كهرباءأخبار الكهرباءرئيسيةروسيا وأوكرانيا

تصاعد أزمة الكهرباء في السويد وسط تحذيرات حكومية من انقطاع التيار

إرجاء إعادة تشغيل مفاعل نووي حيوي

عمرو عز الدين

تتجه أزمة الكهرباء في السويد إلى التصاعد خلال الشتاء الحالي، بسبب تداعيات أزمة الطاقة في أوروبا على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية وانقطاع إمدادات الغاز الروسي بصورة شبه كاملة.

وأصدرت الحكومة السويدية تحذيرًا إلى الأسر والشركات بضرورة الاستعداد لتحمل انقطاعات محتملة في التيار الكهرباء خلال الشتاء الحالي، بسبب توقف بعض المفاعلات النووية الرئيسة وبرودة الطقس المتوقعة، وفقًا لوكالة رويترز.

وقال وزير الدفاع المدني السويدي كارل أوسكار بوهلين، إن خطر تفاقم أزمة الكهرباء في السويد حقيقي، وعلى السويديين أن يستعدوا لذلك.

وأضاف بوهلين -في مؤتمر صحفي، الأربعاء 21 ديسمبر/كانون الأول 2022- إن هذا الوضع الكارثي لم تمر به السويد من قبل، وعلى الجميع تقبل فكرة انقطاع التيار بصورة قصيرة أو طويلة.

كما نصح بوهلين المواطنين بالاعتياد والتأقلم على هذا الوضع ومحاولة تدبير شؤونهم والاعتناء بأنفسهم في ظل أزمة الكهرباء المرشحة للتفاقم في السويد.

وارتفعت أسعار الطاقة في بلدان شمال أوروبا بشدة خلال هذا العام، وسط مخاوف من نقص الإمدادات بعد خفض صادرات الغاز الروسي بصورة شبه كاملة منذ التفجيرات الغامضة لخطوط نورد ستريم نهاية سبتمبر/أيلول 2022، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

لا تنسوا راديو الكهرباء

تحث الحكومة السويدية المواطنين منذ أشهر على ترشيد استخدام الكهرباء، وسط توقعات متشائمة من عدم قدرتها على ضمان تدفق التيار الكهربائي طوال الوقت.

وتتضمّن تعليمات الحكومة مجموعة من التوصيات والإرشادات الطارئة التي قد يؤدي اتباعها إلى تخفيف وطأة أزمة الكهرباء على قطاع المنازل تحديدًا.

وشملت هذه النصائح ضرورة الاحتفاظ بجهاز راديو يعمل بالبطاريات، بالإضافة إلى المصابيح الكهربائية، مع شراء كميات من المياه المعبأة والأطعمة سهلة التحضير، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

خصّصوا غرفة واحدة

أزمة الكهرباء في السويد
وزير الدفاع المدني السويدي، كارل أوسكار بوهلين - الصورة من موقع Tidningen Näringslivet

أضاف وزير الدفاع المدني السويدي كارل بوهلين نصائح أخرى، أبرزها تجهيز غرفة من المنزل بصورة تسمح ببقاء أفراد الأسرة فيها لأطول وقت ممكن، ما قد يوفّر استهلاك الكهرباء مع مرور الوقت.

وأعلنت شركة المرافق السويدية "فاتنفول" في 2 ديسمبر/كانون الأول 2022 إرجاء إعادة تشغيل مفاعلها النووي رينهالس 4 للمرة الثالثة إلى 23 فبراير/شباط 2022، ما أسهم في إرباك الحكومة السويدية التي كانت تأمل في وضع حد لانقطاعات المفاعلات النووية سريعًا.

وطلبت الحكومة السويدية الأسبوع الماضي من مشغل شبكة الكهرباء الوطنية ومنظم الطاقة في البلاد تكثيف جهودهما، لضمان أمن إمدادات الطاقة على المديين القصير والطويل.

ويُعد مفاعل رينهالس 4 من أهم المفاعلات النووية في السويد ودول شمال أوروبا، وكان من المقرر إعادة تشغيله نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2022، لكن ظهرت به عيوب أخرى تحتاج إلى إصلاح؛ ما دفع الشركة المشغلة إلى إرجاء التشغيل حتى نهاية شهر يناير/كانون الثاني 2023.

دول البلطيق تتأثر بالسويد

أدى تعطُّل هذا المفاعل منذ أغسطس/آب 2022 إلى ارتباك دول الشمال الأوروبي ومنطقة بحر البلطيق، لاعتمادها على شراء الكهرباء من السويد بأحجام كبيرة.

كما تستورد ألمانيا الكهرباء من ستوكهولم، لكن وضعها الاقتصادي القوي يمكنها من توفير البدائل بصورة أسرع من دول أوروبا الأخرى.

ووصف الرئيس التنفيذي لمشغل شبكة الكهرباء في فنلندا جوكا روسونين تعطل المفاعل النووي السويدي بأنها أخبار سلبية لبلاده، لاعتمادها على شراء الكهرباء من السويد بصورة كبيرة.

ويأتي تعطل هذا المفاعل الحيوي في وقت بالغ الحساسية بالنسبة إلى القارة الأوروبية العجوز التي تعاني اشتعال أسعار الطاقة أضعافًا مضاعفة، بسبب انقطاع إمدادات الغاز الروسي الذي اعتمدت عليه القارة بنسبة 40% في السابق.

الطاقة النووية تُسهم بنسبة 31%

أزمة الكهرباء في السويد
مفاعل رينهالس 4 في السويد - الصورة من موقع الشركة المشغلة فاتنفول

تُسهم الطاقة النووية بنسبة 31% من إجمالي إنتاج الكهرباء في السويد خلال العام الماضي 2021، ما يشير إلى حجم الأزمة المترتبة على استمرار تعطل المفاعلات النووية.

بينما تُسهم الطاقة الكهرومائية بنسبة 43%، وطاقة الرياح بنسبة 17%، في حين أسهمت محطات التدفئة بنسبة 4%، أما الطاقة الشمسية فلم تسهم إلا بنسبة 1%، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

واضطرت بعض الأسر السويدية -مؤخرًا- إلى إعادة تشغيل مواقد الحطب التي لم تُستخدم منذ مدّة طويلة، بسبب اشتعال فواتير الكهرباء منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية فبراير/شباط 2022.

وسجّلت أسعار الكهرباء في السويد مستويات قياسية خلال شهر أغسطس/آب 2022، بمتوسط سعر 3.05 كرونة سويدية (0.29 دولارًا أميركيًا) لكل كيلوواط/ساعة.

(الكرونة السويدية = 0.096 دولارًا أميركيًا)

يُشار إلى أن السويد واجهت أزمة في الكهرباء خلال الشتاء الماضي 2021، ولكن بصورة أقل مما تحذّر منه الحكومة خلال الشتاء الحالي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق