تقارير التكنو طاقةتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءتكنو طاقةرئيسيةطاقة متجددةكهرباء

بالأرقام.. تكلفة الكهرباء تقود تحوّل مزارع أستراليا للطاقة الشمسية

ولاية نيوثاوث ويلز تخصّص 32 مليار دولار لمشروعات الطاقة المتجدّدة

ترجمة وتحرير: كريم الدسوقي

"حسابات الكلفة تتّجه لدعم إنتاج نظيف للكهرباء".. عبّر عدد من المزارعين وأصحاب مزارع الدواجن، بهذه الخلاصة، عن قيادة انخفاض أسعار الألواح الشمسية في أستراليا، المزارع والمراعي إلى التحوّل نحو الطاقة المتجدّدة، خاصّةً في ظلّ ارتفاع متوقّع لأسعار النفط، عام 2021.

تحتاج تربية الدواجن إلى كمّية كبيرة من الكهرباء، حيث يلزمها وجود حظائر مكيّفة الهواء، لضمان سلامة الدجاج، الأمر الذي يمثّل كلفة اقتصادية كبيرة على أصحاب المزارع، تزامنًا مع الارتفاع المضطرد في فواتير الاستهلاك.

"بريت لانغفيلد" واحد من هؤلاء الذين عانوا من هذا الارتفاع، وأدرك أنّه بحاجة إلى التصرّف ليستثمر في عشرات الألواح الشمسية، ويتمكّن من توفير 525 كيلو واط من الكهرباء لمزرعته الواقعة بالقرب من مدينة يونغ بولاية نيوثاوث ويلز، وفقًا لما أورده الموقع الإلكتروني لشبكة "إيه بي سي نيوز".

وتزوّد الألواح الشمسية مزرعة لانغفيلد -التي تضمّ نحو نصف مليون دجاجة- بما يكفي لتوفير 30% من كلفة فاتورة استهلاك الكهرباء.

لذا، يشير المزارع الأسترالي إلى أن قرار بعض منتجي البيض بالانتقال إلى الطاقة الشمسية، صديق للبيئة، لكنّه كان بدافع اقتصادي أيضًا، قائلًا: "صناعتنا ذات مصادر طاقة منخفضة الكربون للغاية (..) نحاول أن نكون أكثر كفاءة ومسؤولية".

ويلقى "لانغفيلد" وزملاؤه تشجيعًا من منظّمة (بيض أستراليا Australian Eggs) غير الربحية، التي تعمل مع المنتجين في البحث والتطوير باتّجاه مسار الطاقة الشمسية، والانتقال بصناعة إنتاج البيض إلى الحياد الكربوني.

وبحسب المدير الإداري للمنظّمة، روان ماكمونيس، فإن 10 من أكبر 12 منتجًا للبيض في أستراليا لديهم شكل من أشكال إنتاج الطاقة الشمسية، التي تعمل على تشغيل مزارعهم.

وأضاف أن المنظّمة طوّرت آليّة تسمح لأصحاب مزارع الدواجن برؤية كيفية عمل الطاقة الشمسية في مزارعهم، ومقدار ما يمكنهم تقليله من فواتير الكهرباء.

لكن الاتّجاه نحو الطاقة الشمسية لا يقتصر على مزارع الدواجن، إذ أعلنت حكومة نيو ساوث ويلز (جنوب شرقي أستراليا) اعتماد تمويل بقيمة 32 مليار دولار للطاقة المتجدّدة، على مدى العقد المقبل، في محاولة لخفض تكاليف الكهرباء بالمنازل والشركات.

وتشجّع حكومة الولاية ومنظمات مدنية، المستثمرين في الصناعات الزراعية، على تركيب الألواح الشمسية، أو تأجير أراضي مشروعاتهم لمطوّري المزارع الشمسية.

وترى مديرة مؤسّسة مزارع الطاقة المتجدّدة الاستشارية، كارين ستارك، أن الحصول على إيجار نظير تركيب الألواح الشمسية أمر مشجّع لملّاك الأراضي، إذ يمكّنهم من الحصول على دخل ثانوي، على مدى السنوات الـ 25 القادمة.

وتقول: "يمكن للناس أن يروا أن الطاقة النظيفة هي التي ستساعد في توفير كهرباء أرخص، خلال السنوات المقبلة، في وقت يزامن اتّجاهًا لإغلاق محطّات الطاقة التي تعمل بالفحم".

وحول احتمال تعارض تركيب الألواح الشمسية بالمراعي مع عمليات الزراعة، ردّت ستارك بثقة: "لا حاجة إلى غلق الأرض لتركيب ألواح الطاقة الشمسية، لأن المزارعين يمكنهم الجمع بين الزراعة والطاقة".

وأوضحت أن رعاية الماشية ممكنة بين الألواح الشمسية، بما يوفّر فوائد متعدّدة لأصحاب الأراضي ومطوّري توليد الطاقة، على حدّ سواء.

وفي الإطار ذاته، يؤكّد الباحث في سلامة الزراعة والبيئة، ستيفن وايدرمان، أن صناعة إنتاج البيض في أستراليا تتّجه نحو تحسين استخدام الطاقة وتخفيض الانبعاثات، مؤكّدًا أن هذا الاتّجاه لا يقتصر على مزارع الدواجن، بل يشمل سلسلة التوريد بأكملها، بما في ذلك صناعة العلف، ونقل المنتج إلى السوق.

ويشير وايدرمان إلى أن البحوث أثبتت أن 75% من الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري في المزارع الأستراليّة تتعلّق بطريقة استخدام الكهرباء فيها.

ويأتي توجّه المزارع الأستراليّة بعد قرابة عامين من إعلان سلطات ولاية أستراليا الجنوبية، في فبراير/شباط 2018، خطّة لتحويل آلاف المنازل إلى أكبر محطّة افتراضية لتوليد الكهرباء في العالم، بالتعاون مع شركة تيسلا الأميركية.

وبموجب الخطّة، تمّ إمداد نحو 50 ألف منزل في الولاية بألواح شمسية وبطّاريات من إنتاج تيسلا، ورُكِّبَت الألواح الشمسية والبطّاريات دون مقابل.

وحينها أُعلِن أن تمويل المشروع يأتي من مبيعات الفائض من الطاقة الكهربائية المنتجة، ومنحة من حكومة الولاية بقيمة مليوني دولار أسترالي (1.6 مليون دولار أميركي)، بالإضافة إلى قرض بقيمة 30 مليون دولار أسترالي من صندوق استثماري حكومي لتكنولوجيا الطاقة المتجدّدة.

وتُقدّر شركة وود ماكنزي لأبحاث واستشارات الطاقة، أن الطلب العالمي على الطاقة الشمسية قد يرتفع بنسبة 5% على أساس سنوي، هذا العام، رغم أزمة فيروس كورونا المستجدّ.

وأورد تقرير حديث للشركة، أن مثل هذا النموّ -حال تحقّقه- يعني زيادة القدرة الكهروضوئية، لهذا العام، بنحو 115 غيغاواط.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق