التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةعاجلنفط

تصريحات متضاربة حول إنتاج إيران من النفط.. هل وصل إلى 3 ملايين برميل يوميًا؟

أمل نبيل

قال وزير النفط جواد أوجي، إن إنتاج إيران من النفط ارتفع إلى 3 ملايين برميل يوميًا، دون أن يحدد إذا كان هذا الرقم يخصّ النفط الخام فقط، أم النفط إجمالًا، بما يشمل (المكثفات).

بينما يشير تقرير منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك)، الصادر يوم الثلاثاء (13 ديسمبر/كانون الأول الجاري)، إلى أن إنتاج النفط الخام الإيراني، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بلغ 2.55 مليون برميل يوميًا.

وأضاف جواد أوجي، في تصريحات صحفية عقب اجتماع لمجلس الوزراء الإيراني اليوم الأربعاء 21 ديسمبر/كانون الأول (2022): "يبلغ إنتاجنا اليومي نحو 3 ملايين برميل".

ثم استطرد قائلًا: "زادت قدرة إنتاج الخام الخفيف في البلاد بمقدار 200 ألف برميل يوميًا بمبادرة من زملائي في شركة النفط الإيرانية الوطنية ومعهد أبحاث صناعة النفط".

التصريح أعلاه، يمكن من خلاله فهم أن الوزير يقصد برقم الـ 3 ملايين برميل، النفط الخام، لكن إذا افترضنا صحة ذلك أيضًا، فإنه بإضافة رقم الـ200 ألف برميل يوميًا، إلى أحدث بيانات الإنتاج وفقًا لمنظمة أوبك، لن يصل الرقم الإجمالي إلى ما ذكره الوزير.

وبحسب البيانات التي اطّلعت عليها منصّة الطاقة المتخصصة، تحتلّ إيران المرتبة الأولى في العالم من حيث إجمالي احتياطيات النفط والغاز.

ووفقًا لتقديرات وكالة "آرغوس ميديا" المعنية بشؤون الطاقة، فإن إنتاج النفط الخام الإيراني وصل إلى 2.57 مليون برميل يوميًا في المدة من يوليو/تموز إلى نوفمبر/تشرين الأول 2022.

النفط الإيراني في 2022

قال جواد أوجي، إن خبراء إيرانيين أطلقوا -أيضًا- مشروعًا في مصفاة "أصفهان" لإنتاج 15 مليون لتر من ديزل (يورو-5)، والذي سيُشَغَّل قريبًا، بحسب موقع برس تي في الإيراني (presstv).

ومع تشغيل هذا المشروع، سيُنتَج نحو 50% من الديزل المستهلك في البلاد، وفقًا لمعايير يورو-5، بحسب تصريحات الوزير، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

إنتاج إيران من النفط الخام
وزير النفط الإيراني جواد أوجي - الصورة من موقع presstv

وأوضح أوجي أن خطط تحسين جودة الوقود في مصفاتي "عبادان" و"تبريز" جاهزة للتنفيذ، مشيرًا إلى أن وزارته تعتزم بجدّية تحسين جودة الوقود بمصافي التكرير القائمة في البلاد.

وشدّد أوجي على أن صادرات إيران من النفط الخام والبتروكيماويات ستستمر دون انقطاع، معلنًا خطط طهران لتعزيز علاقات الطاقة مع الدول الصديقة، مثل الصين وروسيا، وجذب استثمارات من الخارج دون انتظار اتفاق بشأن رفع العقوبات.

وتخضع طهران لعقوبات أميركية منذ انسحاب الرئيس الأسبق للولايات المتحدة دونالد ترمب، من الاتفاق النووي، وهو ما ألقى بظلاله السلبية على صادرات البلاد النفطية وحرمانها من عائدات ملياريه.

كان وزير النفط الإيراني قد صرّح، في أكتوبر/تشرين الأول (2022)، بأن وزارته وجدت أسواقًا جديدة وطرق تصدير تمكّنها من زيادة صادراتها من النفط الخام ومكثّفات الغاز، مقارنة بالسنوات القليلة الماضية.

وأضاف: "بالإجراءات الجديدة التي أصدرها زملائي في الشؤون الدولية لشركة النفط الوطنية الإيرانية، تمكّنّا من إيجاد أسواق جيدة وجذابة لإنتاج إيران من النفط الخام ومكثّفات الغاز والمنتجات النفطية والمنتجات البتروكيماوية".

جاءت تصريحات وزير النفط الإيراني، بعد أن أعلنت وزارة الخزانة الأميركية إجراءات جديدة تستهدف عدّة شركات مقرّها الصين والإمارات العربية المتحدة وهونج كونج والهند، تتهمها الولايات المتحدة بالتورط في بيع منتجات نفطية وبتروكيماوية إيرانية.

ويوضح الجدول التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- إنتاج دول أوبك من النفط الخام وفقًا لتقديرات شركات المراقبة:

إنتاج إيران من النفط الخام

صادرات النفط الإيراني

في يوليو/تموز (2022)، قال وزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي، إن دخل البلاد من صادرات النفط والمكثّفات ارتفع بنسبة 580%، في الأشهر الـ4 الأولى من العام الإيراني (من 21 مارس/آذار وحتى 21 يوليو/تموز)، مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي 2021.

وفي الشهر الماضي، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن صادرات بلاده من النفط وصلت إلى مستويات ما قبل العقوبات الأميركية، على الرغم من مسعى العدو لشلّ صادرات النفط الخام، على حدّ قوله.

وتقدِّر العديد من مصادر صناعة النفط أن إيران تصدّر نحو مليون برميل من النفط الخام يوميًا، وتُبقي إيران حجم صادراتها من النفط والمنتجات النفطية مخفيًا منذ فرض العقوبات الأميركية، لكن كبار المسؤولين الإيرانيين يزعمون أن العائدات تتزايد باستمرار.

وترجّح شركات الأبحاث "تانكر تراكيرز" و"كبلر" و"فورتيسكا" إن إيران صدّرت نحو 810 آلاف إلى 1.2 مليون برميل يوميًا من النفط الخام في الأشهر الأخيرة، حسب موقع إيران إنترناشيونال (iranintl).

لكن إدارة معلومات الطاقة الأميركية تقّدر أن صادرات إيران من النفط الخام تبلغ حاليًا نحو 600 ألف برميل يوميًا، بالإضافة إلى ذلك، تبيع إيران ما لا يزيد عن 400 ألف برميل من المنتجات النفطية، مثل الديزل، يوميًا.

لا تكشف إيران -أيضًا- عن مقدار ما تجنيه من صادرات النفط الخام، لكن إذا أخذنا التقدير الأدنى البالغ 0.6 مليون شحنة سنويًا، ومتوسط ​​سعر 90 دولارًا للبرميل لعام 2022، سيبلغ إجمالي الإيرادات نحو 20-22 مليار دولار خلال عام 2022.

ومن شأن تقدير حجم الصادرات الأعلى بمقدار مليون برميل يوميًا أن يعود بإيرادات سنوية على إيران تبلغ نحو 32 مليار دولار، وإذا كانت إيران تصدّر نحو 400 ألف برميل يوميًا من هذه المنتجات النفطية، فهذا يعني تحقيق نحو 13 مليار دولار أرباحًا إضافية في عام 2022.

ومن ثم، فإن إجمالي عائدات تصدير النفط الإيراني لهذا العام سيتراوح بين 35-45 مليار دولار، اعتمادًا على حجم تصدير النفط الخام الأقرب إلى الواقع.

تعدّ هذه تقديرات تقريبية، إذ لا تتوافر المعلومات الكافية عن مقدار الخصم الذي تقدّمه إيران لمشتريها الرئيس "الصين"، ومقدار العملة الصعبة التي تستردّها من الصادرات.

يعتقد العديد من المراقبين أن طهران ربما تقايض بعض نفطها للحصول على الغذاء والضروريات الأخرى، فضلًا عن أن استعمال الوسطاء والأساليب غير المشروعة لإخفاء شحناتها وإعادة الأموال النقدية إلى الوطن، وسط العقوبات المصرفية الأميركية، يكلّف المزيد من المال.

احتجاجات عمّال النفط

تأتي تصريحات وزير النفط جواد أوجي، عن زيادة إنتاج إيران من النفط، وسط احتجاجات نظّمها مجموعة من عمّال النفط في جنوب إيران يوم السبت 17 ديسمبر/كانون الأول 2022، للمطالبة برفع الأجور ومكافآت التقاعد، بحسب مقاطع فيديو وتقارير نُشرت بمواقع التواصل الاجتماعي.

إنتاج إيران من النفط الخام
احتجاجات عمّال في إيران للمطالبة برفع الأجور - الصورة من موقع theworkersrights

وتأتي احتجاجات عمّال النفط وسط موجة مطّولة من الاضطرابات الشعبية في جميع أنحاء إيران، شكّلت أجرأ تحدٍّ للجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979، بحسب ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن رويترز.

وقالت وكالة أنباء "هرانا"، إن مجموعة من عمال النفط احتجّوا خارج شركة "بارس" للنفط والغاز في عسلوية بمحافظة بوشهر الجنوبية.

وأشارت الوكالة إلى أنه بالإضافة لزيادة الأجور ومكافآت التقاعد، كان إلغاء ضرائب الدخل المرتفعة وسقف الرواتب وتحسين خدمات الرعاية الاجتماعية والظروف الصحية من بين مطالب العمال المحتجّين.

وعسلوية هي مركز للمنشآت الإيرانية التي تُشغّل أكبر حقل غاز بحري في العالم، تشترك فيه إيران مع قطر عبر الخليج العربي.

تجدر الإشارة إلى أن الإنتاج اليومي للغاز الطبيعي في حقل بارس الجنوبي يبلغ 570 مليون متر مكعب.

ونشرت وكالة هرانا وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورًا لاحتجاجات مماثلة قام بها عمّال النفط الإيرانيون في مناطق، من بينها "الأهواز" عاصمة محافظة خوزستان الغنية بالنفط، و"غاشساران"، و"ماشهر".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق