تقارير التغير المناخيالتغير المناخيالتقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

الحياد الكربوني يقسم الأستراليين.. ومعارضة الطاقة المتجددة تتصاعد (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • 8 من كل 10 أستراليين يعتقدون أن التحول إلى الطاقة المتجددة أمر حتمي
  • أثار تركيب مزارع الرياح احتجاجات محلية قوية، خصوصًا في نيو ساوث ويلز وفيكتوريا
  • الأستراليون أصبحوا أكثر قلقًا بمرور الوقت، وتضاعفت نسبة القلق بين عامي 2011 و2022
  • شرائح متنوعة من السكان لديها وجهات نظر مختلفة بشأن موعد التحرك لكبح تغير المناخ

تتفاوت مواقف الأستراليين، من سكان المدن المكتظة والأقاليم النائية، بشأن التحول إلى الحياد الكربوني في بلادهم، بحلول عام 2050، وتتراوح الآراء بين داعم لمصادر الطاقة وقلق بشأنها رافض لها.

ويشير المراقبون إلى مفارقة تكمن في صميم الرأي العام الأسترالي بشأن تغير المناخ، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى الرغم من وجود دعم عام واضح لاتخاذ إجراءات حكومية جوهرية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، فإن هناك قلقًا قويًا بشأن التأثيرات المحلية للبنية التحتية الجديدة للطاقة المتجددة.

ويمثّل صعود مجموعات الاحتجاج في أقاليم أستراليا، التي تعترض على إنشاء مزارع الرياح وخطوط نقل الكهرباء، على وجه الخصوص، تحديًا خطيرًا لحكومة رئيس الوزراء، أنتوني ألبانيز، في إيصال أهمية التحول للحياد الكربوني إلى الجمهور، ومن حيث المبدأ، يبدو أن الأستراليين يؤيدون هذا التحول بقوة.

في استطلاع لتقرير بعنوان "مناخ البلاد "الذي أصدره معهد أستراليا، العام الماضي، ذهب اثنان من كل 3 مشاركين إلى حدّ القول بأن "بلادنا يجب أن تكون رائدة عالميًا في العمل المناخي".

التحول إلى الطاقة المتجددة أمر حتمي

وجدت دراسة أجرتها جامعة موناش الأسترالية، عام 2020، أن 8 من كل 10 أستراليين يعتقدون أن التحول إلى الطاقة المتجددة أمر حتمي، ويعتقد الثلثان بضرورة تصدير الطاقة المتجددة، بحسب موقع ذا كونفرسيشن (The Conversation) الذي ينشر آراء وتحليلات الخبراء والتقارير البحثية.

وتُظهر الدراسات دعمًا قويًا لإنتاج الطاقة المتجددة من خلال مزارع الطاقة الشمسية، إذ إن 90% من الأستراليين مستعدون للعيش على بعد 10 كيلومترات من المزرعة، وفقًا لدراسة أجرتها منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية CSIRO عام 2021.

وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة غارديان إسينشل اتGuardian Essential، في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، أن نحو 70% من المشاركين يدعمون مزارع الطاقة الشمسية، و60% يدعمون مزارع الرياح البحرية والبرية.

اتهامات لصناديق التقاعد بخيانة الحياد الكربوني في أستراليا

معارضة محلية للانتقال للحياد الكربوني

أثار تركيب مزارع الرياح احتجاجات محلية قوية، خصوصًا في ولايتَي نيو ساوث ويلز وفيكتوريا، وكان هناك رفض مجتمعي كبير لخطّة مشغّل سوق الطاقة الأسترالية لتركيب 10 آلاف كيلومتر من خطوط النقل الأرضية، التي تُعدّ أساسية لنقل الطاقة المتجددة إلى شبكة الكهرباء.

ولم يؤيدها سوى 35% من المشاركين في استطلاع مؤسسة غارديان إسينشل، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وفي تحدٍّ بالقدر نفسه من الخطورة للانتقال إلى الحياد الكربوني، رأى 70% من المشاركين أن الطاقة المتجددة لا ينبغي تطويرها "على حساب المجتمعات المحلية".

وفي محاولة لمعالجة هذه المخاوف، صاغت هيئة تشغيل سوق الطاقة الأسترالية قوانين جديدة للمشاركة المجتمعية لضمان مشاركة المجتمعات في وقت مبكر، بعملية تصميم مسارات خطوط النقل.

وتسعى التغييرات إلى ضمان حصول جميع أصحاب المصلحة على معلومات بشأن المشروع بطريقة واضحة، وفي الوقت المناسب، (بما في ذلك النصائح بشأن طريقة أداء دورهم على أفضل وجه)، والحصول على فرص للمشاركة بانتظام في جميع مراحل تخطيط المشروعات.

ويكشف الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- وجهات نظر الأستراليين بشأن خطط مكافحة تغير المناخ بين عامي 2011 و2022:

الحياد الكربوني

نظرة أكثر دقة للرأي العام

قد تبرز قضية أكبر تساعد في تفسير التوتر بين الدعم العام الواضح للعمل على وقف الاحتباس الحراري العالمي والمعارضة المحلية لمشروعات محددة في مجال الطاقة المتجددة، بحسب موقع ذا كونفرسيشن (The Conversation) الذي ينشر آراء وتحليلات الخبراء والتقارير البحثية.

وتنطوي دراسات التجزئة، التي أجراها لأول مرة في عام 2008 باحثون في جامعتي ييل وجورج ماسون في الولايات المتحدة، وتكررت في العديد من البلدان، بما في ذلك أستراليا، على أهمية واضحة لدى تفسير هذه المفارقة الواضحة.

وتقسّم هذه الدراسات وجهات النظر بشأن تغير المناخ إلى شرائح من السكان ذات مستويات مختلفة من القلق.

وقسّم البحث الأصلي الرأي العام الأميركي إلى 6 مجموعات: متخوف، قلق، حذر، غير منخرط، متشكك، رافض.

ويتراوح الطيف من أولئك الأكثر تخوفًا بشأن تغير المناخ الذين يميلون إلى اتخاذ أكبر قدر من الإجراءات، سواء في حياتهم الشخصية أو السياسية، إلى أولئك الذين إمّا لا يقبلون حدوث تغير المناخ، أو يشعرون أنه أمر لا يحتاج إلى الاهتمام والعناية.

وتُظهر مجموعة من دراسات التجزئة التي أجراها باحثون من أستراليا والولايات المتحدة في الأعوام 2011 و2016 و2020 و2022، أن الأستراليين أصبحوا أكثر تخوفًا بمرور الوقت، وتضاعفت نسبة القلقين بين عامي 2011 و2022.

ومع ذلك، تظهر الدراسات أن شرائح متنوعة من السكان لديها وجهات نظر مختلفة بشأن موعد التحرك لكبح تغير المناخ.

على سبيل المثال، يسلّط تقرير "بوصلة المناخ" لعام 2022 الضوء على أن الأشخاص في فئة القلقين -وهي المجموعة الأكبر، التي تضم واحدًا من كل 4 أستراليين-، يشعرون أن تغير المناخ يمثّل مشكلة خطيرة، ولكن آثاره ستكون محسوسة بشكل أكبر في الأجيال المقبلة.

ويرى هؤلاء الأستراليون أن تكلفة المعيشة تمثّل مشكلة أكثر إلحاحًا، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وسواء اتضحت الطرائق التي يؤثّر بها تغير المناخ في المجتمع أم لا، فإن معظم الأستراليين يدركون أن الأمر سيزداد سوءًا، ما لم يفعلوا شيئًا حيال ذلك.

وأظهر استطلاع مؤسسة غارديان إسنشل أن 31% فقط من المشاركين شعروا أنه من المحتمل جدًا أو "تمامًا" أن تحقق أستراليا هدفها في الوصول إلى الحياد الكربوني.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق