التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

الطلب على النفط في الصين ينتظر قفزة كبيرة خلال 2023

وروسيا تحافظ على إنتاجها رغم الحظر والعقوبات

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • قطاعا السفر البري والجوي في الصين يشهدان انتعاشًا قويًا بعد سنوات من إجراءات الإغلاق
  • • معظم المحللين قاموا بتنقيح تقديراتهم لاستهلاك النفط والغاز في الصين حتى نهاية العام الحالي
  • • الطلب الصيني على النفط قد يقلل من القدرة الإنتاجية الاحتياطية للنفط في العالم
  • • الطلب الآسيوي على الغاز الطبيعي المسال ارتفع مع انخفاض الأسعار

من المتوقع أن يتجاوز الطلب على النفط في الصين، خلال العام الجاري (2023)، المستويات السابقة الأخيرة، نتيجة لرفع قيود مكافحة جائحة كوفيد-19 والاستهلاك المحلي القوي ومحاولات زيادة المخزونات، التي قد تُضعف سعة النفط الفائضة العالمية، بحسب رئيس شركة فيتول آسيا، مايك مولر.

وقال مولر: "إن مصافي التكرير الصينية، التي رفعت من معدلات تشغيلها، وزادت الصادرات إلى الحدّ الأقصى في الربع الأخير من العام الماضي، وسط محاولة البلاد لتحقيق التوازن في السوق، لا تورّد الكثير الآن،" حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف أن ذلك أدى إلى "انطباع صعودي إلى حدّ ما، فيما يخصّ الطلب على النفط في الصين، وذلك بعد العام الصيني الجديد" في يناير/كانون الثاني، وفقًا لما نشرته شركة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).

وتابع مولر: "توقّفت هذه الصادرات بالكامل؛ لأن الهوامش المحلية كانت جيدة، والاستهلاك المحلي كان قويًا، ويبدو أن هناك بعض الرغبة في تكوين مخزون بدلًا من طرحه في السوق الدولية".

وأوضح أن معظم المحللين ربنا نقّحوا تقديراتهم بشأن استهلاك الغاز والنفط في الصين حتى نهاية العام الحالي بشكل كبير، "مما سيجعل عام 2023 أحد أفضل الأعوام التي شهدناها من حيث الطلب على أساس سنوي".

وأضاف أن "الطلب على النفط في الصين قد يقلل من القدرة الإنتاجية الاحتياطية للنفط في العالم، التي تتركز غالبًا في أيدي الصين وروسيا، مع تراجع إنتاج السوائل الصخرية في الولايات المتحدة وسط تصاعد التكاليف ونشر منصات الحفر بأقلّ من المتوقع".

توقعات صعودية للطلب الصيني

تُعدّ وكالة الطاقة الدولية -التي تتخذ من باريس مقرّا لها- من بين المنظمات التي تحولت إلى الاتجاه الصعودي تجاه الصين.

وقد رفعت الوكالة -بحسب أحدث تقاريرها الشهرية عن سوق النفط، الذي نُشِر في 15 فبراير/شباط- تقديراتها لنمو الطلب على النفط عالميًا لهذا العام بمقدار 100 ألف برميل يوميًا إلى مليوني برميل يوميًا، على خلفية انتعاش الصين وتعافي قطاع الطيران.

الطلب على النفط في الصين
مصفاة نفط في الصين - الصورة من رويترز

في المقابل، توقعت منظمة أوبك، في تقريرها الشهري الأخير عن السوق، الذي نُشر في 14 فبراير/شباط، أن يرتفع استهلاك الصين من النفط بمقدار 400 ألف برميل يوميًا على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2023، و800 ألف برميل يوميًا عن العام في الربع الثاني.

يأتي ذلك في الوقت الذي يشهد فيه قطاعا السفر البري والجوي انتعاشًا قويًا بعد سنوات من إجراءات الإغلاق الصارمة، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقد تخفض الصين صادراتها من منتجات النفط النظيف إلى 1.5 مليون طن متري (385 ألف برميل يوميًا)، في مارس/آذار، من أكثر من 3 ملايين طن متري في الأشهر السابقة.

ويعود ذلك إلى موسم الصيانة، بينما يتعافى الطلب المحلي وسط إعادة انفتاح مقترنة بهوامش تصدير سلبية، بحسب ما أخبرت مصادرُ السوق شركةَ إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس.

وأظهرت بيانات إس آند بي غلوبال أن واردات المواد الأولية لدى مصافي التكرير المستقلة في الصين تراجعت بنسبة 8.9% على أساس شهري إلى 15.18 مليون طن متري أو 3.97 مليون برميل يوميًا في فبراير/شباط.

وعلى الرغم من هذه الإشارات الصعودية بالنسبة للصين، يظلّ مسؤولو أوبك حذرين وسط قرار المنظمة في أكتوبر/تشرين الأول بخفض مليوني برميل يوميًا من حصص إنتاج النفط، بدءًا من نوفمبر/تشرين الأول وحتى نهاية عام 2023.

وشهدت اجتماعات أوبك+ اللاحقة في ديسمبر/كانون الأول وفبراير/شباط، التزام التحالف، الذي تشارك في رئاسته السعودية وروسيا، بالتخفيضات، على خلفية خفض روسيا للإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميًا في مارس/آذار، ردًا على العقوبات الغربية على خامها في أعقاب غزوها أوكرانيا عام 2022.

روسيا مكتفية ذاتيًا

في 5 ديسمبر/كانون الأول، فرضت دول مجموعة الـ7 سقف أسعار قدره 60 دولارًا للبرميل على النفط الروسي، بالتوازي مع بدء حظر الاتحاد الأوروبي على واردات الخام من موسكو.

الطلب على النفط في الصين
ناقلة نفط خام في ميناء تشوشان بمقاطعة تشجيانغ الصينية – الصورة من رويترز

وقد فرضت مجموعة الـ7، في 5 فبراير/ شباط، سقف أسعار على منتجات الخام الروسية، لتتزامن مع حظر الاتحاد الأوروبي على هذه المشتقات النفطية، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى الرغم من سقف الأسعار وعقوبات الاتحاد الأوروبي، تمكنت روسيا من الحفاظ على إنتاجها، إذ انخفضت كمياته فقط 10 آلاف برميل يوميًا على أساس شهري إلى 9.85 مليون برميل يوميًا في المتوسط في يناير/كانون الأول، وفقًا لآخر مسح أجرته منصة إس آند بي غلوبال بلاتس.

وبينما قال بعض المسؤولين الغربيين، إن خفض روسيا بمقدار 500 ألف برميل يوميًا قد يكون ناتجًا عن صعوبات فنية في إنتاج النفط، قال رئيس شركة فيتول آسيا، مايك مولر، إن ثبت خطؤهم، إذ تواصل موسكو شحن خامها إلى أسواق أبعد، ما يتيح "إعادة تنظيم واضحة لتدفقات التجارة".

وأضاف مولر: "أعتقد أن الإجماع بشأن السوق كان بناءً على الأدلة الأولية بعد عام واحد، تبدو روسيا مكتفية ذاتيًا إلى حدّ كبير من حيث قدراتها الفنية".

وأردف: "يتعين على مالكي السفن وشركات التأمين والبنوك "الالتفاف على التشريع الذي صدر، ليس من قبل سلطة واحدة، ولكن من خلال 3 سلطات منفصلة، هي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وإن إيجاد التوافق بهذا الشأن يستغرق بعض الوقت".

استهلاك الغاز المسال في آسيا

من المتوقع ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي المسال في جنوب شرق آسيا عام 2023، إذ تستفيد المزيد من الاقتصادات من الأسعار المنخفضة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

الطلب على النفط في الصين
ناقلة غاز مسال - الصورة من إنرجي فويس

وبلغ سعر الغاز الطبيعي المسال الفوري لدى مؤشر بلاتس جيه كيه إم للتسليم في شمال شرق آسيا مستوى قياسيًا بلغ 84.76 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية في مارس/آذار 2022، وفقًا لبيانات ستاندرد آند بورز غلوبال.

وتمّ تقييم سعر الغاز الطبيعي المسال الفوري آخر مرة عند 13.963 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية في 3 مارس/آذار، وفقًا لما نشرته شركة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights) في 5 مارس/آذار الجاري.

علاوة على ذلك، تعدّ شهية الصين للغاز الطبيعي المسال المستورد من بين أكبر عوامل الضبابية لعام 2023، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، بعد انخفاض صافي الواردات بنسبة غير مسبوقة بلغت 21% في عام 2022، مقارنة بزيادة قدرها 17% في عام 2021.

وقال رئيس شركة فيتول آسيا، مايك مولر: "ما حدث في آسيا عندما وصلت أسعار الغاز الطبيعي المسال إلى هذه المستويات المجنونة، هو أن الآسيويين أداروا ظهورهم لها، أو بعبارة أخرى، حدث تدمير للطلب، واتجه كل الاهتمام إلى الفحم".

وأضاف أن الزيادة في الطلب الآسيوي على الغاز الطبيعي المسال ستمنع تلك البلدان من حرق الديزل باهظ الثمن، إذ "وصل الغاز الآن إلى نقطة يكون فيها عند مستوى التوازن، مقابل أنواع الوقود الأخرى".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق