوقّع تقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، تضاعف سعة الطاقة الشمسية المثبتة على الأسطح إلى 94.7 غيغاواط بحلول عام 2025.

وتتصدر أستراليا العالم من حيث نصيب الفرد من التركيبات الشمسية على الأسطح بنحو 746 واط لكل شخص، بينما تحل ألمانيا في المركز الثاني بنحو 668 واط، تليها اليابان بنحو 353 واط لكل فرد، وفقًا لتقرير ريستاد إنرجي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا...

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق