المقالاترئيسيةطاقة متجددةغازمقالات الطاقة المتجددةمقالات الغازمقالات النفطنفط

الطاقة المتجددة توفر لأذربيجان 30% من الكهرباء بحلول 2030 (مقال)

أومود شوكري - ترجمة: نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • أذربيجان تُصنَّف بين أكبر 25 منتجًا للنفط والغاز على مستوى العالم
  • • أذربيجان تمتلك موارد وفيرة للطاقة المستدامة، رغم اعتمادها على الغاز والنفط
  • • إمكانات مصادر الطاقة المتجددة المجدية اقتصاديًا والقابلة للاستخدام في أذربيجان تبلغ 27 ألف ميغاواط
  • • السعة الإجمالية لتوليد الكهرباء في أذربيجان تبلغ 7 آلاف و542.2 ميغاواط

تتجه أذربيجان إلى مصادر الطاقة المتجددة البديلة، وهي طاقة الرياح والطاقة الشمسية، على الرغم من اشتهارها باحتياطيات الهيدروكربونات في بحر قزوين وصادراتها من الغاز والنفط إلى أوروبا وتركيا وإسرائيل، وتجد نفسها من بين أكبر 25 منتجًا للنفط والغاز على مستوى العالم.

ووقّعت أذربيجان عقودًا كبيرة بقيمة 400 مليون دولار، في حين أشارت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أيرينا) إلى أنه على الرغم من الاعتماد على الغاز والنفط، تمتلك أذربيجان موارد وفيرة للطاقة المستدامة.

وتتعدى هذه الموارد تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى خيارات الطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الأرضية والكتلة الحيوية.

الطاقة المتجددة في أذربيجان

إذا تمكنت باكو من تطوير قطاع الطاقة المتجددة، فستكون البلاد على وشك الوفاء بالتزامات اتفاقية باريس لخفض إنتاج غازات الاحتباس الحراري، على الرغم من ذلك، فإن باكو قلقة بشأن تأثير الاحتباس الحراري، وترغب في الوفاء بهذه الالتزامات.

وتتطلع أذربيجان الآن إلى تخصيص 30% من حصّتها من مزيج توليد الكهرباء بمصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

الطاقة المتجددة في أذربيجان
محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في منطقة نخجوان بأذربيجان

وشهد مايو/أيار من العام الماضي (2021) توقيع اتفاقية بين باكو وشركة تيبسكو اليابانية لإنشاء مناطق طاقة خضراء في أذربيجان، مع التركيز على الأراضي المستصلحة، في الصراع بين أذربيجان وأرمينيا.

ووضعت الاتفاقية، التي وقّعها وزير الطاقة الأذربيجاني، خططًا لتطوير الاستخدام الفعّال للطاقة المتجددة في المنطقة.

ووقّعت المفوضية الأوروبية، قبل بضعة أسابيع، مذكرة جديدة مع جمهورية أذربيجان لزيادة صادرات أذربيجان السنوية من الغاز الطبيعي إلى أوروبا بما لا يقلّ عن 20 مليار متر مكعب بحلول عام 2027.

ويؤدي الغاز الطبيعي الأذربيجاني دورًا مهمًا بأمن الطاقة في بعض دول أوروبا الشرقية.

في الدول الأوروبية، التي يكون طلبها على الغاز منخفضًا نسبيًا، ومن ثم يمكن أن يكون غاز أذربيجان فعالًا في تقليل اعتماد الدول الأوروبية على روسيا.

إمكانات مصادر الطاقة المتجددة

تبلغ إمكانات مصادر الطاقة المتجددة القابلة للتطبيق اقتصاديًا والقابلة للاستعمال في أذربيجان 27 ألف ميغاواط، بما في ذلك 3 آلاف ميغاواط من طاقة الرياح، و23 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية، و380 ميغاواط من الطاقة الحيوية المحتملة، و520 ميغاواط من الطاقة الكهرومائية. ويُعدّ فصل الصيف أكثر الفصول ملاءمة لاستخدام الطاقة الشمسية، التي تحتوي على إمكانات عالية للطاقة الخضراء.

على عكس الفصول الأخرى، تكون الشمس في أوجها فوق البلاد حاليًا، وهذا يجعل استعمال طاقة الشمس مواتيًا ومجديًا.

علاوة على ذلك، تتمتع مدينة باكو، الواقعة في شبه جزيرة أبشيرون، وتسمّى "مدينة الرياح"، بفرص كبيرة لكل من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

تبلغ السعة الإجمالية لتوليد الكهرباء في أذربيجان 7542.2 ميغاواط، وتبلغ قدرة محطات الطاقة المتجددة، بما في ذلك محطات الطاقة الكهرومائية الكبيرة، 1304.5 ميغاواط، وهو ما يمثّل 17.3% من إجمالي السعة.

ويتيح الموقع الجغرافي والمناخ المناسب أذربيجان فرصًا واسعة لاستخدام مصادر الطاقة البديلة، ويجري العمل حاليًا على نطاق واسع في هذا الاتجاه، وهناك نتائج إيجابية.

وتشير الإحصائيات إلى وجود ديناميكيات إيجابية في هذا المجال، وقريبًا ستؤدي مصادر الطاقة البديلة دورًا مهمًا بإمدادات الطاقة في البلاد.

مشروعات الطاقة المتجددة

في 13 يناير/كانون الثاني، وضعت شركة أكوا باور السعودية حجر الأساس لمحطة خيزي أبشيرون لطاقة الرياح بقدرة 240 ميغاواط. وتُعدّ مزرعة الرياح الأذربيجانية 240 ميغاواط مشروع طاقة مستقلًا جديدًا.

وفي 15 مارس/آذار، وضعت شركة مصدر الإماراتية حجر الأساس لمحطة الطاقة الشمسية في "كاراداغ" بقدرة 230 ميغاواط، وهذا ما يوضح النطاق الواسع للعمل المنجَز في هذا الاتجاه. وبحسب رئيس أذربيجان إلهام علييف، فإن شركات الطاقة الرائدة في العالم مهتمة بالتعاون مع أذربيجان في هذا المجال.

بالإضافة إلى الفرص الطبيعية المتاحة في أذربيجان، فإن البيئة الاستثمارية المواتية تخلق ظروفًا خصبة لذلك، وقد أكدت أذربيجان جدارتها لتكون شريكًا موثوقًا به في جميع أنحاء العالم.

الطاقة المتجددة في أذربيجان
أحد مشروعات توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة

وقال نائب وزير الطاقة في أذربيجان النور سلطانوف، إن إحدى أولويات أذربيجان في خطة التنمية الاجتماعية والاقتصادية الوطنية لعام 2030 تتلخص في أن تصبح دولة نظيفة وصديقة للبيئة.

وتبلغ السعة القصوى لمصادر الطاقة المتجددة في أذربيجان حاليًا 17%، وتخطط حكومة أذربيجان لزيادة هذه القدرة إلى 30% بحلول عام 2030.

وهذا يعني أن على أذربيجان توليد 1500 ميغاواط من الكهرباء الإضافية في مجال الطاقة المتجددة.

وتبلغ السعة الإجمالية القصوى لأذربيجان نحو 8 آلاف ميغاواط، إذ تبلغ قدرة الطاقة الكهرومائية 1154.8 ميغاواط، وطاقة الرياح 66.1 ميغاواط، والطاقة الحيوية 37.7 ميغاواط، والطاقة الشمسية 45.9 ميغاواط.

وتُشَغَّل 4 محطات للطاقة الشمسية بسعة إجمالية تبلغ 33 ميغاواط في جمهورية نخجوان المتمتعة بالحكم الذاتي.

وبلغت القدرة المركبة لمصادر الطاقة المتجددة، باستثناء محطات الطاقة الكهرومائية الكبيرة، 194 ميغاواط في عام 2021.

واتُّخِذَ العديد من الخطوات المهمة في مجال الطاقة، في بداية العام، ويُعدّ هذا إنجازًا عظيمًا يشير إلى زيادة في النفوذ الاقتصادي والسياسي لأذربيجان.

في فبراير/شباط، افتُتِحَت محطة الكهرباء بسعة 385 ميغاواط، بَنَتْها شركة "أذر-إنرجي" الحكومية، وفي مايو/أيار وُضِع حجر الأساس لمحطة الطاقة الشمسية 230 ميغاواط.

ويشير ذلك إلى أنه في غضون 3 أشهر (من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار 2022)، تمّت تهيئة التوليد الجديد بقدرة 855 ميغاواط، كما تمّ إنشاء 385 ميغاواط، في 15 مارس/آذار 2022.

ووُقِّعَت اتفاقية مع شركة مصدر في دولة الإمارات العربية المتحدة لبناء محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 230 ميغاواط في منطقة كاراداغ بأذربيجان.

مكاسب مشروعات الطاقة المتجددة

من المهم الإشارة إلى أن محطة الطاقة الشمسية، بالتعاون مع شركة مصدر في دولة الإمارات العربية، ستوفر 110 ملايين متر مكعب من الغاز، وهو أمر ضروري لإنتاج كهرباء بحجم مماثل، وستمنع أكثر من 200 ألف طن من انبعاثات الكربون من الانطلاق في الغلاف الجوي.

وسيكون هذا دافعًا مهمًا لتطوير ريادة الأعمال في أذربيجان.

وستنشأ أكثر من 700 فرصة عمل دائمة خلال إنشاء المشروع، كما ستنشأ أكثر من 25 وظيفة دائمة خلال تشغيل المحطة.

ويمكن لأذربيجان الاستثمار بمشروعات الطاقة المتجددة في منطقة ناغورني كاراباخ، بعد حرب ناغورني كاراباخ الثانية، التي أدت إلى تحرير معظم الأراضي المحتلة في أذربيجان.

بالنظر إلى الزيادة في أسعار النفط والغاز وزيادة الدخل، من المتوقع أن تحقق باكو أهدافها في مجال الطاقة المتجددة بخطّة "رؤية 2030".

وبناءً على علاقات أذربيجان الجيدة مع الدول العربية والغربية، يمكن للشركات الأجنبية الاستثمار بسهولة في مشروعات الطاقة المتجددة، إذ توفر القوانين واللوائح السارية في أذربيجان شروطًا للاستثمار الأجنبي.

ويمكن أن تؤدي زيادة دور الطاقات المتجددة بمحفظة الطاقة في أذربيجان إلى تسريع عملية تحوّل الطاقة، والحدّ من تداعيات تغير المناخ، وتحقيق هدف انعدام الكربون على المدى الطويل.

الدكتور أومود شوكري، كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة، مؤلف كتاب "دبلوماسية الطاقة الأميركية في حوض بحر قزوين: الاتجاهات المتغيرة منذ عام 2001".

*هذا المقال يمثّل رأي الكاتب، ولا يعبّر بالضرورة عن رأي منصة الطاقة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق