التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

صناعة التعدين في أستراليا تجتذب 1.2 مليون عامل لدعم اقتصاد البلاد (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • أنتجت أستراليا في خمسينيات القرن الـ19 نحو 40% من الذهب في العالم.
  • • يُستخدم الفحم لإنتاج نحو 80% من احتياجات الكهرباء في أستراليا.
  • • أستراليا هي رابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم بعد كندا وناميبيا وقازاخستان.
  • • أستراليا تمتلك 28% من موارد اليورانيوم القابلة للاستخراج المعروفة في العالم.
  • • أستراليا بها 0.3% فقط من سكان العالم ولكنها تنتج 1.2% من الانبعاثات العالمية.

نظرًا إلى تاريخها العريق، الذي يعود إلى عام 1791 تقريبًا، تُعَد صناعة التعدين في أستراليا محركًا أساسيًا لمستوى المعيشة وركيزة للاقتصاد الوطني؛ حيث يمثّل هذا القطاع 75% من صادرات البلاد.

علاوة على ذلك، يعمل ما يقرب من 1.2 مليون شخص في صناعة التعدين الأسترالية، وهي صناعة واسعة مشهورة في جميع أنحاء العالم بسبب حضورها المتميز في سوق التصدير، وفقًا لتقرير نشره مؤخرًا موقع شركة "سي إس جي" المتخصص في الصناعات.

إلى جانب ذلك؛ فإن ارتفاع عدد المناجم يعني أنها توفر سوق عمل ضخمة للمواطنين وعدد العمال الأجانب الذين يأتون للعمل في صناعة التعدين في أستراليا بسبب سمعتها العالمية، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

تاريخ التعدين في أستراليا

بصفتها بلدًا ينعم بإمدادات وفيرة من المعادن والموارد؛ تُعَد صناعة التعدين في أستراليا صاحبة تاريخ طويل، يعود إلى أول سكن بشري منذ نحو 60 ألف عام.

فقد بدأ السكان الأصليون أولى مراحل التعدين في أستراليا عند وصولهم، وشمل ذلك التنقيب عن الأحجار المناسبة لصناعة الأسلحة والأدوات والحفر لاستخراج المغرة، التي استخدموها لصنع أصباغ للطلاء المستخدم في الفن الصخري ورسم الجسم، وهو جزء لا يتجزأ من ثقافتهم وتراثهم.

التعدين في أستراليا
منطقة للتعدين في ولاية أستراليا الغربية - الصورة من مايننغ

عند وصول المستوطنين الأوروبيين إلى البلاد، بدأ التعدين في أستراليا على نطاق واسع. وصدر أول تقرير عن الفحم في عام 1791، وعثرت عليه عائلة من الوفدين إلى البلاد.

وجاء هذا الاكتشاف بعد 3 سنوات فقط من وصول الأسطول الأول لسفن المستوطنين. ويُعَد الموقع الدقيق غير معروف، ولكن يُعتقد أنه يقع في خور "غلينروك لاغون" بين منطقتي نيوكاسل وهنتر في ولاية نيو ساوث ويلز.

بعدَ 8 سنوات فقط، في عام 1799، صُدّر الفحم لأول مرة بشحنة أُرسلت إلى الهند، وهكذا بدأ تاريخ طويل من تصدير المواد المستخرجة.

وبدأ تعدين الرصاص في عام 1841، تلاه النحاس في عام 1842، وكانا مناسبتين متميزتين، إلا أن عصر ازدهار الذهب في خمسينيات القرن الـ19، وضع أستراليا على الخريطة العالمية.

واكتُشف الذهب، لأول مرة، بولاية نيو ساوث ويلز، في عام 1823، وفي العقود التالية، عمّت الاكتشافات جميع أنحاء أستراليا؛ ما أدى إلى "ازدهار الذهب".

وانتشرت أخبار الباحثين عن الذهب في جميع أنحاء العالم، وبدأ الناس في الهجرة إلى أستراليا، وقد أدى هذا النمو السكاني إلى زيادة التنمية الزراعية والصناعية.

نتيجة لذلك، شهدت خمسينيات القرن الـ19 إنتاج أستراليا لما يقرب من 40% من الذهب في العالم. وشهد النصف الأول من القرن الـ20 انخفاضًا في نشاط التعدين، بسبب ندرة الاكتشافات المعدنية الجديدة.

وشهد النصف الثاني من القرن طفرة في الموارد، بفضل اكتشافات تشمل النيكل والنفط والغاز الطبيعي واليورانيوم، وأدت هذه الاكتشافات إلى عودة الاهتمام العالمي بالموارد المعدنية للبلاد.

أهم موارد التعدين في أستراليا

تُعَد أستراليا موطنًا لثروة من المواد، التي قامت بتعدينها وتصديرها للمساعدة في دفع اقتصاد البلاد. فيما يلي لمحة عما يُعد من أهم 4 موارد لصناعة التعدين في أستراليا:

خام الحديد:

يُعد خام الحديد أهم مصدر لعائدات التصدير في أستراليا؛ حيث بلغت قيمته 133 مليار دولار في 2021-2022، حسبما نشرت مدوّنة ذا غلوبال تالنت إكسبرتس (The Global Talent Experts)، مؤخرًا.

وفي عام 2020، زادت شحنات خام الحديد من البلاد بمقدار 31 مليون طن إلى 867 مليون طن. وتُصدِّر أستراليا خام الحديد منذ الستينيات، وكان أول عميل لها هو اليابان للمساعدة في دعم إعادة تطويرها بعد الحرب.

في الوقت الحاضر، تُعَد الصين أكبر سوق تصدير لأستراليا، وهي أكبر منتج للصلب في العالم. تمثل الصين نحو 80% من صادرات خام الحديد في أستراليا.

الفحم:

تُعَد أستراليا أكبر مُصدِّر للفحم في العالم. وفي السنة المالية 2021، بلغت قيمة صادرات الفحم نحو 39 مليار دولار، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

بالإضافة إلى كونه مهمًا للغاية لسوق التصدير؛ فإن الفحم يساعد في تغذية البلاد بالوقود. ويستخدم الفحم في المقام الأول بوصفه وقودًا لإنتاج الكهرباء ويستخدم لإنتاج نحو 80% من احتياجات التغذية الكهربائية في البلاد.

ويُعَد "بيك داونز" أكبر منجم للفحم في أسترالي، ويقع في حوض بوين في ولاية كوينزلاند.

الذهب:

بالنظر إلى تاريخ ازدهار الذهب ووفرة موارده؛ فليس من المستغرب أن تستمر أستراليا في التركيز البارز في الطلب العالمي المتزايد على الذهب. وبلغ إجمالي صادرات أستراليا من الذهب 257 طنًا، في عام 2021 وحده.

التعدين في أستراليا
أعمال الحفر على عمق 400 متر بحثًا عن الذهب بمنجم "كينغ أوف ذا هيل" في أستراليا - الصورة من شبكة إيه بي سي

وتقع أكبر مناجم الذهب في ولاية أستراليا الغربية، التي تضم منجمَيْ بودنغتون و"كالغورلي سوبر بيت". ونظرًا إلى أنها تحمل لقب أكبر احتياطي منجم ذهب في العالم؛ فلا يوجد أي مؤشر على تباطؤ صناعة مناجم الذهب الأسترالية في أي وقت قريب.

اليورانيوم:

أستراليا هي رابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم، بعد كندا وناميبيا وقازاخستان، وتمتلك أستراليا 28% من موارد اليورانيوم القابلة للاستخراج المعروفة في العالم.

ونظرًا إلى الاستخدامات المحتملة للمادة؛ فإن أستراليا تصدرها في جميع أنحاء العالم إلى البلدان التي وافقت على استخدامها للأغراض النووية السلمية فقط.

ويتمثل الإمداد الأساسي لليورانيوم في توفير الوقود لتوليد الكهرباء بأسعار معقولة وعديمة الانبعاثات للناس في جميع أنحاء العالم.

الحدّ من تأثير التعدين في البيئة

تُعَد صناعة التعدين أمرًا حيويًا لدعم مستويات المعيشة وسوق الوظائف والاقتصاد في أستراليا؛ لذلك يرى المحللون أن من الأهمية بمكان أن يظل القطاع مزدهرًا في المستقبل.

ودفعت زيادة الضغط الاجتماعي وأصحاب المصلحة صناعة التعدين لتحمُّل مسؤولياتها الاجتماعية والبيئية والحوكمة.

وأظهر تقرير صادر عن مركز الأبحاث الأسترالي، في عام 2019، أن صناعة التعدين وأستراليا، بشكل عام، كان عليهما العمل لتحفيف انبعاثاتهما الكربونية، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتوصّل التقرير إلى النتائج التالية:

  • أستراليا تضمّ 0.3% فقط من سكان العالم، وتنتج 1.2% من الانبعاثات العالمية.
  • تطلق أستراليا كميات من غازات الاحتباس الحراري تفوق انبعاثات أكثر من 40 دولة لديها عدد كبير من السكان.
  • أستراليا هي خامس أكبر مصْدر لكربون الوقود الأحفوري، وتأتي بعد الصين، والولايات المتحدة، وروسيا، والمملكة العربية السعودية.
  • بالنسبة لكل مواطن أسترالي، تستخرج الدولة 57 طنًا من الوقود الأحفوري وثاني أكسيد الكربون سنويًا، أي 10 أضعاف المتوسط العالمي.

وتسلط نتائج مثل هذه التقارير البيئية الضوء على العمل اللازم لخلق مستقبل أكثر اخضرارًا واستدامة.

في عام 2021، تعهّدت الحكومة الأسترالية بالعمل على تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050 مع الحفاظ على الوظائف الأسترالية وخلق فرص جديدة للصناعات، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

من ناحيته، أصدر رئيس الوزراء الأسترالي، آنذاك، سكوت موريسون، خطة أستراليا طويلة الأجل للحد من الانبعاثات بوصفه جزءًا من هذا الهدف.

وتحدد هذه الخطة، التي تركز على التكنولوجيا، مسارًا واقعيًا لأستراليا لتحقيق أهدافها في الحياد الكربوني؛ ما يجعل أستراليا رائدة في تكنولوجيا الانبعاثات المنخفضة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق