التقاريرتقارير السياراترئيسيةسيارات

جنوب أفريقيا تعزز نشر السيارات الكهربائية رغم كارثة الظلام

هبة مصطفى

تتبنّى شركة إسكوم اتجاهًا ينحاز إلى تطوير ونشر السيارات الكهربائية في جنوب أفريقيا، فيما يبدو أنه اتجاه منفصل عن الواقع نسبيًا؛ إذ ما زالت البلاد غارقة بانقطاعات متكررة للتيار.

وتحمل الشركة -التي تعدّ مرفق الكهرباء الرئيس في البلاد، وتؤول ملكيتها للدولة- على عاتقها طموحًا واسع النطاق لكهربة أسطولها بحلول عام 2040، وفق ما نشره موقع بيزنس تك (Business Tech).

ويتزامن ذلك مع تعرّض شبكات الكهرباء لفصل متكرر للأحمال وانقطاع للتيار وتسجيل محطات الكهرباء معدل تهالك غير مسبوق.

ويضاف إلى تلك المعاناة أعباء إدارية تشكّل حصارًا إضافيًا للشركة، بعدما استقال رئيسها الـ13 من منصبه قبل أيام، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

خطط السيارات الكهربائية

تسعى شركة إسكوم لحجز موقع لها ضمن خطط تطوير ونشر السيارات الكهربائية في جنوب أفريقيا؛ إذ تطمح نحو كهربة أسطولها بالكامل بحلول عام 2040.

وتطرح الشركة، في الآونة الحالية، مشروعًا تجريبيًا بهدف تطوير أسطولها من سيارات الركاب والمرافق -البالغ 13 ألف سيارة- وبحث تحولها إلى سيارات كهربائية.

السيارات الكهربائية في جنوب أفريقيا
الرئيس رامافوزا داخل إحدى السيارات الكهربائية في جنوب أفريقيا - الصورة من Naamsa

وتشكّل السيارات الكهربائية أحد أذرع شركة إسكوم للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن (2050)، وبدوره أشار المسؤول التنفيذي عن أعمال التوزيع لدى إسكوم "موندي بالا" إلى أن شركته ستحجز موقعًا رئيسًا ضمن سوق السيارات الكهربائية في جنوب أفريقيا.

وأضاف أن العمل يجري على قدم وساق تمهيدًا لطرح نقاط شحن للسيارات في أنحاء متفرقة تغطي الاستعمالات العامة البلاد كافة، بالتعاون مع شركاء وعمليات شراء.

وأوضح بالا أن إسكوم اقترحت تعريفات الاستعمالات السكنية للشحن على منظم الطاقة في البلاد "نيرسا"، وتترقب موافقتها، مفسرًا أن المقترح يوفّر لمالكي السيارات الكهربائية بيانًا بتعريفات الشحن خارج أوقات الذروة وأفضل أوقات الشحن التي توفر في الاستهلاك والمخصصات المالية.

وقال، إن تلك الخطوة من شأنها زيادة نشر السيارات الكهربائية في جنوب أفريقيا، بجانب تعزيز الكهرباء المبيعة في الوقت ذاته.

الشبكات الصغيرة

تعتمد شركة إسكوم على الشبكات الصغيرة لتوفير الإمدادات اللازمة لتسيير السيارات الكهربائية في جنوب أفريقيا، وتنوي التوسع في الاعتماد على تلك الشبكات لتجاوز مشكلات انقطاع التيار وفصل الأحمال.

ويمكن للشبكات الصغيرة التي تعتزم إسكوم نشرها تلبية طلب ما يزيد عن 200 مرفق يشمل (المنازل، ومركز الشرطة، والشركات)، وتعكف في الآونة الحالة على إجراء دراسات استكشافية لنحو 80 موقعًا لنشر تلك الشبكات.

ومن المخطط ربط الشبكات الصغيرة بمشروعات للطاقة الشمسية وبطاريات تخزين من الليثيوم أيون في بعض المواقع بصفتها مصدرًا للكهرباء، بجانب ربط الشبكات في مواقع أخرى بتوربينات رياح مصغرة وتوربينات للطاقة الكهرومائية.

وتُخطط إسكوم لإطلاق مشروعات الشبكات الصغيرة خلال الأعوام الـ5 المقبلة بصورة تدريجية على مراحل، وتكتسب ميزة بإمكان وصولها للمناطق البعيدة غير القادرة على الاتصال بالشبكة الوطنية، أو الحصول على إمدادات الكهرباء بطرق التوليد المعتادة.

وقد يعزز ربط الشبكات الصغيرة بمشروعات حيوية -مثل مشروعات تخزين الكهرباء في البطاريات- من خطط نشر السيارات الكهربائية في جنوب أفريقيا.

ويوضح الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أعلى 10 دول أفريقية من حيث معدل وصول الكهرباء، إذ احتلّت جنوب أفريقيا المرتبة الـ7:

الكهرباء في أفريقيا

وضع إسكوم

بالنظر إلى طموح شركة إسكوم للمشاركة في كهربة النقل في البلاد، بات السؤال مُلحًا الآن حول قدرتها على وفائها بتلك الخطط في ظل معاناة مرافق الدولة من انقطاعات التيار المتكررة.

وكانت إسكوم من أسرع مرافق الدولة تأثرًا بارتفاع أسعار الطاقة منذ عام كامل في أعقاب الحرب الأوكرانية، إذ اجتمعت عليها عوامل عدّة، من بينها: (تهالك محطات الكهرباء وتقادمها وحاجتها للصيانة، وتغير قياداتها التنفيذية والإدارية واستقالتهم من مناصبهم، بجانب نقص العمالة المؤهلة).

وكان رئيس الشركة "مبهو ماكوانا" قد بيّن -في يناير/كانون الثاني الماضي- توقعاته باستمرار انقطاعات الكهرباء في البلاد حتى عام 2025، ما يهدد خطط نشر السيارات الكهربائية في جنوب أفريقيا.

وأرجع ماكوانا توقعاته لحاجة محطات الكهرباء العاملة بالفحم إلى إصلاحات قد تستغرق عامين، ما يتطلب فصل الأحمال لمدد تتراوح بين 6 و8 ساعات يوميًا، ويلقي بتداعياته السلبية على الاقتصاد والصناعات.

وبجانب الانقطاعات، تسبَّب عجز المسؤولين التنفيذين بالشركة عن مواجهة أسوأ أزمات الكهرباء بالبلاد، وحلّها، برحيل رئيسها الـ13 بصورة فورية، بعدما تقدَّم باستقالته منذ ما يقرب الشهرين، ومباشرته تسيير أعمالها عقب ذلك.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق