التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير السياراتتقارير الكهرباءسلايدر الرئيسيةسياراتكهرباء

7 دول آسيوية وأفريقية تتبنى السيارات الكهربائية رغم معاناتها مع الظلام

أحمد بدر

يحتاج التحول إلى السيارات الكهربائية إلى إمكانات خاصة لدى الدول، بداية من دعم هذا التحول ماليًا وتشريعيًا، مرورًا بتيسير إجراءات الاستيراد والتراخيص، وصولًا إلى توفير البنية التحتية للشحن، الأمر الذي يتطلب توافر الكهرباء بشكل دائم.

وعلى الرغم من ذلك، تسعى بعض دول آسيا وأفريقيا، التي تواجه أزمات طاحنة في قطاع الكهرباء لديها، إلى الاستعانة بالمركبات الكهربائية، لتخفيف الضغط الذي تواجهه فيما يتعلق بتوفير الوقود، وذلك بهدف تلبية متطلبات الإستراتيجيات الوطنية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي.

في هذا التقرير، ترصد منصة الطاقة المتخصصة الدول الأفريقية والآسيوية الأكثر معاناة فيما يتعلق بتوفير الكهرباء لمواطنيها، ومع ذلك تعمل على تعزيز ودعم السيارات الكهربائية على طرقها، بصفتها بديلة لسيارات محركات الاحتراق الداخلي.

الدول الآسيوية

تواجه كثير من دول قارة آسيا أزمات كهرباء عنيفة، بعضها بسبب نقص الوقود، مثل الهند وإندونيسيا، وبعضها الآخر بسبب الكوارث الطبيعية التي تدمّر البنى التحتية، مثلما حدث في باكستان، لذلك ترصد منصة الطاقة أبرز الدول الآسيوية التي تعاني من أزمة الطاقة، بينما تتحول إلى السيارات الكهربائية، وهي:

الهند

السيارات الكهربائية
نقطة لشحن السيارات الكهربائية في الهند - الصورة من إيكونوميك تايمز

تتعرض الهند إلى أزمة طاحنة في قطاع الكهرباء، الأمر الذي يدفعها إلى زيادة الإنتاج من المحطات العاملة بالفحم، بالإضافة إلى استدعائها مؤخرًا فرقَ الطوارئ ومحطاتها العاملة بالوقود الأكثر تلويثًا، لتفادي حدوث كارثة خلال فصل الصيف المقبل.

وعلى الرغم من هذه الأزمات، تكتسب السيارات الكهربائية في الهند مزيدًا من الزخم، مع اهتمام الحكومة بالتحول إلى النقل النظيف، على الرغم من استدعائها محطات التوليد بالفحم المستورد لزيادة الإنتاج بداية من 16 مارس/آذار 2023، وفق ما نشرت وكالة رويترز.

وتبلغ السعة الإجمالية الحالية لتوليد الكهرباء من الفحم في الهند 17 غيغاواط، في توقيت ارتفع فيه الطلب على المركبات الكهربائية، مع إعلان ولاية "تاميل نادو" سياستها الجديدة للسيارات النظيفة في 2023، لتصبح واحدة من الوجهات الجاذبة للاستثمار في هذا القطاع.

وبلغ حجم تسجيلات السيارات الكهربائية في ولايات الهند الـ34 نحو 164 ألفًا و144 سيارة قبل انتشار جائحة كورونا في 2019، بينما بلغ العدد 325 ألفًا و414 وحدة في 2021، قبل أن يسجل الطلب مستوى قياسيًا في 2022، بأكثر من مليون سيارة، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

بنغلاديش

خلال شهر فبراير/شباط الجاري 2023، أعلنت بنغلاديش -التي تواجه أزمة عملاقة بشأن الكهرباء واستيراد الوقود- خططًا للتوسع في السيارات الكهربائية، إذ تسعى الحكومة إلى شراء نحو 300 حافلة كهربائية من الهند.

وبحث مسؤولون بنغاليون مع نظرائهم الهنود شراء الحافلات الكهربائية ذات الطابقين، بهدف ضمّها إلى أسطول النقل العام في بنغلاديش، ضمن خطة تهدف إلى التحول للنقل الأخضر، وفق تقرير نشره موقع "نيو إيج بنغلاديش".

وبموجب اتفاق بين الجانبين، ستعمل الهند على إقراض بنغلاديش قيمة الحافلات الكهربائية بعقد مُبرم بينهما، لا سيما أن بنغلاديش طلبت تسليمها 100 حافلة من الـ300 خلال العام الجاري، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

السيارات الكهربائية
الحافلات الكهربائية ذات الطابقين المطلوبة في بنغلاديش

وعلى الرغم من أزمة الكهرباء العميقة في البلاد، والتي تهدد بتوقف الطاقة، بسبب عدم توافر المحروقات، ومن بينها الفحم، فإن الحكومة أعلنت أنها ستضع سياسة لتسجيل وتشغيل السيارات الكهربائية خلال العام الجاري 2023، بهدف دعم العمل المناخي.

باكستان

في أعقاب الفيضانات التي ضربت باكستان في يونيو/حزيران 2022، تكشفت أزمة الكهرباء في البلد الآسيوي، لتُخلِّف وراءها كارثة تضاف إلى الكوارث الإنسانية التي تركت الطبيعة بَصْمَتها عليها، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وواجهت إسلام أباد أزمة انقطاع الكهرباء لأوقات طويلة، لا سيما مع استمرار الفيضانات لنحو 3 أشهر، دُمِّر فيها كثير من البنى التحتية في البلاد، وتسببت في تعميق المشكلة، الأمر الذي استدعى إعلان البلاد حاجتها إلى الدعم الدولي العاجل.

وعلى الرغم من ذلك، تسعى الدولة إلى تعزيز سوق السيارات الكهربائية، خاصة بعدما فرضت الحكومة قيودًا على القروض الممنوحة للسيارات التقليدية، بينما قدّمت حوافز ضريبية للسيارات الكهربائية والهجينة، للسماح بدخول المنتجين لأسواقها.

وتهدف هذه الخطوة إلى جعل باكستان جاذبة للصناعة، وليس فقط مستهلكة للسيارات الكهربائية، خاصة أنها عززت توقعات نمو مبيعات السيارات للعام المالي المنتهي في 2022، على الرغم من قيود التمويل وزيادة أسعار الفائدة.

الدول الأفريقية

على الرغم من أن دول أفريقيا تمتلك إمكانات هائلة تؤهلها للحصول على الكهرباء من مصادر متعددة، بين تقليدية ومتجددة، فإن بعض دولها تعاني من أزمة كهرباء طاحنة بسبب سوء الإدارة أو الفقر الذي يُعجزها عن استغلال مواردها، ورغم ذلك تتجه جميعها إلى السيارات الكهربائية، ومنها:

زيمبابوي

السيارات الكهربائية
سيارة كهربائية في زيمبابوي - الصورة من مجلة "كلين تكنيكا"

تواجه زيمبابوي أزمة فيما يتعلق بتوفير الوقود اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء، ولكن هذه الأزمة تنعكس بدورها على توفير البنزين والديزل لتسيير السيارات، مما دفع مسؤوليها إلى التفكير في السيارات الكهربائية بصفتها حلًا موفرًا.

وتتجه الدولة الواقعة في جنوب القارة الأفريقية إلى استيراد جميع احتياجاتها من البنزين والديزل، بينما ترى أن تسريع اعتماد السيارات الكهربائية يوفّر عناء الانتظار في طوابير أمام محطات الوقود، ولكنه في الوقت نفسه يضغط على شبكات الكهرباء التي ستمدّ البنية التحتية بالطاقة.

وقال مؤسس منصة "إلكتريك درايف أفريكا"، الدكتور ريميريدزاي جوزيف كوهودزاي، إن بعض العائلات في زيمبابوي قد تقضي ليلها ونهارها، وأحيانًا عدّة أيام، في طوابير للحصول على البنزين والديزل، وهو أمر يمكن تجنّبه بالتحول إلى السيارات الكهربائية، بحسب ما نقلت عنه مجلة "كلين تكنيكا".

نيجيريا

يواجه قطاع الكهرباء في نيجيريا عديدًا من الأزمات، في مقدّمتها الانقطاعات المتكررة، التي أصبحت تؤرق كل مواطن نيجيري، مما دفع المسؤولين إلى محاولة الاستعانة بتجارب دول أخرى مثل مصر وتركيا، لتجاوز الأزمة بسلام.

في 24 يناير/كانون الثاني الماضي 2023، وقّعت الحكومة النيجيرية مذكرة تفاهم مع مصر، بهدف الاستفادة من خبراتها في قطاع الكهرباء، بهدف تخطّي أزمة الانقطاعات التي تضرب البلاد، بجانب تحقيق وفرة في الإنتاج، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ويوضح الرسم البياني التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، حجم مبيعات السيارات الكهربائية حول العالم، خلال المدة بين عام 2015 وعام 2022:

مبيعات السيارات الكهربائية تسجل قفزات سنوية مع توجه العالمي إلى تقليل الانبعاثات

وبالتزامن مع محاولات معالجة الأزمة، أعلن المجلس النيجيري لتصميم وتطوير السيارات "إن إيه دي دي سي" إطلاق طراز جديد من السيارات الكهربائية، وهو الأمر الذي واجهته رابطة تجّار السيارات "أمدون"، إذ ترى أنه مخيب للآمال؛ كونه غير منطقي.

يشار إلى أن البنك الدولي كان قد كشف مؤخرًا عن استطلاع أظهر أن 78% من مستهلكي الكهرباء في نيجيريا يحصلون على أقلّ من 12 ساعة يوميًا من الطاقة، بينما تزعم الحكومة أن أكثر من 45% من مواطنيها يتمتعون بما يتراوح بين 13 و24 ساعة يوميًا من الكهرباء.

كينيا

على مدار العام الماضي 2022، تتابعت أزمات الكهرباء في كينيا، بداية من الانقطاعات المتكررة، مرورًا بالتخريب المتعمد لشبكات الكهرباء ومعدّاتها بهدف إجبار المواطنين على دفع مزيد من الرسوم، وصولًا إلى محاولات التخلّي عن النفط لصالح الغاز المسال.

وفي أبريل/نيسان الماضي، تسبَّب مخرّبون بانقطاع التيار الكهربائي في مناطق كثيرة من الدولة الواقعة شرق أفريقيا، وذلك بهدف إخضاع المستهلكين لعمليات ابتزاز، بعدما طالبوهم بدفع رسوم إضافية، فوق ما يدفعونه، إلى شركة "كينيا باور" الحكومية.

وعلى الرغم من الأزمات المتكررة، لم تتوانَ الدولة الأفريقية عن محاولات كهربة قطاع النقل، من خلال نشر الحافلات والسيارات الكهربائية، وذلك ضمن خطة كينية تستهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وأعلنت شركة "باسي غو" الكينية عزمها تجميع نحو 1000 سيارة كهربائية، في مدينة مومباسا، بحلول عام 2026، لا سيما أن الشركة تقدّم خدماتها لنحو 150 ألف كيني في العاصمة نيروبي، من خلال حافلاتها الكهربائية، وفق ما نشر موقع أفريك 21.

جنوب أفريقيا

في الوقت الذي تواجه فيه جنوب أفريقيا كارثة الظلام مع الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في جميع أنحاء الدولة، تسعى حكومتها إلى تطوير ونشر السيارات الكهربائية، في اتجاه يبدو منفصلًا عن الواقع، وفق ما نشر موقع "بيزنس تك".

السيارات الكهربائية
شعار شركة إسكوم على سيارة كهربائية في جنوب أفريقيا

وبدأت شركة إسكوم -وهي مرفق الكهرباء الرئيس الحكومي في جنوب أفريقيا- تبني اتجاهًا يستهدف نشر المركبات الكهربائية وتطويرها في جميع أنحاء البلاد، ضمن خطة لكهربة قطاع النقل بحلول عام 2040، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتتعرض شبكات الكهرباء في جنوب أفريقيا إلى فصل متكرر للأحمال، وانقطاع متواصل، أو لأوقات طويلة، للتيار الكهربائي، في حين تسجل محطات توليد الكهرباء معدلات تهالك غير مسبوقة، في وقت تواجه فيه شركة "إسكوم" أزمات إدارية بعد الاستقالات المتعاقبة لقياداتها، وآخرهم رئيس الشركة، قبل أيام.

وعلى الرغم من ذلك، تستعد الشركة الجنوب أفريقية إلى طرح مشروع تجريبي، يهدف إلى تطوير أسطولها من سيارات الركّاب والمرافق، البالغ حتى الآن نحو 13 ألف سيارة، إذ تبحث الشركة تحويل هذا الأسطول إلى سيارات كهربائية.

ومن المقرر أن تعتمد شركة إسكوم الحكومية على الشبكات الصغيرة لتوفير إمدادات الكهرباء المطلوبة لتسيير السيارات الكهربائية في البلاد، إذ تعمل على التوسع في هذه الشبكات، لتجاوز أزمة انقطاع التيار بمختلف أنحاء البلاد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق