التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

الديزل الروسي يواصل التدفق إلى أوروبا.. ما دور السعودية والإمارات؟

ياسر نصر

ما يزال الديزل الروسي يتدفق إلى الأسواق الأوروبية، على الرغم من قرار دول الاتحاد الأوروبي التوقف عن استيراد المشتقات النفطية من موسكو بدءًا من فبراير/شباط 2023، في إطار حملة عقوبات إثر غزو أوكرانيا.

فقد أظهرت بيانات تتبّع السفن أن كميات قياسية من الوقود الروسي تدفّقت إلى الشرق الأوسط في مارس/آذار، إذ استغل التجّار فرصة الأسعار المنخفضة لتخزين الوقود في الفجيرة بدولة الإمارات، وكذلك في السعودية، مما عزز الصادرات.

وتحولت منطقة الشرق الأوسط إلى مورّد رئيس لوقود الديزل إلى أوروبا وأفريقيا، مع إضافة مخزونات إلى آسيا.

وعززت واردات الديزل الروسي إنتاج المصافي في السعودية والكويت، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتراجعت حصة مصدّري الديزل الآسيويين من الأسواق الأوروبية والأفريقية، مما يزيد من الضغط على الأسعار وهوامش التكرير في الشرق الأوسط، والتي تحوم قرب أدنى مستوياتها في أكثر من عام.

صادرات الديزل الروسي إلى الشرق الأوسط

أظهرت بيانات تتبّع السفن من رفينيتيف وكبلر وفورتكسا تفريغ ما لا يقلّ عن 500 ألف طن (3.725 مليون برميل) من الديزل الروسي في الفجيرة والسعودية خلال مارس/آذار، مقارنة مع عدم وصول أيّ شحنات وقود روسي تقريبًا قبل عام.

الديزل الروسي
وقود الديزل - أرشيفية

واستحوذ الشرق الأوسط على ما يزيد قليلًا على 10% من صادرات الديزل الروسية التي تمّ تحميلها في فبراير/شباط ومارس/آذار.

وحظر الاتحاد الأوروبي واردات الخام ثم المشتقات النفطية الروسية في ديسمبر/كانون الأول وفبراير/شباط على الترتيب، ما دفع موسكو إلى توجيه الشحنات لمناطق أخرى.

وزادت القيود المفروضة على تقديم شركات غربية لخدمات التأمين والسفن لروسيا من صعوبة مهمة بيع النفط الروسي، وفضّل التجّار تخزين النفط في مراكز مثل الفجيرة قبل إعادة تصديره.

واردات السعودية من الديزل الروسي

استوردت السعودية 261 ألف طن من الديزل الروسي في مارس/آذار وأوائل أبريل/نيسان، وهي أكبر كمية تتلقاها من روسيا على الإطلاق.

وأظهرت بيانات رفينيتيف وفورتكسا أن إحدى الشحنات توجهت إلى ميناء رأس تنورة، بينما تمّ تفريغ 3 شحنات في جدة.

وجرى تداول شحنات الديزل الروسية تحميل مارس/آذار بسعر يتراوح بين 60 و70 دولارًا للبرميل على أساس التسليم على ظهر السفينة، وهو ما يعادل خصًما بمقدار 20 دولارًا للبرميل تقريبًا عن خامات الشرق الأوسط القياسية.

وتقلّ أسعار الديزل الروسية المتداولة عن السقف السعري البالغ 100 دولار للبرميل الذي حددته مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، ويسمح للتجّار بالحصول على خدمات السفن والتأمين الغربية.

وقال مدير الأبحاث في مؤسسة وود ماكنزي، مارك ويليامز: "يجب أن تكون الخصومات كبيرة نظرًا لمعدلات أسعار الشحن والمخاطرة الكبيرة لضمان بقاء التكاليف أقلّ من سعر البرميل البديل".

الديزل الروسي
ناقلة تحمل وقود الديزل - أرشيفية

صادرات الديزل من الشرق الأوسط

أظهرت بيانات من رفينيتيف أن صادرات الديزل الشهرية من الشرق الأوسط إلى شمال غرب أوروبا تجاوزت في المتوسط مليون طن شهريًا (7.45 مليون برميل) في الربع الأول من عام 2023، ارتفاعًا من 785 ألف طن شهريًا في الربع الأخير من 2022.

* الطن يعادل 7.45 برميلًا.

كما أظهرت البيانات أن شحنات تحميل مارس/آذار تمّ تصديرها إلى أفريقيا بلغت أعلى مستوى في 4 أشهر عند 2.57 مليون طن، ارتفاعًا من متوسط شهري بلغ 1.3 مليون طن تقريبًا في 2022.

كما سجلت الكميات إلى آسيا مستوى مرتفعًا جديدًا لشهر مارس/آذار، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.

وقال محللو إنرجي أسبكتس: "ارتفعت صادرات الشرق الأوسط إلى آسيا إلى 150 ألف برميل يوميًا في مارس/آذار، مما عوّض بعض الفراغ الذي خلّفه تباطؤ الصادرات الصينية".

صادرات السعودية إلى أوروبا

أظهرت البيانات أن السعودية زادت صادرات الديزل إلى أوروبا من مدينتي ينبع ورابغ، إذ تدير عملاقة النفط أرامكو عددًا من المصافي بشكل مشترك مع شركات إكسون موبيل وسينوبك وتوتال إنرجي وسوميتومو كيميكال.

الديزل الروسي
مضخة ديزل في إحدى محطات الوقود - أرشيفية

ومن الممكن أن يأتي المزيد من الصادرات من مصفاة جازان في السعودية التابعة لأرامكو، كما ستعزز مصفاة الزور الكويتية الإنتاج هذا العام، بالإضافة إلى مصفاة الدقم العمانية التي من المتوقع أن تبدأ التشغيل التجاري في الربع الثالث من 2023.

كان عدد من التجّار قد أشاروا إلى أن السعودية تعيد تصدير الديزل الروسي إلى وجهات أخرى، بعد إجراء بعض عمليات التكرير؛ نظرًا لاحتوائه على نسبة عالية من الكبريت.

وتاريخيًا، كانت تحتاج صادرات الديزل الروسي إلى أوروبا المرور على المصافي لتخليصها من الكبريت، ومن ثم ستحتاج المصافي السعودية إلى العمل بالمثل، سواء لاستعماله على المستوى المحلي أو لإعادة التصدير.

وقال محللو وود ماكنزي، إن زيادة الإمدادات يمكن أن تؤثّر في هوامش التكرير العالمية التي قد تصل إلى 6.60 دولارًا للبرميل في الربع الرابع، بانخفاض عن متوسط بلغ 11 دولارًا في الربع نفسه من عام 2022.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق