طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية قد يحتل المركز الأول خلال 4 سنوات

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • الأهداف المناخية قادت نمو الطاقة الشمسية في الماضي وأمن الطاقة يحركها السنوات المقبلة.
  • الحوافز والتشريعات التي تقدمها الدول ساعدت في نمو الطاقة الشمسية.
  • رغم ارتفاع التكلفة في 2022؛ فإن الطاقة الشمسية لا تزال هي الأرخص.
  • خلال 3 سنوات ستتفوق الطاقة الشمسية على الغاز.

توقّعت وكالة الطاقة الدولية أن يسيطر توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على ساحة الطاقة العالمية بغالبية مطلقة، وتحتل المركز الأول خلال السنوات الـ4 المقبلة.

وستتجاوز حصة الطاقة الشمسية معدلات التوليد بالغاز خلال 3 سنوات، حسبما ذكر تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز، اليوم الإثنين 27 فبراير/شباط 2023.

وتسعى دول العالم التي تستهدف تحقيق تحول الطاقة، إلى زيادة الاعتماد على الغاز؛ بوصفه أنظف مصادر الوقود الأحفوري، في مدة انتقالية قبل الاعتماد الكامل على المصادر النظيفة.

وعلى سبيل المثال، ارتفع عدد حفارات التنقيب عن الغاز الطبيعي في أميركا حفارة واحدة، خلال الأسبوع قبل الماضي، ليصل الإجمالي إلى 151، بينما صعدت حفارات الغاز في حوض برميان حفارة واحدة، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

فرق شاسع خلال 10 سنوات

قبل نحو عقد من الزمن، كان توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية يمثّل أقل من 1% من إجمالي مصادر الطاقة مجتمعة سواء الأحفوري أو المصادر المتجددة.

وكانت قدرات الطاقة الشمسية المركبة في أنحاء العالم -من أريزونا في أميركا إلى أنهوي الصينية- دافعًا أساسيًا لتعديل شكل خريطة الطاقة العالمية القديمة.

وبسبب غزو روسيا لأوكرانيا، ومخاوف أمن الطاقة التي اجتاحت دول العالم، بدأ كثير منها بالإسراع في تركيب قدرات كبيرة من الطاقة الشمسية؛ ما يرجّح تحقيقها أرقامًا قياسية خلال السنوات الـ5 المقبلة، وفق وكالة الطاقة الدولية.

ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا، قبل عام، وفرض عقوبات غربية على روسيا، شهدت سوق الطاقة العالمية اضطرابًا كبيرًا جرّاء ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، خاصة أن موسكو من كبار منتجي النفط والغاز والفحم عالميًا.

و"هناك انتعاش كبير متوقع في قدرة الطاقة الشمسية المركبة خلال السنوات الـ5 المقبلة؛ إذ تمثل 60% من جميع المشروعات الجديدة في الطاقة خلال تلك السنوات"، حسب قول كبير المحللين لأسواق وسياسات الطاقة المتجددة في وكالة الطاقة الدولية هيمي باهار.

وأضاف أن تلك القدرات التي تُرَكَّب حاليًا لن يكون لها تأثير آنٍ مقارنة بالفحم أو الغاز، لكن معدلات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية ستحدث تعديلًا مزلزلًا في قطاع الطاقة خلال السنوات المقبلة، فور تشغيل المشروعات تحت الإنشاء.

انخفاض التكلفة

انخفضت تكلفة مشروعات الطاقة الشمسية بنسبة 90% منذ عام 2009 حتى 2021؛ إذ تراجعت تكلفة توليد ميغاواط/ساعة إلى 36 دولارًا، وفق وكالة الطاقة الدولية.

وفي المقابل، تبلغ تكلفة توليد ميغاواط/ساعة من الفحم 108 دولارات، و60 دولارًا من الغاز، و38 دولارًا من مزارع الرياح.

غير أن تكلفة توليد الكهرباء قفزت في 2022، بسبب زيادة أسعار مكونات محطات الطاقة الشمسية، لكنها رغم ذلك ما زالت الأرخص بين كل المصادر في معظم أنحاء العالم.

ووفق حسابات "إس آند بي غلوبال كوميديتي إنسايتس" للاستشارات؛ فقد زادت معدلات قدرات الطاقة الشمسية المركبة العام المنصرم بنسبة تجاوزت 50%.

وأسهمت في هذا النمو عدة عوامل؛ منها المستهدفات المناخية، والسياسات الحكومية المشجعة، إضافة إلى حزم الدعم في أنحاء العالم، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

صادرات الغاز الروسي

أثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الدول الغربية باستخدام الغاز بوصفه سلاحًا يحارب به الدول المتحالفة ضده بسبب غزو أوكرانيا، ودفعها إلى اتخاذ سياسات قوية تجاه دعم مصادر الطاقة لديها، والاستغناء عن موسكو.

وعلى سبيل المثال، تسعى دول الاتحاد الأوروبي إلى الاستغناء عن الوقود الأحفوري الروسي بالكامل في 2027.

وبلغت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا نحو 155 مليار متر مكعب في 2021، ما يعادل 40% من إجمالي استهلاك دول القارة العجوز.

توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية

وتقلصت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أنابيب نقل الغاز الطبيعي التي تربط موسكو بالقارة من خلال ألمانيا، مع نهاية 2022، إلى 10%، وهو أدنى مستوى منذ ثمانينيات القرن الماضي.

وتستهدف أوروبا توليد 45% من احتياجاتها الكهربائية من المصادر المتجددة بحلول عام 2030، وفق خطة "ري باور إي يو"، التي أطلقتها في شهر مايو/أيار 2022.

ولتحقيق الهدف؛ تُركِّب بروكسل قدرة تبلغ 320 غيغاواط حتى 2025، تزيد إلى 600 غيغاواط في 2030؛ ما يرجّح خفض استهلاك الغاز بنحو 9 مليارات متر مكعب في 2027.

الطاقة الشمسية في أوروبا

قدّرت "إس آند بي" أن قدرة الطاقة الشمسية المركبة في أوروبا من الأحجام المختلفة، سواء المشروعات على أسطح المباني، أو العملاقة، ستسيطر على مصادر الطاقة في القارة خلال السنوات المقبلة.

وعلق المدير التنفيذي لقطاع تقنيات الطاقة النظيفة في "إس آند بي" إيدورني زوكو قائلًا: "في الماضي كان نمو مشروعات الطاقة المتجددة يتحرك بقيادة مستهدفات علاج أزمة تغير المناخ وتحقيق الحياد الكربوني. والآن ما يقود الانتعاش الكبير هو أمن الطاقة، خاصة من الشمسية".

ولا يختلف وضع أوروبا في بحثها عن أمن الطاقة بتبني المصادر المتجددة عن غيرها من دول العالم؛ فقد أطلقت الصين -على سبيل المثال- خطة طويلة الأمد تمتد إلى 14 عامًا في أبريل/نيسان 2022، جعلت الطاقة المتجددة في مقدمتها.

وقال كبير قسم بحوث أسهم الطاقة المتجددة في بنك الاستثمار "رايموند جيمس" غراهام بريس: "حتى إذا كانت الصين تستطيع استيراد النفط الروسي بتخفيض سعري كبير؛ فإنها تسعى إلى التحول لاقتصاد يعتمد على الطاقة المتجددة والفحم".

يُذكر أن الاقتصاد الصيني، الذي يُعَد ثاني أكبر اقتصاد عالمي، يعتمد بصورة رئيسة على الفحم، رغم أن بكين هي المصدّر الأكبر لمكونات محطات الطاقة الشمسية عالميًا، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي الولايات المتحدة، أطلق الرئيس جو بايدن، تشريعين خلال العامين الأخيرين، هما: المناخ والحد من التضخم، اللذان يوفران حوافز ودعمًا لمشروعات الطاقة النظيفة خلال العقد المقبل بقيمة 369 مليار دولار.

وبهذين التشريعين، يتمتع قطاع الطاقة الشمسية، ولأول مرة، بحوافز وإعفاءات ضريبية طويلة تمكّنه من الاستثمار طويل الأجل وتدشين مشروعات من كل الأحجام.

تحديات القطاع

تواجه مشروعات الطاقة الشمسية عدة تحديات، رغم نموها الكبير المتوقع، منها صعوبة الحصول على تراخيص، وارتفاع معدلات التضخم، ومعها الأجور، والذي قد يؤثر سلبًا على الإنفاق الاستثماري في المشروعات وتوسعاتها.

وقامت شركة "صن باور" الأميركية بإجراء مثل هذا؛ إذ فضّلت خفض القدرة المركبة لزيادة أرباحها في سوق تتسم بالتنافسية الكبيرة.

ومع ذلك، ما زال المحللون يتوقعون ازدهارًا كبيرًا لمشروعات الطاقة الشمسية والكهرباء المولدة منها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق